الشيخ رائد صلاح:

جائزة كل الجماهير العربية في الداخل الفلسطيني هي جائزة للقدس والمسجد الأقصى وهي تأكيد للاحتلال الإسرائيلي أن قضية القدس ستبقى قضية المسلمين

نحن مطالبون أن ندرك ما يدور حولنا، وكل العالم يتابعنا خطابنا يجب أن يكون خطاب تفاؤل لا خطاب وهم وأحلام ويجب أن نؤمن أن قضية القدس والأقصى منتصرة وان الاحتلال زائل 

حل الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية مساء يوم السبت ضيفا على معرض الكتاب الـ23 في كفركنا، وقدم محاضرة قيمة تحدث فيها عن رحلته الأخيرة إلى السعودية، لاستلام جائزة الملك فيصل العالمية عن خدمة الإسلام.
عجت القاعة بالحضور، وافتتح اللقاء ربيع كريم بتلاوة عطرة من القرآن الكريم، ثم تحدث مدير المركز الثقافي المحامي علاء عواودة، ورحب بالحضور الكريم، وقدم الشيخ رائد صلاح- رئيس الحركة الإسلامية ليحدثنا عن انطباعاته الأخيرة من زيارته للملكة العربية السعودية.

الشيخ رائد صلاح

الشيخ رائد بارك في بداية حديثة هذا المهرجان الثقافي السنوي. وبدا حديثه من خلال حوار قصير دار بين الصحابي ذو الأصابع والرسول صلى الله عليه وسلم قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَرَأَيْتَ إِنِ ابْتُلِينَا بِالْبَقَاءِ بَعْدَكَ أَيْنَ تَأْمُرُنَا ؟ قَالَ :"عَلَيْكَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ ، لَعَلَّ اللَّهَ يَرْزُقُكَ ذُرِّيَّةً يَغْدُونَ وَيَرُوحُونَ إِلَيْهِ " ، يَعْنِي مَسْجِدَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ . وهذا كان دأب الكثير من الصحابة، أن يسألوا كيف التصرف عند الفتن ليعرفوا كيف السبيل حفظا للدين إذا تقلبت الأحوال والظروف.إجابة الرسول صلى الله عليه وسلم تدل على أن قلوب الصحابة قد تعلقت ببيت المقدس، والمسجد الأقصى. فبيت المقدس الملجأ من الفتن, وهو قضية الأمة.ثم استشهد الشيخ بقول سيدنا علي: "يأتي على الناس زمان يقول احدهم يا ليتني كنت لبنة في بيت المقدس" حجر صامد في بيت المقدس. وانه من أعظم النعم علينا أن جعلنا الله من أهل بيت المقدس، فمئات الملايين من المسلمين يتمنون نعمة الصلاة بالمسجد الأقصى صباح مساء".

قضية القدس
وتحدث الشيخ عن مجموعة من الدعاة سافروا إلى اندونيسيا ليحببوا الناس بيت المقدس، وكان من ضمن زيارتهم أن زاروا بلدة نائية، بلدة تحتفظ بعاداتها الإسلامية الحسنة، فالتفوا حولهم واستقبلوهم دون أن يعرفوا من أين جاءوا، فما كان من أهل البلدة إلا أن قالوا للدعاة لقد أحببناكم وسندعو لكم بدعاء ندعوه لمن نحبهم: "اللهم ارزقهم صلاة في المسجد الأقصى".
وأضاف الشيخ:"نحن مطالبون أن ندرك ما يدور حولنا، وكل العالم يتابعنا خطابنا يجب أن يكون خطاب تفاؤل، لا خطاب وهم وأحلام، ويجب أن نؤمن أن قضية القدس والأقصى منتصرة وان الاحتلال زائل". واستشهد الشيخ بحادثة من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، بث فيها الرسول الأمل في روح المسلمين والصحابي شداد بن اوس. ثم انتقل الشيخ ليسرد وقائع استلامه لجائزة الملك فيصل، وقال إن "الجائزة هي جائزة كل الجماهير العربية في الداخل الفلسطيني هي جائزة للقدس والمسجد الأقصى، وهي تأكيد للاحتلال الإسرائيلي أن قضية القدس ستبقى قضية المسلمين، وانه لن ينجح بالاستفراد بالمسجد الأقصى".

50 ألف ريال لصندوق الوقف
وقد صرحت حينها أن نصف الجائزة مقدم لأطفال سوريا, والنصف الثاني يرصد كنواة وقفية عالمية لنصرة القدس والأقصى. والجائزة بقيمة 200 ألف دولار. فكان أن وقف رجل سوري وتبرع بمبلغ 50 ألف ريال لصندوق الوقف العالمي. تأكيدا على وحدة الموقف بين دمشق والقدس. واتصل بنا رئيس الائتلاف السوري معاذ الخطيب وشكرنا على هذا الموقف. وحتى هذه اللحظة هناك ردود فعل طيبة وايجابية من كافة أنحاء العالم الإسلامي. وذكر الشيخ عدة حالات تبرع بها أشخاص بمبالغ كبيرة لصندوق الوقف. وقال الشيخ:" نحن نريد وحدة الأمة وبيت المقدس مركزها."

أيام عزة الإسلام
وتحدث الشيخ عن لقاءات عديدة مع أشخاص ومشايخ وقياديين من السعودية يتوقون شوقا لزيارة المسجد الأقصى، ويجهشون بالبكاء عند ذكر القدس المسجد الأقصى. فنحن نمثل الحياة لضمير الأمة المسلمة من شرقها إلى غربها حتى عند الشخصيات الرسمية.
وأضاف الشيخ :" حن نؤدي دورا لله، بعد الاحتفال كان لقاء بالرياض مع الأمير خالد الفيصل، تحدثنا فيه كثيرا، فقال الأمير نحن معجبون بدوركم، فانتم تؤدون الدور الخالص. في الحفاظ على القدس والأقصى" .وختم الشيخ :"الأيام القادمة هي أيام عزة الإسلام، أيام انتصار بإذن الله، وبشكل خاص انتصار للمسجد الأقصى كرمز لصمودنا، نحن لا ندعي الغيب، ولكنها قرائن تنبئ بذلك، أسال الله أن نؤدي هذا الدور وان نحفظ هذا الدور لا نقيل ولا نستقيل حتى يظهر الله الحق, وينصر الإسلام."
يذكر أن احد الحاضرين في قاعة المحاضرة بالمركز الثقافي الإسلامي قد تبرع بمبلغ 2000 دولار لصندوق الوقف العالمي للأقصى.