الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 20 / أبريل 02:01

علماء وأطباء النفس:ليس كل التكسير تخريباً

أماني حصادية -
نُشر: 21/02/13 12:04,  حُتلن: 14:19

علماء النفس :

الأطفال عادة لا يصدرون هذه السلوكيات عن عمد أو بقصد التخريب فقط وإنما لإشباع فضولهم المعرفي

الأطفال قد يلجأون إلى فك ألعابهم أو بعض الأدوات المنزلية، وتركيبها لأن هذه هي الطريقة الوحيدة التي يتعرفون بها على عالمهم الجديد مما يوحي لنا أنهم مخربون
 

التخريب البريء وهو الغالب بين الأطفال حيث يظهر هذا النوع من التخريب بهيئة تخريب فضولي منظم من خلال ملامسة الطفل للأشياء التي تجذبه وإتلافها

النوع الثاني هو التخريب المتعمد والذي يظهر بما يسمى تخريب الشلة وهو سلوك التخريب الجماعي حيث يلجأ مجموعة من الأطفال للتخريب ليس من أجل الأذى ولكن لتفريغ طاقة زائدة عندهم، كأن يقوموا بكسر زجاج السيارات أو النوافذ

"دائما ما يلجأ ابني إلى فك ألعابه وإتلافها، وقد يفعل الشيء نفسه بألعاب وأدوات إخوته، حاولت أن أثنيه أكثر من مرة عن هذه التصرفات، إلا أنني فشلت، وأرى نفسي عاجزة أمام تصرفاته". هذه الشكوى كثيرا ما نسمعها تتردد على لسان العديد من الأمهات اللائي فشلن في السيطرة على سلوك أبنائهن، حتى إنهن لا يجدن وسيلة لمنع الطفل عن القيام ببعض التصرفات لوقت قصير إلا المعاقبة بالضرب، حيث يعاود الطفل القيام بتكسير الألعاب، والعبث بالمنزل بمجرد أن تنصرف الأم من أمامه. وهو ما فسره علماء النفس بالتطور الطبيعي للطفل، مشيرين إلى أن الأطفال قد يلجأون إلى فك ألعابهم أو بعض الأدوات المنزلية، وتركيبها لأن هذه هي الطريقة الوحيدة التي يتعرفون بها على عالمهم الجديد، مما يوحي لنا أنهم مخربون، مؤكدين على أن الأطفال عادة لا يصدرون هذه السلوكيات عن عمد أو بقصد التخريب فقط ، وإنما لإشباع فضولهم المعرفي، إلا أنهم بينوا أن هذه التصرفات عند بعض الأطفال تكون ناجمة عن أسباب نفسية كالغيرة والغضب والمشاكل الأسرية التي تحيط به، وهو ما يحتاج للمعالجة، وحذروا الآباء من اللجوء للعقاب الصارم في كلا الحالتين؛ لأنه يقتل في الطفل روح التجريب وحب الاستطلاع، ويجعله خائفا، ويشعر بقسوة من حوله وظلمهم. ولكن ترى كيف فسر علماء النفس قيام الطفل بتخريب الأشياء؟ وما صور هذا التخريب؟ وما أنواعه، وما أسبابه، و ما السبيل إلى العلاج ؟


السلوك التخريبي
عرف علماء النفس السلوك التخريبي لدى الطفل بأنه رغبة بعض الأطفال في تدمير أو إتلاف الممتلكات الخاصة بهم أو بالآخرين، مشيرين إلى أن انفعالات الغضب عند الطفل والتي تظهر في شكل سلوك عدواني، كالعراك أو الغيرة من الأخوة، أو الهجوم، أو الألعاب الحربية، أو تحطيم الأشياء، ما هي إلا ردود فعل عدوانية يلجأ إليها الطفل لإزالة الإحباط أو تحقيق الإشباع، مبينين أن العدوانية عند الطفل ترتبط بعلاقة الطفل بأمه، وما يطرأ على هذه العلاقة من إشكالات تثير لديه الغضب والعدوانية، لأن الطفل يرد على الإحباط بالغضب والعدوانية.  وأشار الدكتور "محمد القصادي الشهري" أستاذ طب الأطفال وحديثي الولادة بجامعة الملك خالد بأبها إلى أن هناك نوعين للسلوك التخريبي عند الأطفال وهما: التخريب البريء وهو الغالب بين الأطفال، حيث يظهر هذا النوع من التخريب بهيئة تخريب فضولي منظم، من خلال ملامسة الطفل للأشياء التي تجذبه وإتلافها، دون أن يشعر بما فعل، أو يظهر بهيئة التخريب كانعكاس للطاقة العضلية، كأن يسير الطفل بحذائه على المفارش أو يجذب الستائر حتى تسقط، مشيرا إلى أن الطفل القائم بهذا النوع من التخريب لا تجدي معه التنبيهات ولا العقاب، ولا يهتم بإعادة الأشياء إلى أماكنها.
والنوع الثاني هو التخريب المتعمد، والذي يظهر بما يسمى تخريب "الشلة"، وهو سلوك التخريب الجماعي، حيث يلجأ مجموعة من الأطفال للتخريب ليس من أجل الأذى، ولكن لتفريغ طاقة زائدة عندهم، كأن يقوموا بكسر زجاج السيارات أو النوافذ ، موضحا أن هذا النوع قد يظهر بهيئة التخريب المرضي، حيث يستمتع الطفل فيه بالتخريب، بل يخطط له، كأن يقوموا بوضع الأشياء الحادة أوالمسامير أمام عجلات السيارة، موضحا أن هذا النوع يصيب الأطفال من سن التاسعة فما فوق، وقد يظهر سلوكهم التخريبي بتدمير للذات فيعض الطفل أصابعه، أو يشد أذنه وشعره، وأن هذا النوع من الأطفال يحتاج إلى الخضوع للعلاج النفسي. بحسب صحيفة الوطن السعودية.


الأسباب
وعن أسباب لجوء الطفل لمثل هذه التصرفات يقول الدكتور" زهير أبو فارس" رئيس الجمعية الأردنية للتثقيف الصحي: السبب وراء لجوء الطفل للتخريب هو فقدانه الشعور بالأمان النفسي والحب من قبل والديه حيث يميل للتخريب كرد فعل انتقامي، وقيام الأب أو الأم بالتفرقة في المعاملة بين الأخوة، وإهمال الأب أو الأم لمتطلبات أبنائهم وأشيائهم الخاصة، والفراغ الذي يعاني منه الطفل، والعقاب الصارم في بعض الأحيان، والذي قد يدفع بالطفل إلى مزيد من العناد ويجعله يعيد محاولاته التخريبية في المنزل. وفق جريدة الدستور الأردنية. وفي السياق ذاته رأى علماء النفس أن الشعور بالفشل الاجتماعي كالتأخر الدراسي أو الرفض الاجتماعي من والديه أو من معلميه، أو الغيرة عند الشعور بالظلم والاضطهاد، والنمو الجسمي والنشاط الزائد للطفل، والذي لا يستطيع إخراجه في بيئة مغلقة، واضطراب الغدة الدرقية، بحيث يزيد إفرازها فيصبح الطفل متوتراً دائم الحركة، لا يمكنه أن يستقر في مكان، كلها أمور قد تدفع الطفل للتخريب، كما أن الطفل قد يلجأ للتخريب عندما يكون مصابا بالاضطراب النفسي أو المرضي أو عنده شعور بالنقص، أو لإثبات ذاته، والسيطرة على البيئة نتيجة لشعوره بالنقص أو التدليل الشديد، مشيرين إلى أنه قد يلجأ الطفل للتخريب لرغبته في الانتقام من والديه لكراهيته للسلطة المفروضة منهما عليه. وفق المعرفة.

الحل
ولكي نستطيع التغلب على هذه المشكلة، أكد الدكتور "محمد القصادي الشهري" على أن دراسة الحالة بدقة لتحديد الدوافع وراء هذا السلوك هي الخطوة الأولى للعلاج، ونصح الآباء والأمهات بضرورة توفير لعب بسيطة للطفل تكون متقنة الصنع، يتمكن من تفكيكها وتركيبها دون أن يلحق بها تلف، وتوفير المكان الفسيح الذي يستطيع الطفل فيه الاستمتاع باللعب، إلى جانب الابتعاد عن كثرة تنبيه الطفل وتوجيهه، لأن ذلك يفقد التوجيه تأثيره، ويفقد الطفل الثقة في إمكاناته، وفي ذات الوقت عدم تركه يلهو ويخرب دون رقابة، فالطفل يحتاج إلى حزم بغير عنف، وإلى مرونة بدون ضعف. وشدد على ضرورة عرض الطفل على الطبيب للتأكد من طبيعة الغدة الدرقية، والكشف على مستوى ذكاء الطفل في العيادات النفسية، بالإضافة إلى إشباع حاجة الطفل إلى الاستطلاع باللعب والرياضة، وإعطائه فرصة مناسبة لتفريغ طاقته الطبيعية بما يناسب سنه، ويشبع رغباته.

تجريب لا تخريب
وفي السياق ذاته حذر علماء النفس الآباء والمربين من كثرة عقاب الطفل عندما يلجأ للعبث ببعض محتويات المنزل، مؤكدين على أن لجوء الطفل لهذا الأسلوب يكون بدافع حب الاستطلاع، وإشباع حاجات النمو العقلي لا من أجل التخريب، وأن العقاب والخوف لا يمكن أن يمنعا الطفل من البحث والتجريب، مشيرين إلى أن هذا النوع من التخريب يكون عرضياً ويختفي كلما كبر الطفل، أما التخريب المرضي فقد يستمر كعرض من أعراض المرض النفسي، وتكون دوافعه عادة لا شعورية، والعقاب لن يفيد معه، ولكنه سيقتل في الطفل روح التجريب وحب الاستطلاع، ويخلق طفلاً خائفاً يشعر بقسوة من حوله وظلمهم. وأكدوا على أن دافع حب الاستطلاع والميل إلى الحل والتركيب كوسيلة للتعرف على الحياة يكون قويا عند الطفل حديث العهد بدنياه، حيث يندفع الطفل بطريقة فطرية لا شعورية للتعرف على ما حوله، فيجرب ويكتشف، ويقلد الآخرين بهدف الشعور بالأمن والطمأنينة في عالمه الجديد، فهو يفك لعبته ليتعرف عليها أو يقذف بها على الأرض، موضحين أن الطفل في هذه الحالات لا يقصد التخريب ولكنه يقصد التجريب، وهو الأسلوب الأساس الذي يتعرف به الطفل على دنياه الجديدة ، ويدرك الفرق بين الأشياء وصفاتها.
وبين علماء النفس أن هناك عدة صور لما قد نعتقد أنه تخريب في سلوك الطفل، ومنها اللعب بالماء، فطفل الثانية والثالثة من العمر يميل إلى اللعب بالماء، لأنه لا يستقر في يده مثل الأشياء الصلبة كاللعبة، وهذه خبرة جديدة تشعره بالسعادة، والعبث بالأشياء الثمينة، فالطفل عندما يحبو يحاول جاهداً أن يتعرف على ما حوله، وأول ما يستكشفه هو العالم القريب منه من جدران وأثاث، فيعبث بأواني الزهور وقد يكسرها، وقد يخطط على جدران المنزل عندما تصل يده لأقلام أو ألوان، وقد يعبث في ساعة والده إذا وجدها، وأحياناً يستخدم المقص في قص المفارش الثمينة أو الكتب النادرة، مؤكدين أن هذه التصرفات لا يلجأ إليها الطفل بقصد التخريب المقصود، ولكنه نشاط طبيعي للطفل يرضي به حب استطلاعه.

مقالات متعلقة