الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 17:02

بَحثاً عن لقمة العيش/ بقلم: المحامي ايهاب ابوغوش

كل العرب
نُشر: 12/04/13 09:11,  حُتلن: 09:51

المحامي ايهاب أبو غوش في مقاله:

في هذا الحضيض الأليم (الاجدر من ان يسمى بالواقع) اصبحت الكثير من احلام الشباب تتنافس وتتمحور حول "التصاريح" فاجمل ما يدور في الأحلام هو نيل التصاريح وكابوسها الرفض اما عارها فهو الممانعة "لاسباب امنية"

شعب أبيٌّ مرابط يأبى الذل والهوان والاتكالية ويصر ان يكون العامل الكادح العصامي الأكل من صنع يده كداود عليه السلام فبحثا عن لقمة العيش ولطلبها، يعمل أبناؤه فيحفرون ويجرفون ارض الوطن الغالي ويعمرون ويبنون فيطيلون ويكثرون البنيان المرصوص على ارضه الزكية

مشهد مساهمة الايدي الفلسطينية في بناء المستوطنات بصرف النظر من هم اصحابها (الايدي) ومن اي بقعة من فلسطين التاريخية قد جاءوا هو المشهد بحذافيره يسري على سيناروهات تراجيدية اخرى فهو يسري على شق وتعبيد الشوارع التي تربط المستوطنات الجلية وحتى غير المرئية ويسري على الجدران المحيطة بالمستوطنات وعلى توابعها وما يتبعها والمؤلم ليس اقل ان لم يكن اكثر ان المشهد ذاته سرى ويسري على اقامة الجدار العازل

شعب أبيٌّ مرابط، يأبى الذل والهوان والاتكالية، ويصر ان يكون العامل الكادح العصامي، الأكل من صنع يده كداود عليه السلام، فبحثا عن لقمة العيش ولطلبها، يعمل أبناؤه فيحفرون ويجرفون ارض الوطن الغالي، ويعمرون ويبنون فيطيلون ويكثرون البنيان المرصوص على ارضه الزكية، ومن اجمل ما يعملون، انهم يستعملون خيرات البلاد للإنتاج البنائي، بل وانهم يجمّلون ما يبنون، ويزرعون قرب ما يبنون نباتا وشجرا اخضر من زرع وثمر هذه الارض، والاخص: من التين والزيتون....
فيبني هذا الشعب بأذرع أبنائه احياء سكنية، لتصطف بينها الأشجار والزينة النباتية، فتشكل معا مشهدا للوحة فنية، تكبير وتكبير... تبنى بشهامة الرجال واذرعهم القوية اجمل الاحياء السكنية، على تربة زكية، لبلاد تحفها القدسية... ليسكن فيها المستوطنون!!! وذلك بحثا عن لقمة العيش!!! نعم، شعب يبني بيده، على ارضه، ليعيش المستوطن، ومعه تفنى الارض وبعدها صاحبها...

سيناريوهات تراجيدية أخرى
مشهد مساهمة الايدي الفلسطينية في بناء المستوطنات، بصرف النظر من هم اصحابها (الايدي) ومن اي بقعة من فلسطين التاريخية قد جاءوا، هو المشهد بحذافيره يسري على سيناروهات تراجيدية اخرى،  فهو يسري على شق وتعبيد الشوارع التي تربط المستوطنات الجلية وحتى غير المرئية،
ويسري على الجدران المحيطة بالمستوطنات، وعلى توابعها وما يتبعها، والمؤلم ليس اقل، ان لم يكن اكثر، ان المشهد ذاته سرى ويسري على اقامة الجدار العازل،  ذاته الفاصل بين أكناف بيت المقدس واكنافه، وبين شعب القدس وأبنائه وبناته، بين الام وابنها، وبين الاخ وأخته، وبين التين والزيتون... وبين ما ذكر وما لم يذكر...

أحلام الشباب
ويجدر ليشدد فيذكر، انه في هذا الحضيض الأليم (الاجدر من ان يسمى بالواقع) اصبحت الكثير من احلام الشباب تتنافس وتتمحور حول "التصاريح"، فاجمل ما يدور في الأحلام هو نيل التصاريح، وكابوسها الرفض، اما عارها فهو الممانعة "لاسباب امنية"،  نعم، منها التصاريح للعمل في المستوطنات، او في منبعها، وهنالك تصاريح للدخول وتصاريح للسفر وتصاريح للعلاج، ومنها حتى "تصاريح للصلاة"... هذه وغيرها وعلى اختلافها فكلها من مطبوعات "الادارة المدنية"...
هي الادارة المتعلقة ب"رحمتها" في زمننا ارواح لرجال ولشباب وحتى لنساء... اخبرنا بربك كي لا ننسى، أليست هذه بعينها سلطة "الادارة الاستيطانية" !!! فالاستيطان في هذا الزمان، غدت تتعلق به حتى الارواح وحتى الاحلام...
ولكن "المطمئن": ان المضي في هذه الطريق هو "بحثاً عن لقمة العيش"...
ولكن: لم البحث عن لقمة العيش؟؟؟
انه: لهدف العيش...
عجباً: وهل في ذلك من عيش!!!.
وضع اليم وغريب آل اليه شعب مستوطَن ومحروم... فيرفض الاستيطان على ارضه، وهو يبنيه بيده!!!
في هذا السياق، لئلا ننسى ولنتذكر شعاريين هاميين يمثلان فكرا سائدا في عقول الكثير في هذه الحقبة الزمنية:  "أنا مقاطع" و "بدنا نعيش".
 

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة