صحيفة "واشنطن بوست" الاميركية:

ما تشهده سوريا هو فوضى وحشية كان يمكن تجنبها في وقت مبكر إذا وافق حلف شمال الأطلسي ولاسيما الولايات المتحدة على استعراض قدر من قوتهم العسكرية

الحرب السورية تهدد بزعزعة استقرار منطقة الشرق الأوسط برمتها مع سعي الأكراد للسيطرة على شمال سوريا وتدفق اللاجئين إلى الأردن ولبنان وغيرها من الدول العربية التي تعاني من صراعات عرقية داخلية

مع انسحاب الادارة الاميركية من العراق واستعدادها للقيام بالأمر نفسه في أفغانستان لم ترغب في التورط في الحرب السورية كما أنها اعترفت بعجزها عندما أشارت إلى صعوبة التمييز بين جماعات المعارضة المتطرفة والمعتدلة

رأت صحيفة "واشنطن بوست" الاميركية، ان "الحرب الاهلية في سوريا تحولت من حرب اختيارية إلى حرب ضرورية أحجم الرئيس الأميركي باراك أوباما عن خوضها"، معتبرة ان "ذلك خطأ وتؤكده حصيلة القتلى المتصاعدة التي تجاوزت 60 ألف قتيل معظمهم من المدنيين".

وأشارت الصحيفة إلى أن "الحرب السورية تهدد بزعزعة استقرار منطقة الشرق الأوسط برمتها مع سعي الأكراد للسيطرة على شمال سوريا وتدفق اللاجئين إلى الأردن ولبنان وغيرها من الدول العربية التي تعاني من صراعات عرقية داخلية". وأوضحت الصحيفة أن "الرئيس السوري بشار الأسد لن يلجأ إلى الفرار إلى موسكو، فمن المرجح أن ينسحب إلى المدن التي تعد معاقل للعلويين بينما تستمر وتيرة أعمال العنف وإراقة الدماء وتتصاعد أعداد القتلى".

فوضى وحشية
ولفتت الصحيفة الى ان "ما تشهده سوريا هو فوضى وحشية كان يمكن تجنبها في وقت مبكر إذا وافق حلف شمال الأطلسي، ولاسيما الولايات المتحدة، على استعراض قدر من قوتهم العسكرية"، مشيرة الى ان "فرض الحظر الجوي على سوريا، كما حدث في ليبيا، لم يكن ليقود إلى عرقلة الهجمات الجوية التي يشنها النظام السوري فحسب، بل أيضاً إلى إقناع الجيش وأجهزة الاستخبارات السورية منذ البداية بأنه لا مفر من رحيل الأسد". ورأت الصحيفة ان "البيت الأبيض ظلَّ متردداً لفترة طويلة حتى جاءت حملة انتخابات الرئاسة الأميركية التي لم تدع أي متسع من الوقت لمناورات السياسة الخارجية"، موضحة انه "مع انسحاب الادارة الاميركية من العراق واستعدادها للقيام بالأمر نفسه في أفغانستان، لم ترغب في التورط في الحرب السورية، كما أنها اعترفت بعجزها عندما أشارت إلى صعوبة التمييز بين جماعات المعارضة المتطرفة والمعتدلة"، معتبرة انه "أسفرت المماطلة من قبل الولايات المتحدة عن تمكين الجهاديين المتطرفين وتهميش الثوار السوريين المعتدلين".

تجنب كارثة
ولفتت الصحيفة الى ان "سوريا كانت حرباً ضرورية في سبيل تجنب كارثة إقليمية، وهي انتشار المزيد من أعمال العنف في لبنان والعراق، وكذلك لتجنب كارثة إنسانية تتضح في المعاناة الراهنة التي يعيشها اللاجئون السوريون". واشارت الصحيفة الى ان "الشعوب ليست دمى بأيدي الحكومات تحركها كيفما تشاء، وهو مبدأ ينبغي أن يشكل محور السياسة الخارجية لأوباما في ولايته الثانية".