الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 23:01

ماذا أعدت الأحزاب العربية لحكومة نتنياهو؟/ بقلم: نضال محمد وتد

كل العرب
نُشر: 08/03/13 10:09,  حُتلن: 10:16

نضال محمد وتد في مقاله:

الأحزاب العربية كلها دون استثناء انشغلت بعد الانتخابات بحفلاتها وبحروب داحس والغبراء ولم تلتفت بعد لمهام المرحلة القادمة

هل أعدت الأحزاب العربية المشاركة في الكنيست على الأقل ورقة أو خطة للتنسيق أيضا مع الأحزاب الفاعلة خارج الكنيست مثل الحركة الإسلامية الشمالية وأبناء البلد؟

ها قد مر أكثر من شهر على الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة، وتمكنت الأحزاب العربية مرة أخرى من المحافظة على قوتها مما مكن أنصارها من تنفس الصعداء، والتناطح حول حقيقة الحزب الذي حقق إنجازا وحظي بالتفاف جماهيري أكثر من غيره، متعامين عن أن النتائج إذا أخذنا بالحسبان الزيادة الطبيعية، فإنها تقول في واقع الحال إن الأحزاب العربية بفضل أبناء أعضائها الذين صوتوا هذه المرة، لم تستطع عمليا أن تحقق امتدادا فعليا وملموسا يمكن اعتباره اختراق لخطوط التماس الانتخابية لها التي حافظت عليها، أيضا بفضل مشاركة مصوتين في اللحظات الأخيرة ، تماما كما جرى في الانتخابات السابقة، لمنع سقوط الأحزاب.


وحتى لو أخذنا، أو اعتبرنا أن التجمع مثلا قد كسب 12 ألف صوت، فإنه لا يمكن لأحد منا أن ينكر، أن 10000 صوت جاءت من النقب بفعل ترشيح الرفيق جمعة الزبارقة في الموقع الرابع، أي أن الزيادة الحقيقية عن المرة السابقة (بدون أصوات النقب) هي بضعة آلاف صوت. والأمر ذاته ينطبق على تحالف القائمة العربية الموحدة المكونة، هذه المرة من أربعة أحزاب. ولا تختلف الصورة عند الجبهة.

النجم الحقيقي للانتخابات
وإذا كان بمقدور الجبهة والتجمع أن يركنا إلى وجود قاعدة باتت راسخة قوامها ناشطو الحزبين الذين انتسبوا للجبهة منذ عشرات السنين، وللتجمع منذ تأسيسه، مما يوفر للحزبين كل دورة انتخابية بضعة آلاف الأصوات من أبناء ناشطي الحزبين الذين بلغوا السن القانوني فإن الأمر مختلف في حالة الموحدة رغم ضوضاء تافهة أثارها مؤيدو أحد أعضاء الموحدة حول من النجم الحقيقي للانتخابات، ومن صاحب الفضل الأكبر في القائمة الموحدة ونجاحها مع أنه (وأقصد عضو الكنيست أحمد طيبي) لا يزال منذ دخوله الكنيست في الموقع الثاني في قائمة التجمع عام 99، وفي الموقع الثالث في الجبهة عام 2003 وفي الموقع الثالث أيضا في الموحدة عام 2006، إلا أنه لم يصل بحركته بعد إلى حالة يمكنه فيها القول بوجود أعضاء بعائلاتهم لأن مخزون الأصوات من طلبة الجامعات الأردنية قد يجف في نهاية المطاف.

مواجهة حكومة نتنياهو
على أية حال، وعودة إلى عنوان المقال لنسأل هل أعدت الأحزاب العربية لغاية اليوم، ومنذ انتهت من توزيع الحلويات وتبادل التهاني، أية خطة حقيقية لمواجهة حكومة نتنياهو القادمة مع ما تحمله الحكومة المتوقعة في جعبتها، ولو على الصعيد الاجتماعي الاقتصادي فقط من برامج تقليص في المدفعوت ستضر أولا وقبل كل شيء بالمواطنين العرب واليهود الحريديم؟
هل عقدت قيادات هذه الأحزاب، أو على الأقل رؤساء القوائم الثلاثة اجتماعا واحدا لتنسيق العمل بينها، ووضع خطط للتعاون أم أنها لا زالت تسعى، سرا وعلنا لضمان حصتها في لجان الكنيست وفي مقعد نائب رئيس الكنيست، الذي يتيح حضورا أكبر في وسائل الإعلام؟ هل يمكن أصلا التأسيس لتعاون برلماني عربي بينما يقوم البعض بالثناء على عنصرية لبيد، تارة، والترحم على مستوطن كان من أعتى المستوطنين في تكواع التي قامت على أراضي قرية تقواع الفلسطينية، لمجرد أنه اعتاد زيارة أبو عمار؟ هل يمكن وصف من أقام مستوطنة على أرض مغتصبة بأنه كان متعاطفا مع ضحيتة التي اغتصب أرضها هو وتلاميذه في إحدى أكثر المستوطنات تطرفا بأنه إنسان يتعاطف مع "عذاب الآخر"كما نقلت يسرائيل هيوم عن عضو الكنيست أحمد طيبي مثلا، هل بات كل من زار أبو عمار يوما رمز للسلام والتعاطف مع "عذابات الآخر"، وهل صارت الصور المشتركة مع أبو عمار صك غفران جديد يضاف إلى ما سبقته من صكوك الغفران ، أيا كان مُصدرها؟

تصور برلماني
هل أعدت الأحزاب العربية المشاركة في الكنيست، على الأقل، ورقة أو خطة للتنسيق أيضا مع الأحزاب الفاعلة خارج الكنيست مثل الحركة الإسلامية الشمالية وأبناء البلد؟
هل طلبت الكتل البرلمانية العربية ومندوبوها في الكنيست، من اللجنة القطرية للسلطات المحلية العربية كشفا أو تقريرا أوليا، على الأقل، للتحديات والأخطار التي تحدق بالوسط العربي؟هل هناك تصور برلماني عربي موحد لسبل مواجهة الحكومة القادمة باستثناء التنسيق المرتقب حول توزيع كعكة لجان الكنيست؟

فتح حوار حقيقي
الحقيقة هي أن الأحزاب العربية كلها، دون استثناء، انشغلت بعد الانتخابات بحفلاتها وبحروب داحس والغبراء ولم تلتفت بعد لمهام المرحلة القادمة، ولا وضعت تصورا مبني على سيناريوهات للتعاون حقيقي فيما بينها ومع الأحزاب الأخرى في الكنيست لأن قادتها لا يزالوا يظنون أن الارتجال والفهلوة كفيلة أفضل من أي دراسة أو تنسيق قد يضطرها تقديم تنازلات لبعضها ولو كانت هذه التنازلات في صالح المواطن العربي. لم تنجح الأحزاب العربية قبل وخلال المعركة الانتخابية من الوصول إلى حد أدنى من التعاون والتحالف فهل هي مستعدة اليوم على الأقل إلى فتح حوار حقيقي بين بعضها البعض والعمل بجد لتنسيق المواقف والمطالب، ومواجهة التحديات بصورة جمعية وليس فقط في نشاطات حزبية فئوية!

موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة