الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 06:02

في ذكرى مآثرة يوم الارض الخالد/بقلم:شاكر فريد حسن

كل العرب
نُشر: 31/03/13 08:20,  حُتلن: 08:36

شاكر فريد حسن في مقاله:

يوم الارض هو يوم إنتفاضة الغضب الفلسطيني التي تفجرت بين أوساط الأقلية القومية الفلسطينية الصامدة والمتجذرة في وطنها الأبدي التي هبت كرجل واحد قبل 37 عاماً في وجه غول المصادرة والتهويد

يوم الارض ليس مجرد ذكرى وطنية احتفالية بل هو رمز ومآثرة كفاحية خالدة ومعلم سياسي بارز وحدث تاريخي في سفر وسجل النضال الوطني والسياسي الذي تخوضه جماهيرنا الفلسطينية وقواها الحية 

احتفالات ذكرى يوم الارض يجب أن تتغير وتنحى منحى آخر فالمسيرات والمهرجانات الهشة والخلافات الفئوية الهامشية والنقاشات حول الأعلام الحزبية ورفعها في المسيرات القطرية افرغت كلياً يوم الارض من مضمونه النضالي

المطلوب هو إعادة الوهج والهيبة ليوم الارض الخالد وآن الأوان لكي نحيي ونبعث ونعيد بناء وتشكيل لجنة الدفاع عن الاراضي، قائدة نضالات وإضرابات يوم الارض

عاشت ذكرى هذا اليوم الأغر وتحية إجلال واكبار لشهدائنا الأبرار خير ياسين وخديجة شواهنة ورأفت الزهيري وخضر خلايلة ورجا أبو ريا وسلاماً لهم 

في الثلاثين من آذار كل عام تحيي جماهير شعبنا الفلسطيني بمختلف الأطياف السياسية والمشارب الفكرية والايديولوجية، في الداخل والخارج، ذكرى يوم الأرض، وذلك تخليداً لذكرى الشهداء الأبرار، الذين جادوا بدمائهم ورووا التراب الفلسطيني، دفاعاً عن الارض والوطن والهوية والبقاء والتطور والمستقبل.

إنتفاضة الغضب الفلسطيني
إن يوم الارض هو يوم إنتفاضة الغضب الفلسطيني، التي تفجرت بين أوساط الأقلية القومية الفلسطينية الصامدة والمتجذرة في وطنها الأبدي، التي هبت كرجل واحد قبل 37 عاماً في وجه غول المصادرة والتهويد، وضد وثيقة كينيغ العنصرية سيئة الصيت، وضد سياسة الظلم والقهر والإضطهاد القومي وهدم البيوت العربية غير المرخصة، محطمة بذلك حاجز الخوف والعجز، وهاتفة بصوت عال ومسموع قائلة لصناع ومهندسي وراسمي مشاريع الإقتلاع والتهجير والتهويد العنصرية: اننا هنا راسخون كالصبار والسنديان والزعرور والزيتون، وصامدون كالجبال والصخور، وباقون في حيقا ويافا واللد والرملة وزهرة المدائن، وفي كل موقع ومكان في ارض فلسطين التاريخية. وقد تجسدت هذه الصرخة الفلسطينية الجماهيرية في قصيدة الشاعر الجليلي البقيعي الراحل منيب مخول "منزرعون"، الذي قال :
جذوري تغور تغور ببطن الازل
مع السنديان ولدت قديماً بارض الجليل ولما ازل
خلاياي من نبت هذا الحمى غدا جسدي خيره فاآتمل
وروحي تعطرها ريحة تفوح بغصن رطيب خضل
دمي من عناصر هذا الثرى اذا ما تحلل ترباً يحل
بلادي بلادي فداك دمي جراحي لعينيك احلى قبل

رمز ومآثرة كفاحية خالدة
ويوم الارض ليس مجرد ذكرى وطنية احتفالية، بل هو رمز ومآثرة كفاحية خالدة ، ومعلم سياسي بارز ، وحدث تاريخي في سفر وسجل النضال الوطني والسياسي ، الذي تخوضه جماهيرنا الفلسطينية وقواها الحية . وقد شكل انعطافة مفصلية ونقلة نوعية هامة في حياة وتاريخ شعبنا في معاركه البطولية دفاعاً عن الوجود والحياة والكرامة والمستقبل في هذا الوطن ، الذي لا وطن لنا سواه ،ولن نرضى بديلاً له . وهو يحمل بين طياته كل معاني الصمود والتحدي والعنفوان والشموخ والمقاومة الشعبية الصلبة لكل المشاريع والمخططات الترانسفيرية والتهويدية والتهجيرية ، ولاجل صيانة الهوية الوطنية الفلسطينية . انه يوم فلسطني شامل وجامع لكل القوى والشرائح الاجتماعية والسياسية لشعبنا الصابر الصامد المناضل والمقاوم للقهر والظلم والتمييز العنصري الابرتهايدي .

إنطلاقة تجديدية ونهضوية
إن احتفالات ذكرى يوم الارض يجب أن تتغير وتنحى منحى آخر، فالمسيرات والمهرجانات الهشة والخلافات الفئوية الهامشية والنقاشات حول الأعلام الحزبية ورفعها في المسيرات القطرية، افرغت كلياً يوم الارض من مضمونه النضالي وبعده الوطني والسياسي والوجودي كاقلية فلسطينية تعاني الحصار والخنق الاقتصادي والحرمان السلطوي وتتهددها سياسة المصادرة ونهب الارض في الجليل والمثلث والنقب ، وسياسة التهويد والتهجير والاقتلاع من الوطن . ومنذ الذكرى الاولى ليوم الارض ونحن نرى المهرجانات نفسها ، ونسمع الخطابات والكلمات الممجوجة ذاتها ،وقد غدت هذه الاحتفالات روتينية قاتلة وليست بمستوى الحدث ، وبدلاً من ان تتوحد الصفوف في مواجهة التحديات الراهنة ، فانها تتفرق وتتشرذم . فلنجدد ولنبدع اساليب وتقاليد كفاحية أخرى غير الخطابات والتنافس على الظهور امام كاميرات الصحافة والمواقع الالكترونية والفضائيات ، التي لا تحصى ولا تعد.
ولتكن ذكرى يوم الارض انطلاقة تجديدية ونهضوية، وتصعيداً للكفاح والنضال السياسي والوطني الموحد في سبيل البقاء والحياة والانزراع عميقاً في ثرى الوطن ، والدفاع عن البيت والارض والانسان الفلسطيني .

إعادة الوهج والهيبة ليوم الارض
إن المطلوب هو إعادة الوهج والهيبة ليوم الارض الخالد، وآن الأوان لكي نحيي ونبعث ونعيد بناء وتشكيل لجنة الدفاع عن الاراضي، قائدة نضالات وإضرابات يوم الارض. وعاشت ذكرى هذا اليوم الأغر، وتحية إجلال واكبار لشهدائنا الأبرار خير ياسين وخديجة شواهنة ورأفت الزهيري وخضر خلايلة ورجا أبو ريا، وسلاماً لهم .

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة