الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 15:02

لا تغضب وكن متسامحا /بقلم: الدكتور صالح نجيدات

كل العرب
نُشر: 18/03/13 16:28,  حُتلن: 08:36

الدكتور صالح نجيدات في مقاله:

من يمتلك القدرة على التسامح والكلمة الطيبة فهو قوي وشجاع

من لا يمتلك السيطرة على نفسه عند الغضب ويستعمل العنف في حل المشاكل فهو ضعيف

الغضب يسبب المشاكل والجرائم ولذا علينا السيطرة على أنفسنا وقهر غضبنا والسيطرة عليه عندها سوف تقل الجرائم والخصام والقطيعة والبغضاء وتذهب الهموم والأحزان

الغضب هو حالة من الطيش والتهور وأحيانا يكون كالبركان الثائر يسببه موقف تافه مع الجيران أو مع سائق في الشارع لا يستحق أن يثير أعصابنا ولذا علينا أن لا نغضب لأنه عند الغضب يغيب العقل

الغضب صفة سيئة وخلق عدواني يدمر الشخصية الإنسانية، وهو مفتاح الشر والفتن والأحقاد، وهو السبب أحيانا للإعتداء والضرب الذي يؤدي إلى الشجار والقتل لأسباب تافهة، فإذا استولى الغضب على الفرد فإنه يشل تفكيره ويفسد أخلاقه ويوقعه في مشاكل كثيرة مع الناس، أقصاها القتل وأدناها الشجار، والإنسان ذو المزاج العصبي يبتعد عنه الناس ويقاطعونه لسوء خلقه. فلا تغضب يا أخي عند حدوث المشاكل واصبر دقائق واضبط نفسك وتصرفاتك، فالعصبية تقضي على صحتك كما تفيد الأبحاث العلمية وتمس بأمنك واستقرارك النفسي وبسعادتك، وهي تسبب الأمراض المزمنة مثل السكري والقلب، وتسبب الأضرار المادية وتضر بالسمعة الشخصية... الخ.

اتساع دائرة النزاعات
الغضب هو حالة من الطيش والتهور وأحيانا يكون كالبركان الثائر يسببه موقف تافه مع الجيران أو مع سائق في الشارع لا يستحق أن يثير أعصابنا، ولذا علينا أن لا نغضب لأنه عند الغضب يغيب العقل وتفلت الأعصاب، وعندما يحدث الغضب تنقلب الموازين وتتغير الأحوال وتنقلب الأمور رأسا على عقب. وبسبب هذا الغضب تتفاقم المشاكل وتتسع دائرة النزاعات. الغضب يعتبر مفرق الجماعات وهادم للسعادة ويحول الفرح إلى ترح وتتصدع بسببه رؤوس الرجال وتنهمر الدموع وترتفع الآهات والأصوات، وهذا يؤدي إلى خسائر بالأرواح والمادة والى طرق مسدودة ومظلمة. لذا يخطئ من يرى أن الغضب دليل الشجاعة والرجولة وقوة الشخصية، والحقيقة أن الرجل الشجاع هو من يملك نفسه عند الغضب والكاظم الغيظ والعافي عن الناس.

الكلمة الطيبة
يجب علينا جميعا في ظل زحمة الحياة وكثر مشاكلها أن نكتب أمام أعيننا في بيوتنا ومكاتبنا وفي الأماكن العامة والشوارع كلمة "لا تغضب"، لأن الغضب يسبب المشاكل والجرائم، ولذا علينا السيطرة على أنفسنا وقهر غضبنا والسيطرة عليه، عندها سوف تقل الجرائم والخصام والقطيعة والبغضاء وتذهب الهموم والأحزان، وسوف ننعم بحياة ملؤها السلام والإطمئنان والأمن والسعادة. لذا علينا استبدال الغضب بالكلمة الطيبة والتسامح والعفو، لأن نتائجها مفيدة وطيبة لأن الكلمة الطيبة والتسامح والعفو تحببك بالناس وتبعد عنك المشاكل، فلتكن الكلمة الطيبة والتسامح والعفو شعارك.

القدرة على التسامح
الكلمة الطيبة تحمل في ثناياها التقدير والإحترام، وهي تعتبر مفاتيح القلوب وفيها الكثير من المكاسب. الكلمة الطيبة والتسامح يغيران ويحولان مجرى الأمور من المواقف المتشددة والمتأزمة الى مواقف لين وتقارب وتفاهم. الكلمة الطيبة والتسامح من سمات المؤمن وأخلاقه الحسنة، ولهما تأثير في تقارب وجهات النظر وحل المشاكل بطرق سلمية، والأسلوب المصحوب بالغلظة والقسوة مكروه وغير مقبول لدى الجميع ويورط الإنسان ويدخله الى المهالك. الرسول الكريم محمد (صلعم) أوصانا ألا نغضب، وأن نحسن إلى من أساء إلينا ونتحلى بمكارم الأخلاق، وسيدنا المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام قال: "لا تقاوموا الشر بالشر، بل من ضرب خدك الأيمن فحول إليه الخد الأيسر". وقال الله عز وجل في القرآن الكريم: "واتبع السيئة الحسنة تمحوها، وخالق الناس بخلق حسن". لذا نقول من يمتلك القدرة على التسامح والكلمة الطيبة فهو قوي وشجاع، ومن لا يمتلك السيطرة على نفسه عند الغضب ويستعمل العنف في حل المشاكل فهو ضعيف.

عيلبون

موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة