الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 09:02

دراسة تؤكد: تردد الآباء والأمهات يؤثرون سلبا على الأطفال والأسرة

أماني حصادية- مراسلة
نُشر: 06/03/13 12:40,  حُتلن: 13:35

الدكتورة فدوى الجندي:

 أوضحت أن هناك فرقا بين التأني المطلوب قبل اتخاذ قرار مصيري، والميل إلى مشاركة الآخرين والتشاور معهم لحين الوصول للقرار السليم

فدوى الجندي نصحت الزوجة بتفهم حال ونفسية زوجها وبمحاولة مساعدته  من خلال وضعه في مواقف ما تجبره على اتخاذ القرار وتشجيعه على اتخاذ القرار والترحيب بقراره وعدم اللجوء إلى السخرية منه

التردد في إتخاذ القرارات مشكلة تؤرق بعض الآباء والأمهات، وتؤثر ليس فقط على حياتهما الزوجية، ولكن أيضا على أطفالهم، الذين يكونون ضحية لتردد والديهم، فينشأون ذوي شخصية ضعيفة ومهزوزة، وغير قادرة على إتخاذ قراراتها بأنفسها، وهو ما أكدت عليه الدكتورة فدوى الجندي، أستاذة علم الاجتماع بجامعة قطر، في هذه التصريحات الخاصة مرجعة سبب التردد إلى وجود خلل في تنشئة الفرد، وعدم إشراك الطفل منذ الصغر في اتخاذ القرارات، وكذلك إلى الخوف من الفشل.

ما السبب وراء تردد الزوجة أو الزوج؟ وما صفات الشخص المتردد؟ ومتى يكون التردد مرضيا؟ وما أنواعه؟ وما تأثير التردد على الحياة الزوجية والأبناء؟ وكيف تستطيع الزوجة أو الزوج التخلص من التردد؟ الدكتورة فدوى الجندي، أستاذة علم الاجتماع بجامعة قطر، أوضحت أن هناك فرقا بين التأني المطلوب قبل اتخاذ قرار مصيري، والميل إلى مشاركة الآخرين، والتشاور معهم لحين الوصول للقرار السليم، والتردد في أمور الحياة كلها سواء كانت كبيرة أو صغيرة، لأن التأني لابد منه من أجل اتخاذ القرارات الصائبة، أما التردد في كل الأمور هو تردد مرضي يحتاج إلى علاج نفسي، مبينة أن الشخص الذي يعاني من هذا النوع من التردد شخص ضعيف فاقد الثقة بنفسه، وأن العقل الإنساني لا يقبل التردد، ويحاول الوصول لحلول وشرح واضح، وأن التردد ضد طبيعة الإنسان.

التقة بالنفس
وبينت الجندي أن "الشخص المتردد يفتقر إلى الثقة بالنفس، وتظهر عليه علامات الخجل والقلق، ودائما ما تتصف مواقفه بالتردد، ويجد صعوبة في اتخاذ القرار، ويتشتت تفكيره وسط البدائل العديدة، ويميل للإعتماد على اللوائح والأنظمة، ويطلب المزيد من المعلومات والتأكيدات، مرجعة سبب التردد الزائد، وعدم الثقة بالنفس، إلى وجود خلل في تنشئة الفرد، مثل أن تلجأ الأسرة أو المدرسة إلى تعنيفه عند اتخاذ قرار ما، وخاصة إذا كان خطأ، ولا تشجعه من البداية على الإعتماد على نفسه، واتخاذ قراراته ومن ثم يتم توجيهه، أو خوف الشخص من الفشل وخاصة إذا كان قد قام باتخاذ قرار ما ونتج عنه عواقب وخيمة، الأمر الذي يشعره بالعجز، ومن ثم يتردد في قراراته، أو إصابته بمرض نفسي، يجعله يفقد الثقة بنفسه، مبينة أن الشخص يحتاج في هذه الحالة إلى العلاج، وأن يعرض على أخصائي نفسي". وتابعت قائلة: "أما فيما يتعلق بتردد الزوجة، فقد يلعب الزوج دورا أساسا في ترددها، وذلك عندما يلجأ إلى نقدها وتعنيفها باستمرار فور التعبير عن رأيها، الأمر الذي يجعلها تفقد الثقة بنفسها".

الأبناء الأكثر تأثرا
وأكدت الجندي على أن "تردد الزوجة أو الزوج يؤثر سلبا على العائلة بأكملها، وليس على حياتهما الزوجية فحسب، وأن الأبناء هم الأكثر تأثرا، حيث ينشأ الأطفال ذوي شخصية ضعيفة ومترددة وغير واثقة في نفسها، كما أن الزوج أو الزوجة المترددة لا يستطيعان القيام بدورهما في تقديم المشورة للأبناء، ولا يستطيعان مساعدتهم في اتخاذ القرار، مما يجعلهم يبحثون عنها في الخارج"، موضحة أن "الأطفال يكونون في حاجة لأب قوي، يساعدهم في اتخاذ القرارات، وأن الثقافة العربية تتطلب من الرجل ألا يكون مترددا، لأنه نموذج للأطفال والزوجة، وأن تردد الأزواج يتسبب في حدوث ارتجاج في تفكير الطفل". وأضافت قائلة: "الزوج غير المتردد يظهر للجميع على أنه واثق بنفسه، وقوي بالنسبة للزوجة والأولاد، ويمكنهم الاعتماد عليه"، مشيرة إلى أن "الزوجة المترددة لا تستطيع أيضا مساعدة زوجها في اتخاذ القرار، والوقوف وراءه، وتقديم الدعم له، وكذلك الزوج المتردد بالنسبة للزوجة". 

العلاج
وعن كيفية علاج الزوج المتردد نصحت الجندي الزوجة بتفهم حال ونفسية زوجها، وبمحاولة مساعدته، من خلال وضعه في مواقف ما تجبره على اتخاذ القرار، وتشجيعه على اتخاذ القرار، والترحيب بقراره، وعدم اللجوء إلى السخرية منه، مؤكدة أن الأمر يحتاج إلى الصبر وأنه مع الوقت، سيتحسن الزوج، ويستطيع اتخاذ قراره بنفسه، مبينة أنه في حال عدم تحسنه، والتأكد من أن هذا الحل لا يؤتي ثماره، حيث يظل الزوج يتردد في كل موقف يقابله، فعليها أن تعي جيدا أن الزوج في حاجة للعلاج النفسي. أما فيما يتعلق بتردد الزوجة، فنصحت الجندي الزوج بالوقوف بجوار زوجته، والأخذ بيدها، وإعطائها الثقة في نفسها، وتجنب اللجوء لنقدها أو السخرية منها، والتقليل من شأنها، وإشراكها في اتخاذ القرار. ونصحت الزوجين بأن يحرصا على أن تكون معاملتهما قائمة على الاحترام، والمشاركة، وتبادل الآراء في كل ما يتعلق بأمور المنزل من الأطفال والميزانية، مؤكدة على أن هذه الأمور ستساهم في نشأة أطفال واثقين من أنفسهم، وذوي شخصية قوية، وليست شخصية ضعيفة مترددة.

موقع العرب يتيح لكم الفرصة بنشر صور أولادكم.. ما عليكم سوي ارسال صور بجودة عالية وحجم كبير مع تفاصيل الطفل ورقم هاتف الأهل للتأكد من صحة الأمور وارسال المواد علي الميل التالي: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة