تبين من خلال البحث أن مرضى السكري يستهلكون الخبز المصنوع من القمح الكامل بمعدلات أعلى من بقية الناس

تطرق البحث إلى استهلاك المشروبات الخفيفة المُحلاّة، فاتضح أن مرضى السكري يستهلكون ما معدّله كأس واحدة من هذه المشروبات في اليوم

نور أبو أحمد – مسؤولة وحدة التغذية في المستشفى:

استنتجنا من البحث أن طبق الطعام في المجتمع العربي قد تغير وبات يتماشى مع ما هو سائد في هذا العصر حيث كان العرب في الماضي يستهلكون الخبز المصنوع من القمح الكامل فقط وهو الخبز الذي لم يعد موجودًا اليوم تقريبا في بيوت العرب

لقد تحول الناس إلى استهلاك الخبز الأبيض لتوفره بكثرة في الأسواق علمًا أن الناس يختارون استهلاكه بدلاً من خبز القمح الكامل أولاً من باب سهولة الحصول عليه،وثانيا لانعدام الوعي الكافي لفوائد الألياف الغذائية

ضمن سلسلة الأبحاث التي يبادر إليها طاقم مستشفى الناصرة (الإنجليزي)، تم إجراء بحث جديد تناول موضوع "عادات التغذية في مجتمعنا العربي". وقد قام هذا البحث بفحص عينة من المستطلعين، بلغ عدد المشاركين بها 300 مريض عربي. أظهرت نتائج البحث أن معدل الـ BMI ( Body Mass Index - كتلة الجسم) لدى الرجال بلغ 28 ، بينما وصل لدى النساء إلى 30، مما يشير الى أن الرجال يعانون من زيادة الوزن، بينما تعاني النساء من السمنة الزائدة. يذكر أن مقياس الـ BMI هو معادلة لحساب كتلة الجسم، تعتمد عليها منظمة الصحة العالمية في حساب درجات السمنة.

كذلك، تم خلال البحث المذكور قياس محيط الوسط (الخصر) لدى المشاركين، فاتضح أن معدل النتائج لدى الرجال كان 104 سم (الطبيعي أقل من 94 سم)، ولدى النساء 101 سم (الطبيعي أقل من 88 سم)! مع الإشارة إلى أنه من المعروف علميًا، أن مثل هذه المعطيات قد تعتبر في كثير من الأحيان مؤشرًا لوجود عوامل الخطورة للإصابة بأمراض القلب.
من النتائج الإضافية التي أظهرها البحث، أن 45% من الرجال و22% من النساء هم من المدخنين.
ركّز البحث على استهلاك منتوجات غذائية محددّة مثل الخبز المصنوع من طحين القمح الكامل، فتبين بشكل بارز أن نسبة استهلاك الخبز المصنوع من القمح الكامل منخفضة جدًا، وتقترب من الصفر. بالمقابل، تبين أن نسبة استهلاك الخبز "الأبيض" مرتفعة جدًا. أما بالنسبة لاستهلاك الأجبان، فقد تبين أن معدّل استهلاك المواطنين العرب للجبنة البيضاء يعتبرمرتفعا جدًا، مع العلم أن هذا النوع من الأجبان غني بالدهنيات المشبعة، ومن المحبذ للأشخاص المرضى – وحتى الأصحاء – الابتعاد قدر الإمكان عن استهلاكه.

المشروبات الخفيفة
كذلك تطرق البحث إلى استهلاك المشروبات الخفيفة المُحلاّة، فاتضح أن مرضى السكري يستهلكون ما معدّله كأس واحدة من هذه المشروبات في اليوم. أما الأشخاص غير المصابين بالسكري، فقد بلغ معدل استهلاكهم لها كأسين في اليوم للشخص الواحد.
عن هذا الموضوع، قالت السيدة نور أبو أحمد – مسؤولة وحدة التغذية في المستشفى: "استنتجنا من البحث أن طبق الطعام في المجتمع العربي قد تغير وبات يتماشى مع ما هو سائد في هذا العصر، حيث كان العرب في الماضي يستهلكون الخبز المصنوع من القمح الكامل فقط، وهو الخبز الذي لم يعد موجودًا اليوم تقريبا في بيوت العرب. لقد تحول الناس إلى استهلاك الخبز الأبيض لتوفره بكثرة في الأسواق، علمًا أن الناس يختارون استهلاكه بدلاً من خبز القمح الكامل، أولاً من باب سهولة الحصول عليه، وثانيا لانعدام الوعي الكافي لفوائد الألياف الغذائية المتوفرة في قشر القمح، وما تعطيه لنا من توازن في معدلات السكر والكوليسترول في الدم، بالإضافة لفوائد أخرى عديدة للأمعاء".

الخبز المصنوع من القمح
إضافة لما ذُكر أعلاه، تبين من خلال البحث أن مرضى السكري يستهلكون الخبز المصنوع من القمح الكامل بمعدلات أعلى من بقية الناس، مما يشير إلى ارتفاع مستوى وعيهم لفوائده، مع العلم أن سبب هذا الوعي في الغالب هو إصابتهم بمرض السكري والحاجة للتعامل معه بشكل خاص.
بقي أن نشير إلى أن مستشفى الناصرة (الإنجليزي) سيعلن قريبًا عن إطلاق حملة توعية لفوائد الخبزالمصنوع من القمح الكامل، حيث ستكون هذه الحملة تحت عنوان: "حوّلنا من الأبيض للأسود". وقد قال د. بشارة بشارات، مدير عام المستشفى: "نحن ملتزمون للمجتمع، ونعمل جاهدين من أجل تحسين صحة المجتمع العربي. وقد بدأنا بتنفيذ خطة عمل من أجل زيادة الوعي لاستهلاك المنتوجات الصحية، ونشدد على ضرورة استهلاك الخبز الأسود (المصنوع من حبوب القمح الكاملة 100% وليس جزئيًا) رغم ارتفاع سعره، لنكون مثالاً لمرضانا ومجتمعنا. وقد أسعدنا أن نحصل على تعليمات جديدة من وزارة الصحة، تُؤكد أن القرار الذي إتخذناه كان صائبًا وأنه نابع فقط من التزامنا بتقديم الخدمة الطبية والصحية على أفضل وجه، حتى في ما يتعلق بغذاء المريض وطاقم المستشفى. هذه الحملة هي واحدة من بوادر وبراعم مشروعاتنا الجديدة، التي آمل أن تعود بالفائدة على كل المجتمع".