الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 11:02

إحباطات زين الدين زيدان


نُشر: 04/10/06 08:09

"لماذا أنا بالذات؟" بهذا السؤال النمطي رد زين الدين زيدان على المخرجين اللذين تقدما بطلب إليه من أجل تصوير شريط حول حياته. حاول المخرجان دوغلاس غوردون وفيليب بارينو الفائزان بجائزة تورنر عبثا ولمدة سنوات تعقب خطى اللاعب المعتزل حاليا بعد أن عرضا عليه الفكرة للمرة الأولى في مدينة القدس عام 1997.
إلا أن رده كان يوحي بأنه رغم تربعه على عرش النجومية في كرة القدم كواحد من أفضل اللاعبين، فإن ما زال هناك الكثير مما يمكن تقديمه بعد صدور الشريط الذي يحمل عنوان: " زيدان: بورتريه القرن الحادي والعشرين."

بالنسبة لمن لا يعرفونه، حقق زين الدين زيدان كل ما يمكن تحقيقه على الصعيد الأوروبي بعد فوزه بكأس العالم والدوري الأوروبي وكاس رابطة الأبطال.  لقد أمتع اللاعب الفرنسي زيدان جمهور الميادين الكروية في أوروبا خلال العشر سنوات الأخيرة أو ما يزيد على ذلك، حتى أن البعض شبه أسلوبه المتميز وسرعة البديهة لديه بكبار اللاعبين في أمريكا اللاتينية الذين تركوا بصماتهم خالدة في تاريخ كرة القدم.
وبخلاف العديد من اللاعبين البريطانيين، فإن معظم ما نعرفه عن زيدان له علاقة بالحقل الكروي، وهذا ما يعكسه الشريط.
يعيش زيدان، أو زيزو اختصارا، حياته بتكتم شديد، وهو ما جعل تصوير الشريط يستغرق وقتا طويلا. وقد حاول كل من غوردون وبارينو طرح الموضوع على زيدان عندما كان يلعب في صفوف يوفنتوس، إلا أن الأقدار شاءت ألا نشاهد حركاته وسكناته ومكونات شخصيته الرائعة إلا عندما صار يلعب لنادي ريال مدريد.
وليس الشريط سوى عبارة عن مباراة جرت بين ريال مدريد وفيلاريال في 25 أبريل/ نيسان من عام 2005. فخلال هذه المباراة تم تنصيب 17 كاميرا لرصد تحركات زيدان طيلة مدة المباراة، وهو منظر قلما نشاهده في النقل التلفزيوني لمباريات كرة القدم. إلا أن الأمر يختلف عن التصوير الطبيعي لمجريات اللقاء. فنادرا ما ترى الكرة حتى عندما تكون بحوزته.
وتضفي الموسيقى التصويرية التي وضعتها فرقة موغاوي الاسكتلندية إيقاعا حالماعلى الشريط تقطعه بين الفينة والأخرى صيحات أكثر من 80 ألف من الجماهير التي امتلأت بها جنبات ملعب برنابيو وبعض التصريحات لزيدان بصوت هامس تقريبا.

ويتم التركيز بشكل خاص على عيني زيدان، وهو ما حضي بإعجابه عندما شاهد الشريط للمرة الأولى. ويوضح غوردون كيف أن زيدان أخبره بأن عينيه " صادقتان " وأنه يشبه أخاه عندما يكون يتحدث إلى أمه في المطبخ.
ونادرا ما يتم قطع التركيز على وجه زيدان في الشريط. يبدو صلبا ولم يبتسم سوى مرة واحدة أثناء تبادل للمزاح مع روبيرتو كارلوس. وحسب غوردون فإن زيدان لم تعجبه تلك اللحظة.
وهذا بدوره يكشف جانبا من شخصية اللاعب الذي رفض إعادة تصوير مشهد قال فيه بسخرية لحكم المباراة كلمة "غراسياس" بالاسبانية (أي شكرا).
هل كان الإحباط الذي يشعر به زيدان سببا في طرده من نهائي كأس العالم الأخيرة؟ كما يصب جام غضبه على الحكم وهو يقول بأن عليه أن يخجل من نفسه لمنحه ركلة جزاء لفريق فيلاريال.
وكان غوردون وبارينو محظوظين في اختيار المباراة. فبالرغم من أن زيدان كان على علم بمسألة التصوير، إلا أنه قال إنه نسي في وقت من الأوقات أن الكاميرات كانت موجودة.

إلا أن ثمة لحظة واحدة تجعل المرء يشك فيما إن كان ذلك القول صحيحا، تماما كما هو الشأن بالنسبة للطريقة التي أنهى بها مشواره الكروي.
لماذا سمح بأن توجه له سبة في الدقائق الخمس الأخيرة من نهاية مشواره في نهائي كأس العالم؟ 
 ما هي الطريقة المثلى لإنهاء القصة؟ إجمالا اكتسى الشريط فتنة خاصة في وقت من الأوقات حيث يصبح أقرب ما يكون إلى الرقص وأنت تتابع لاعبا يتحرك بتفاصيل دقيقة تغطي كل الزوايا والأبعاد.
ويوضح زيدان بعض الأشياء التي يفكر بها وهو على رقعة الملعب، وهو ما يفسر لربما الجزء الأكبر لمزاجه أثناء المباراة.
يقول بهذا الصدد: " أحيانا عندما لا تسير الأمور بشكل جيد، تجد نفسك كما لو أن بيديك سيناريوها مكتوبا."
لقد اعترف لاعبو المنتخب الفرنسي في السابق أنهم عندما لم يكونوا يعرفون ماذا يفعلون بالكرة كانوا يمررونها لزيدان. وبالنسبة للاعب متميز يعتبر هذا إقرارا بأنه لم يعد يمتلك تلك القدرة السحرية على التحكم باللعب.
صورة وجهه تنم عن الإحباط، وهو أمر لا يخدمه بتاتا بالنظر إلى عبقريته ومواهبه المتعددة.
يقول غوردون إن زيدان اضطر رغما عنه للعب موسم إضافي مع ريال مدريد. فأين وصلت به درجة الإحباط في هذه الحالة؟
كلنا نعرف كيف وقع زيدان الحلقة الأخيرة أمام إيطاليا. وما يقدمه الشريط هو عبارة عن لمحة عن المسار الذي أوصله إلى تلك اللحظة.


 

مقالات متعلقة

Got