الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 22:01

اليك:مقومات السعادة الأسرية الجزء الثاني

أماني حصادية -
نُشر: 04/04/13 08:15,  حُتلن: 13:12

المعاصي تُزيل النعم وتجلب النقم وتشتت القلوب وتدمر المبادئ والقيم

الزوج يرى أن يزوجته لا تلتزم بطاعة الله فيتولد في قلبه كره لها وبغض لها

أعظم قدوة هو سيد الخلق أجمعين نبينا محمد (ص)، فهو الأسوة في كل ما يهم الإنسان في حياته. وتعاليمه (ص) هي البوصلة الهادية إلى الاستقرار الأسري، وبها يتم التوازن المنشود لأفراد الأسرة جميعاً. فلقد كان (ص) قدوةً لكل الأزواج، وهو القائل (ص): "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي" – الترمذي. وثبت أنّه (ص) كان في حياته الزوجية جميل العشرة دائم البشر، يتلطف بهنّ، ويوسع النفقة عليهنّ، ويحاورهنّ ويصبر عليهن ويتحمل منهنّ، وكان (ص) يقول لعائشة (رض): "إني لأعرف غضبك ورضاك". قالت: وكيف تعرف ذاك يا رسول الله؟ قال: "إنك إذا كنت راضية قلت: بلى ورب محمد. وإذا كنت ساخطة قلت: لا ورب إبراهيم". قالت: أجل. لست أهاجر إلا اسمك" – البخاري.


وكان (ص) في بيته متواضعاً يُحسن معاملة أهله ويكون في حاجتهنّ، فعن الأسود قال: سألت عائشة (ص) ما كان النبي (ص) يصنع في بيته؟ قالت: "كان يكون في مهنة أهله – تعني خدمة أهله – فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة" – البخاري. فما كان (ص) زوجاً عبوساً ولا متجهماً، وإنما كان طلق المُحَيّا، غير فظ ولا غليظ، كان يعامل زوجاته بالمعروف، ويوجههن بالرفق، وينصحهنّ باللين، ويستشيرهن في أمور الحياة.

- تجنب الذنوب والمعاصي:
وإن من أسباب المشاكل الأسرية الذنوب والمعاصي من أفراد الأسرة، فإنّ المعاصي تُزيل النعم وتجلب النقم وتشتت القلوب وتدمر المبادئ والقيم، ويحصل بوجودها في البيت تمرد فلا تُطيع المرأة زوجها لأنّها ترى فيه أثر المعاصي، فتتمرد عليه عقوبة له. وكذلك الزوج يرى أن يزوجته لا تلتزم بطاعة الله، فيتولد في قلبه كره لها، وبغض لها. والله تعالى يقول: (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ) (الشورى/ 30)، ولا شك في أن من أعظم المصائب خراب البيوت، وقال رسول الله (ص): "إذا أراد الله عزّ وجل بعبد خيراً عَجَل له عقوبة ذنبه" – الإمام أحمد. وقد قال بعض السلف: إني إذا عصيت الله رأيت أثر ذلك في دابتي وخلق زوجتي. قال عبد الله بن مسعود (رض): إنّ للحسنة ضياءً في الوجه، ونوراً في القلب، وسعةً في الرزق، وقوّة في البدن، ومحبة في قلوب الخلق. وإن للسيئة سواداً في الوجه، وظلمة في القلب، ووهناً في البدن، ونقصاً في الرزق، وبغضةً في قلوب الخلق". ذكره ابن القيم في الجواب الكافي.

- اجتناب ما يهدم الأسرة:
ومن أهمها الطلاق، فهو من أبغض الحلال إلى الله تعالى. قال (ص): "ما أحل الله شيئاً أبغض إليه من الطلاق" – ابو داود. وقال (ص): "ما بال أحدكم يلعب بحدود الله يقول قد طلقت قد راجعت" – صحيح ابن حبان. وقال النبي (ص): "أيما امرأة سالت زوجها طلاقاً في غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة" – أبو داود.

- معرفة العدو الحقيقي:
العدو الحقيقي للأسرة هو الشيطان وأعوانه، فينبغي مخالفته ومعصيته من كل أفراد الأسرة. قال سبحانه وتعالى: (إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ) (فاطر/ 6). فاحذروا الشيطان على بيوتكم. قال رسول الله (ص): "إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثمّ يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم، فيقول: "فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعت شيئاً. قال ويجيء أحدهم، فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين أهله، قال: فيدنيه منه – أو قال: فيلتزمه – ويقول: نعم أنت أنت" – أحمد.
فلنحصّن بيوتنا من هذا العدو اللدود. قال رسول الله (ص): "إذا دخل الرجل بيته، فذكر الله عند دخوله وعند طعامه، قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عَشاء. وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله، قال الشيطان: أدركتم المبيت، وإذا لم يذكر الله عند طعامه، قال: أدركتم المبيت والعشاء" – مسلم. وهكذا فإنّه ينبغي على كل من يبحث عن السعادة الزوجية والاستقرار الأسري، أن يدرك أنّه لن يصل إلى مبتغاه ولن يحقق هدفه إلا إذا بنى أسرته على هذه الأسس المتينة، وتأسى بنبيه (ص).

مقالات متعلقة