الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 23 / أبريل 21:02

حكومة نتنياهو القادمة/ بقلم: نضال محمد وتد

كل العرب
نُشر: 01/03/13 10:02,  حُتلن: 10:07

نضال محمد وتد في مقاله:

نتنياهو قد قرر مكرها لا بطل التنازل عن "شركائه الطبيعيين" واستبدالهم بالطامعين بكرسيه وفي مقدمتهم لبيد بنيت

سنرى العجب العجاب من التمارين البهلوانية التي يعجز عنها لاعبو السيرك الروسي وبهلوانيو الغجر في أوربا الباردة في حكومة نتنياهو القادمة

تفيد كافة المؤشرات والأنباء التي تناقلتها الصحف ووسائل الإعلام العبرية في إسرائيل، إلى أن نتنياهو قد قرر ، مكرها لا بطل، التنازل عن "شركائه الطبيعيين"، واستبدالهم بالطامعين بكرسيه وفي مقدمتهم لبيد بنيت، وأن نتنياهو سيطلب تمديد مهلة تشكيل الحكومة لعرض حكومة تعتمد على لبيد وبنيت وتقصي الحريديم، ولو مؤقتا. إذا صحت هذه التقارير وصدقت التوقعات المرافقة لها فإن ذلك يعني أننا أمام حكومة قادمة يمينية في توجهاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، دون أي متنفس أو ثغرة يدخل منها بصيص ضوء أو أمل للعرب في إسرائيل، أولا، وللشعب الفلسطيني ، أو للقضية الفلسطينية ثانيا رغم وجود ورقة توت تمثلها تسيبي ليفني في الحكومة.

ورقة التوت
وسيكون بمقدور حكومة نتنياهو القادمة، بالاعتماد على "ورقة التوت" مواصلة التلويح بالرغبة في التوصل إلى حل وتفادي انفجار الأوضاع، حيث ستلتقي في هذه النقطة مع سلطة فيشي الفلسطينية في رام الله، ومع تفهم من قبل وكلاء هذه السلطة في صفوف العرب في إسرائيل، الذين سينشطون بدورهم أيضا في التحذير من تبِعات انتفاضة ثالثة، تماما مثلما تباهوا في أوج الانتفاضة الثانية أنهم كانوا ، كما أبو مازن، ضد عسكرة الانتفاضة الثانية.
وعلى الصعيد الداخلي، وبعد إصدار صكوك غفران للبيد على تصريحاته العنصرية ضد النائبة زعبي ومن يسير على خطها أو يعتنق أفكار حزبها، وفق "تطمينات وشروحات لبيد"، لن يكون مستغربا أن تصدر أيضا مستقبلا صكوك أخرى مماثلة بل وأكثر سوءا لتبرير السعي مثلا لانتخاب ريفلين رئيسا للكنيست لولاية جديدة، وتتويج "تلميذ جابوتنسكي" وهو اللقب المحبب عند ريفلين، بل وحتى إطلاق لوبي لانتخابه رئيسا للدولة عند انتهاء ولاية بيرس.

السياسة "الجديدة"
وفي ظل السياسة "الجديدة" التي يقترحها لبيد فإنه سيكون لوزرائه مثلا دور في تبييض صفحة العرب الصالحين وإعطائهم دون غيرهم من النواب العرب "أسبقية" تحقيق الإنجازات في قضايا يومية ومعاشية ، ولن يخلو الأمر من "مسرحيات" متفق عليها تعزز الرصيد اليوتيوبي لهؤلاء، وتزيد من لفت الأنظار عن السمين لصالح الغث والهزيل.
ولأن لبيد ابن أبيه، الراحل طومي لبيد، فقد تعلم أيضا ، وهذا يقال لصالحه من أخطاء والده، فلم يحمل للحريديم السلم بالعرض، بل حمّل السلم لنفتالي بنيت ، وتعاون معه بعيدا عن العبارات الهوجاء التي كان والده يطلقها ضد الحريديم والعرب، لدرجة "نسي" معها أصحاب لبيد الابن أنه كأبيه لا يكره أحدا في إسرائيل سوى الحريديم والعرب، فسعوا لاصدار صكوك غفران ظنوا أنها تكون بوادر حسن نية عله يلتفت إليهم ويُقِبل عليهم يطلب دعمهم لترأس المعارضة، فخاب أملهم بعد أن نسوا أن الرجل أصلا جاء للحكم ولم يأت للمعارضة، واكتفى منهم بشهادة تبرئه من العنصرية حتى بعد أن وقع فيها أو كشف تأصلها في وعيه وفكره.

حكومة نتنياهو القادمة
ولعل اللافت هنا أن بعض العرب يتباهون بأنهم يكرسون في تعاملهم مع "الزملاء" في الأحزاب الإسرائيلية مبدأ الخلاف في الرأي لا يفسد في الود قضية لدرجة تجعلهم يشوهون هذا الرأي ويزينون العنصرية بتجلياتها ليقولون "إن بصاقها ليس أكثر من أول الغيث" ولو كان قطرة.
وسنرى في أيام حكومة نتنياهو القادمة ، إذا قامت وفق التوقعات الحالية على بنيت من اليمين ولبيد من اليمين أيضا وليفني من قلب اليمين، سنرى العجب العجاب من التمارين البهلوانية التي يعجز عنها لاعبو السيرك الروسي، وبهلوانيو الغجر في أوربا الباردة.
ستنطلق هذه التمارين البهلوانية، وقد انطلقت من التحضير لمباراة "تعايشية" بين لاعبين من فلسطين رام الله وبين لاعبين إسرائيليين ضد برشلونة تحت رعاية أبو مازن وبيرس والرجوب، وقد يحضر العرب الصالحون المباراة ويجندون لها المشاهدين لأن الاحتلال قد لا يسمح لمواطني فلسطين باجتياز الحدود، إلا من "رحمته أوسلو" ومنحه الاحتلال بطاقة في أي بي، وستجد التمارين البهلوانية تشد أبصارنا ونحن نتنقل لنرى أيها أفضل أداء، تمارين رام الله أم تمارين عربنا الصالحين هنا... من سيكون سباقا وأكثر إقناعا في تطبيق قاعدة الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، ولو كان هذا الاختلاف لا يتعدى كونه الاحتلال ورموزه، بهلوانيو رام الله أم وكلائهم في إسرائيل...

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة