الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 18 / أبريل 12:01

توفيق زياد ويوم الارض /بقلم:شاكر فريد حسن

كل العرب
نُشر: 08/04/13 09:37,  حُتلن: 08:18

شاكر فريد حسن في مقاله:

توفيق زياد كان انساناً شجاعاً وجريئاً وحزبياً منظماً متمسكاً بالنظرية الايديولوجية الماركسية وسياسياً محنكاً بعيد الرؤية والرؤيا

توفيق زياد هو أحد ابرز الشخصيات الوطنية والسياسية والثقافية النضالية ورجالات الحركة الوطنية في الداخل الفلسطيني المنتمية للحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة

توفيق زياد في قصائده وأشعاره اهتم بالمناسبات الثورية وتفاعل مع الاحداث السياسية الجارية وأنشد لثورات الشعوب العربية وهزج للوطن والارض والانسان الفلسطيني

لا يمكن أن تمر ذكرى يوم الارض الخالد، بكل ما يعنيه ويجسده من ترسيخ للإنتماء والهوية الوطنية والإنغراس في تربة الوطن، دون إستذكار وإستحضار القائد الوطني، والمناضل الفذ، والسياسي الشجاع، والأديب المبدع، والباحث في التراث والفولكلور الفلسطيني، شاعر المقاومة والنضال توفيق زياد (أبو الأمين)، الذي يرتبط إسمه بهذا اليوم الوطني النضالي، كأحد مهندسي وصناع هذه الملحمة الكفاحية، التي إجترحها شعبنا البطل بكل شرائحه الإجتماعية وأطيافه السياسية، وشكلت معلماً بارزاً في التاريخ النضالي الناصع لجماهيرنا العربية الفلسطينية الصامدة الباقية في وطنها.

يوم مجيد
ففي هذا اليوم الفلسطيني الممهور والمكتوب بدم الشهداء الأبرار في الروزنامة الفلسطينية، تعبيراً عن تمسك الفلسطينيين بأرض آبائهم وأجدادهم، وتشبثهم بهويتهم الوطنية والقومية، وحقهم في الدفاع عن وجودهم رغم عمليات القتل والقمع والبطش والإرهاب والتنكيل السلطوي، وقف الراحل توفيق زياد وقفته البطولية المشرفة المشهودة والأهم في مواجهة عملاء وأعوان السلطة من رؤساء السلطات المحلية، وأعلن بأن الموقف في وجه سياسة السلب والنهب ومصادرة اراضي المل، ومشاريع الإقتلاع والترحيل، هو الإضراب العام – أي قرار الشعب، مؤذناً بإنطلاق هذا اليوم المجيد في الثلاثين من آذار عام 1976.

أبرز الشخصيات الوطنية
توفيق زياد هو أحد ابرز الشخصيات الوطنية والسياسية والثقافية النضالية، ورجالات الحركة الوطنية في الداخل الفلسطيني، المنتمية للحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، ومن شعراء المقاومة الفلسطينية، الذين كانوا صوت الثورة والقضية الفلسطينية. اتصف بشعره الغاضب المحرض الملتزم بقضايا وهموم شعبه وأمته، ألهب الجماهير بقصائده الوطنية والطبقية والكفاحية الثورية، التي طالما تغنى الشارع الفلسطيني بالكثير منها، وإرتقع صوته الصارخ عالياً مدوياً في وجه مغتصبي الأرض وناهبي حقوق شعبنا بـ "اننا هنا باقون ... فلتشربوا البحر ".

شخصية إنسانية نبيلة
تميز توفيق زياد بشخصيته الانسانية النبيلة الكريزماتية ، التي جعلت منه شاعراً مغموساً بالهم والجرح الفلسطيني النازف ، ومندمجاً بقضايا الشعب من عمال وفلاحين وكادحين ، ومثلّ النخبة المثقفة الطليعية المتنورة كمثقف عضوي وتقدمي ثوري في رفضه لكل مخططات التهويد وسلب الهوية الفلسطينية ، وصيانة شخصيتنا الوطنية المستقلة وتراثنا الفلسطيني . وتعلق بالارض ودافع عنها بالنضال من خلال الكلمة والموقف السياسي والعمل التطوعي والعمل البلدي والبرلماني ، وما صدر عنه من شعر في المناسبات الوطنية ، ودوره البارز في انطلاق وتفجر يوم الارض ، وتغذية الانتفاضة الشعبية الفلسطينية ، انتقاضة الحجارة .
كان توفيق زياد انساناً شجاعاً وجريئاً، وحزبياً منظماً متمسكاً بالنظرية الايديولوجية الماركسية ، وسياسياً محنكاً بعيد الرؤية والرؤيا ، واممياً واسع الأفق ، مجبولاً بحب الناس البسطاء والجماهير الكادحة المسحوقة الطامحة والتواقة للحرية والانعتاق ومستقبل الحياة الحرة الشريقة النظيقة السعيدة . وبسلوكه ومواقفه الجذرية ونضالاته اعطى المثل الحي الذي يحتذى ويقتدى به. وكان محباً للطفولة وعاشقاً للأطفال ، افليس هو القائل : " وأعطي نصف عمري لمن يجعل طفلاً باكياً يضحك " ..!

حضور أبو الأمين في العمق الفلسطيني
وتوفيق زياد في قصائده وأشعاره اهتم بالمناسبات الثورية ، وتفاعل مع الاحداث السياسية الجارية، وأنشد لثورات الشعوب العربية، وهزج للوطن والارض والانسان الفلسطيني. وغنّى للبروليتاريا والثورة الطبقية الحمراء، مثلما غنّاها شعراء الكفاح والمقاومة في العالم. ومن يقرأ قصائده يجدها تعبق بالأمل والتفاؤل الثوري، ومحتشدة بقوة العواطف والمشاعر الانسانية المتدفقة المتضامنة والمنحازة والمنتصرة لجموع فقراء الشعب وكادحي الوطن الرازحين تحت نير الظلم والإضطهاد والإستعباد والإستغلال البشع. وما يميز هذا الشعر بساطته، وشفافيته، ووضوحه، وخطابيته، وإنسانيته، ونزعته الطبقية، وحزبيته، وتحزبه للطبقات الشعبية، وإنتمائه للفن الجمالي والواقعية الإشتراكية، وهو يندرج في دائرة "السهل الممتنع". الحديث عن المرحوم الشاعر والمناضل توفيق زياد يطول ولا يتوقف. وسيظل أبو الأمين رمزاً وعنواناً ليوم الأرض المجيد الباقي والراسخ في ذاكرة الفلسطينيين. وإذا كان الموت غيب جسده فهو لا ولن يغيب، فحضوره ممتداً في العمق الفلسطيني على مر الزمان، كالسنديان والزيتون والزعرور .

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة