منشور الجبهة والحزب والشبيبة الشيوعية :

آن الأوان حتى نبقى مكتوفي الأيدي أمام الخطر الداهم وكأنّ شيئا لم يحدث

 كفى لرفع الشعارات والتلويح بالخطر دون أن نقوم بخطوات شجاعة عملية تنقذنا من هذه اللّعنة وهذه الدوّامة السحيقة

أصبح الشارع مصدر قلق ورعب لكل أب وأم فعلي عاصلة هو ابننا جميعا وكان ممكنا أن يكون أي شاب مكانه ويلقى المصير ذاته

استنكارا لموجات العنف التي وقعت مؤخرا في عرابة، وآخرها مقتل علي عاصلة، وزّعت الجبهة والحزب والشبيبة الشيوعية على الأهالي في عرابة منشور استنكار لموجات العنف الأخيرة. وجاء في المنشور: "ببالغ الحزن والأسى تنعى جبهة عرابة الديمقراطية، الحزب الشيوعي والشبيبة الشيوعية وفاة الشاب علي عاصلة، سائلين العلي القدير أن يتغمّده بواسع رحمته، ويحتبيه بعظيم عفوه وغفرانه، وأن يسكنه فسيح جنانه، وأن يلهم أهله وذويه وأصدقائه ومحبيه جميل الصبر وحسن العزاء، بكل ألم وحسرة ومرارة نقول إن الشاب علي عاصلة ينضم اليوم إلى قافلة الضحايا الطويلة التي قضت ضحية العنف الذي أمسى خبزا يوميا لمجتمعنا المعاصر في قرانا ومدننا العربية التي دخلت منذ فترة دائرة العنف المجنونة، وأضحت اليوم على حافة هاوية سحيقة، بل هو قنبلة موقوتة ربما تتفجّر في أي لحظة إذا لم نتعامل معها بصورة جدية ومدروسة. وكم يؤسفنا أن نقول هذه الكلمات بعد سقوط الضحية وبعد فوات الأوان! ونتساءل هنا: إلى متى؟ ألم يحن الوقت لأن نقرع جدار الخزّان ونقول كفى؟".

ودعا المنشور الى "وضع حدّ لكل هذه الثقافة المقيتة الغريبة علينا وعلى مجتمعنا وثقافتنا وديننا وعاداتنا وتقاليدنا، وآن الأوان حتى لا نبقى مكتوفي الأيدي أمام الخطر الداهم وكأنّ شيئا لم يحدث! وكأنّ الأمر لا يعنينا! كفى رفع الشعارات والتلويح بالخطر دون أن نقوم بخطوات شجاعة عملية تنقذنا من هذه اللّعنة وهذه الدوّامة السحيقة.. كفى أن نكون قصيري الذّاكرة ونعود الى حالنا بعد ساعات متجاهلين مصيرا مجهولا يترصدنا هناك في منعطف الطريق.. كفى أن نكون عبيدا لكل ما هو قادم من حضارات وثقافات وبيئات لا تمت إلينا بأي صلة".

خوف دائم
وتابع المنشور: "لسنا بصدد رصد أسباب العنف الذي أخذ يستفحل في جسم مجتمعنا، وراح ينخر في جذوعه منذ فترة، ولكننا على ثقة بأنّ للبيت دورا كبيرا في تربية أبنائنا وبناتنا، وإذا كان الشاب علي عاصلة قد قضى نتيجة أعمال العنف، فإننا نحن الآباء والأمهات جميعا نتحمّل المسؤولية الكبرى في مثل هذه الجرائم، ويجب أن نكون على قدر كبير من المسؤولية والصراحة مع أنفسنا ومع غيرنا ونسأل أنفسنا: هل فشلنا حتى الآن بقيادتنا لهذه الأجيال، وفي إيصالها الى شاطئ الأمان وتوفير الحماية والأمن والإستقرار لها؟ لقد أصبحنا نعيش في خوف دائم ومستمر، وأصبح الشارع مصدر قلق ورعب لكل أب وأم. فعلي عاصلة هو ابننا جميعا، وكان ممكنا أن يكون أي شاب مكانه، وأن يلقى المصير ذاته".

إنقاذ البلد من الهلاك
وتطرّق المنشور الى "دور عرّابة التاريخي حيث كانت الأم والوطن، ومثالا يحتذى في التربية والأدب والخلق الحسن، مضيفا: "نحن جبهة وحزبا وشبيبة في عرابة نشجب بشدة ونستنكر ونمقت كل أعمال العنف على أشكالها ونحذر من استفحالها في جسم مجتمعنا عامة وبلدنا خاصة. هذا البلد الذي نريده كما كان، نريده أما عطوفا رؤوما رحوما، نريده آمنا مطمئنا، نريده مرتعا للسلم والأمن والأمان، نريده روضا من رياض الجنة، نريده عنوانا للتربية السليمة، نريده صرحا للثقافة والعلم والأدب، نريده كوكبا ساطعا في سماء الوعي والمعرفة، نريده عنوانا للتسامح والحلم والصبر وسعة الصدر. فتعالوا جميعا، رجالا ونساء، آباء وأمهات، رجال علم ودين، مؤسسات وهيئات، أحزابا وحركات، تعالوا نقف وقفة رجل واحد وقلب واحد من أجل إنقاذ هذا البلد الحبيب على قلوبنا جميعا، وأن ننهض به ونخلّصه من هذه الآفات التي تهدد كيانه، ماضيه، حاضره ومستقبله. تعالوا نلبّي نداء الواجب وننقذ بلدا عزيزا يستصرخنا جميعا قبل أن يغرق في مستنقع الدم والدمار والهلاك" الى هنا نص البيان.

المرحوم علي عاصلة