الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 18:01

حسن الصرايعة من النقب: أبنائي خرجوا للتنزه وعادوا الينا جثثا هامدة

منى عرموش -
نُشر: 05/04/13 09:24,  حُتلن: 14:11

حسن الصرايعة:

في الايام التي كنا نبحث فيها عن ابنائي في الشاطئ كنت مهموما ومذهولا وشعرت بالضعف ولم استطع ان اقف على رجلي من شدة قلقي وخوفي

لم اتوقع في يوم من الايام ان افقد ابنائي الثلاثة بهذه الطريقة لكن هذا قضاء الله وقدره وكتب لهم ان يموتوا في تلك اللحظة ونحن نؤمن بقدر الله ولا نعارضه ونعتبر ابنائي شهداء ان شاء الله

في اليوم الذي وقع فيه الحادث قال لي ابني البكر ناهد الذي لقي مصرعه اريد ان اجمع جميع افراد العائلة لنذهب في برحلة استجمامية في منطقة اشكلون ولم اعارضه بل طلبت منهم ان يتمهلوا في الطريق كي يعودوا الينا سالمين

ابني البكر ناهد تزوج قبل ثلاث سنوات وبعد زواجه بأسبوع تم هدم بيته ونزعت منه فرحة الزواج لكنه لم ييأس بل واجه كل الصعوبات والعقبات التي كانت في طريقه حتى كون نفسه بنفسه وقام ببناء بيت اخر جمع فيه كل افراد العائلة

ما زال الالم والحزن يخيم لدى عائلة الصرايعة في النقب، بعد ان فقدوا ابنائهم الثلاثة، ناهد (26 عاما)، سلمان (19 عاما) وعاطف (16 عاما)، الذين لقوا حتفهم غرقا في شاطئ دليلة في اشكلون. وحسب المعلومات التي توفرت عن اسباب الغرق كما ذكر شهود عيان فإن الفتى عاطف دخل مع قريب له للسباحة، عندها شعر بالخطر، وعندما شاهدوه اشقائه دخلوا لإنقاذه لكنهم غرقوا جميعا وتم العثور على جثثهم بعد اربعة ايام، عن طريق فرق الانقاذ والغواصات ورجال الشرطة.



حسن الصرايعة والد الاشقاء المرحومين، بان عليه التعب والحزن، لكنه حاول بكل قوته ان يصبر على هذه الكارثة، ويتخطى هذه المرحلة ليخرج ويُخرج عائلته من الوضع النفسي الصعب الذي يعيشونه في هذه الايام.

كارثة كبيرة
وفي حديث لموقع العرب وصحيفة كل العرب مع حسن الصرايعة قال: "في الحقيقة ما حل بنا عبارة عن كارثة كبيرة جدا، حيث لم اتوقع في يوم من الايام ان افقد ابنائي الثلاثة بهذه الطريقة، لكن هذا قضاء الله وقدره، وكتب لهم ان يموتوا في تلك اللحظة، ونحن نؤمن بقدر الله ولا نعارضه، ونعتبر ابنائي شهداء ان شاء الله". وتابع: "في اليوم الذي وقع فيه الحادث، قال لي ابني البكر ناهد الذي لقي مصرعه "اريد ان اجمع جميع افراد العائلة لنذهب لرحلة استجمامية في منطقة اشكلون"، ولم اعارضه بل طلبت منهم ان يتمهلوا في الطريق كي يعودوا الينا سالمين، وقلت لهم "الله يرضى عليكم جميعا"، وهذه هي الكلمات الاخيرة التي تحدثت بها اليهم. وكم كنت اتمنى ان ينتهي لقائي معهم بالمعانقة ايضا، لكن للأسف الشديد هذا لم يحصل لانهم ذهبوا وهم احياء وعادوا الينا جثثا هامدة". واستمر قائلا: "في الايام التي كنا نبحث فيها عن ابنائي في الشاطئ، كنت مهموما ومذهولا وشعرت بالضعف، ولم استطع ان اقف على رجلي من شدة قلقي وخوفي، ولم اصدق انني اقف في هذا المكان كي انتظر اخراج ابنائي وهم اموات، وفي تلك اللحظات كنت اتوجه بالدعاء الى الله سبحانه وتعالى ان يخرج احدا من ابنائي على الاقل حيا، الحمد لله على كل حال". وتابع: "ابنائي كانوا اشخاصا مميزين ويتحلون بأخلاق عالية، وكانوا يحبون مساعدة الاخرين، ويتطوعون من اجل المجتمع، وكل من يقصدهم كانوا يذهبون اليه دون أي تردد، كما ان ابنائي لم يكونوا اشقاء فقط بل اصدقاء، يأكلون ويعملون ويلعبون مع بعضهم البعض، وكانوا جدا مخلصين مع الاخرين، ودائما كانت لديهم طموحات عالية لتكوين مستقبل زاهر".

اجواء محزنة ومؤثرة

وتابع الوالد مستمرا في حديثه وهو حزين: "الحمد لله على كل حال، اتمنى ان لا يصيب أي عائلة ما اصبنا به، لان هذه الحوادث من الصعب تحملها. الإنسان الذي يفقد ابنه ينتابه شعور غريب ومؤلم لا يمكن ان يشعر به احد، الا من مر بمثل هذه الظروف. صحيح انني شاركت عائلات عدة في عزاء ابنائها، وكانت الاجواء محزنة ومؤثرة، لكنني شعرت اكثر بألمهم بعد وفاة ابنائي". وقال الاب ايضا: "اوجه نصيحتي لكل العائلات بالانتباه لأبنائهم في كل مكان، ان كان ذلك خلال السباحة، القيادة، اللعب وغيرها من الامور، وعدم تركهم لوحدهم، وتقديم النصائح الهامة لهم، كي يأخذونها بالحسبان، فلا احد يعرف ماذا يخبئ له الزمن، لذلك على الاهل ان يكونوا يقظين، كي لا يحدث لأبنائهم لا سمح الله أي مكروه يجعلهم يندمون عليه. صحيح ان كل ما يحصل هو قضاء الله وقدره، لكن نحن ايضا مسؤولون عن ارشاد أبنائنا". وأضاف قائلا: "ابني البكر ناهد تزوج قبل ثلاث سنوات، وبعد زواجه بأسبوع تم هدم بيته، ونزعت منه فرحة الزواج، لكنه لم ييأس، بل واجه كل الصعوبات والعقبات التي كانت في طريقه، حتى كون نفسه بنفسه، وقام ببناء بيت اخر جمع فيه كل افراد العائلة، ناهد كان اليد اليمنى لجميع افراد عائلتنا، وكنا نعتمد عليه لأنه انسان صاحب مسؤولية ويعمل بمهنية كاملة". وتابع وهو يقول: "سنشتاق لأبنائي الثلاثة الذين رحلوا عنا. وعلى الرغم من فقدانهم الا انهم سيبقوا خالدين في قلوبنا، وسنشعر دائما على انهم معنا والى جانبنا، وسوف نتحدث عنهم يوميا وعن الايام الجميلة التي قضيناها سوية، مع العلم اننا نشعر بصعوبة مواجهة هذه المصيبة".

فترة صعبة ومؤلمة
وقال قريب الاشقاء المرحومين لموقع العرب وصحيفة كل العرب: "انها كارثة كبيرة جدا، لا اعرف كيف ستمر هذه الفترة الصعبة والمؤلمة، كما كنت اتمنى ان يخرج الاشقاء احياء، وعندما وصلني خبر وفاتهم جميعا لم اتحمل الموقف وأغمي علي. كنت اتمنى في تلك اللحظات ان اموت، ولا اسمع هذا الخبر".

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.76
USD
4.01
EUR
4.65
GBP
242276.00
BTC
0.52
CNY