محلل إسرائيلي:

لماذا يستثمر حزب الله كل هذه القوات والاستراتيجيات لإنقاذ نظام الأسد على الرغم من أن مصيره بات حتميًا؟

الحرب الأهلية الدائرة في سوريا والممثلة بالثورة الداعية للإنقلاب ضد النظام من الممكن ان تمتد لتصل هضبة الجولان

لا يخفى على احد مشاركة قوات محسوبة على حزب الله في الحرب الأهلية في سوريا الا انها وفي الآونة الأخيرة تخطت الخطوط الحمراء

تدخل حزب الله في سوريا يزداد يومًا بعد يوم وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على أن هذا التنظيم انما يتحضر بشتى الوسائل والطرق لليوم الذي يلي سقوط نظام الأسد

توقع المحلل الإسرائيلي آفي يشخروف، الخبير في الشؤون العربية، في مقال له على موقع والا الإخباري العبري أن "الحرب الأهلية الدائرة في سوريا والممثلة بالثورة الداعية للإنقلاب ضد النظام، من الممكن ان تمتد لتصل هضبة الجولان في جانبها الإسرائيلي وليس فقط الجنوب الشرقي للبنان كما حدث سابقًا".

وإعتمد الكاتب يشخروف في تحليله على ما شهدته اسرائيل يوم السبت الماضي عندما تم إنقاذ سبعة مصابين من أصحاب الجنسية السورية اقتربوا بسيارة خصوصية الى السياج الحدودي وتم نقلهم لتلقي العلاج في مستشفى زيف الاسرائيلي في مدينة صفد، الى جانب القذائف الصاروخية السورية التي سقطت قبل شهر ونصف الشهر في الجولان، مشيرًا الى أنه وعلى الرغم من أن هذه الأحداث كانت غير اعتيادية ولمرة واحدة الا انها في لبنان تعتبر مشهدًا شبه يومي!

تدخلات اجنبية
واستشهد الكاتب في تحليله على التصريحات النارية التي اصدرها رئيس أركان الجيش السوري الحر الجنرال سليم ادريس، والذي هدد تنظيم حزب الله صراحةً بأنه سيتعرض له بكل الوسائل المتاحة اذا ما لم يتوقف عن مساندته للنظام وادارة الحرب ضد "الشعب" معه. وقال يشخوف:"لا يخفى على احد مشاركة قوات محسوبة على حزب الله في الحرب الأهلية في سوريا، الا انها وفي الآونة الأخيرة تخطت الخطوط الحمراء علمًا أن حزب الله ليس الجهة الغريبة الوحيدة التي تشارك في تسيير الأمور هناك، انما هنالك تدخلات اجنبية أخرى كقطر والسعودية اللتان تديران الحلبة المعارضة لنظام الأسد".
وقال الكاتب مضيفًا: "إن تدخل حزب الله في سوريا يزداد يومًا بعد يوم، وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على أن هذا التنظيم انما يتحضر بشتى الوسائل والطرق لليوم الذي يلي سقوط نظام الأسد، غير أنه لا يؤمن بقدرة الجيش النظامي للوقوف في وجه هجمات المعارضة، والحفاظ على الأسلحة التي يملكها، وعليه بدأ حملته من أجل محاولة نقل أكبر قدر ممكن من الاسلحة الى لبنان قبل سقوطهم في يد المتمردين، الاستيلاء على مناطق استراتيجية تحمي الطريق التي يستخدمها لنقل الاسلحة وهي شارع "دمشق الهرمل".

اليوم الذي يلي سقوط نظام الأسد
وتابع قائلا: "إن حزب الله ومن جهة أخرى يحاول الحفاظ على توجهه السياسي، من خلال التفكير في "اليوم الذي يلي سقوط نظام الأسد" خاصة عندما يدور الحديث حول اقتراح القانون الجديد تحت مسمى (القانون الارثوذكسي) الذي يغير طريقة الانتخابات في لبنان، خاصة وأن الطريقة التي تجري على حسبها الانتخابات منذ عام 1961 تحافظ على النخب القديمة وهي المسيحية والسنية بينما تبقى الشيعية من المحرومين، وبحسب الاقتراح الجديد فإن كل طائفة تختار من ابنائها المرشحين على اساس التقسيم الى مناطق والألوية، الامر الذي يقوي بشكل ملموس وزن الصوت الشيعي خاصة من اتباع حزب الله وهم (8 آذار)، الأمر الذي يعارضه معارضو حزب الله في كتلة (14 آذار)". وأضاف:"وهنا يطرح السؤال لماذا يستثمر حزب الله كل هذه القوات والاستراتيجيات لإنقاذ نظام الأسد، على الرغم من أن مصيره بات حتميًا؟"!!

بطل العرب والأمة
وفي رده على السؤال السابق قال البروفسور ايال زيسر المحاضر في كلية العلوم الاجتماعية في جامعة تل ابيب والخبير في الشؤون السورية واللبنانية: "إن نصرالله يذكرنا بمهووس التكهنات الذي لم يعد يستطيع التوقف عن تكهناته، والذي يدرك أنه يخسر ولا يفتك عن المواصلة والمحاولة ومع ذلك فإنه يخسر الأموال". واضاف زيسر: "حتى قبل سنوات قليلة أي في الفترة التي تلت حرب لبنان الثانية اعتبر نصر الله بطل العرب والأمة، إلا أنه اليوم لا يعتبر كذلك الا بعيني الأسد، حتى أن الإتحاد الأوروبي يبحث ضم تنظيم حزب الله الى قائمة الحركات الإرهابية، وقد يتحول يومًا الى جيش احتلالي في ارض سوريا".

النفوذ الايراني
من جهته، قال دكتور ماثيو ليفيت، من معهد واشنطن وخبير في حزب الله ولبنان، إن الدعم العلني والصارخ لبشار الاسد من قبل حزب الله، انما هو نتيجة النفوذ الايراني والتأثير على التنظيم". واضاف ليفيت:"ان إلتزام حزب الله لإيران غير قابل للتأويل" – خاصة وانه من بعد اغتيال عماد مغنية رئيس أركان جيش حزب الله في دمشق منذ 5 سنوات، زادت نسبة اشراف ايران على حملات حزب الله، وتضاعف تدخل طهران في الشؤون الداخلية حتى، الا أن ذلك لن يؤثر سلبًا على العلاقات ومازال حزب الله تابعًا أكيدًا لإيران وأعماله في الفترة الأخيرة انما تؤكد ذلك، كحادثة طائرة المراقبة في اسرائيل، حتى على حساب وطنه لبنان، غير أنه شارك في عمليات اغتيال لشخصيات لبنانية حتى!".

مسألة وقت
واختتم الكاتب افي يشخوف في تحليله:"انه من غير المتوقع أن يغير حزب الله استراتيجيته، الا في حال تعرض لضربة في العمق من قبل المعارضة السورية، خاصة وأن الجيش السوري أضعف من أن يقف في وجه المعارضة وحده، وأن المعارضين اضعف من أن يسقطوا النظام لوحدهم، وان الهدوء في الجهة الإسرائيلية للحدود هو مسألة وقت فقط!".