الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 18:02

قصيـدة :- يا سَيِّدَ الغِيابْ - بقلم - نضال شاهين

كل العرب
نُشر: 04/02/13 15:26,  حُتلن: 07:58

يــا سَــيِّــدَ الــغِـــيـــــابْ

يـــا مــوصِـــدَ الأبْـــوابْ

واصِــــلْ مَــهَــمَّــتَـــــكْ
 

ولا تَــقْــلَــــقْ

فَــلَــنْ اُقـاضــيـكَ ولَـــنْ اُجــازيـكَ ولَــنْ اُعــاتِــبُــكْ

بَــلْ سَـأشْــكُـــرُكَ يــا سَــيِّـــدي سَـأشْــكُــرُكْ
 


يــــا سَــيِّــدَ الــغِــيـــابِ قُـــلْ لــي ،

أيْــنَ سَــتَــخْــتَـــبِـــئ مِــنّـي والأرْضُ اُنْـثـى والـسَّـمـــاء ؟

أيْـــنْ ؟

وسُــلْــطَــتــي الــمُــتَـغَــلْــغــلــةُ فــيــكَ أيْــنَــمــا ذَهَــبْــتَ

سَـــوْفَ تَــبْــقــى تَــأسِـــرُك ؟
 

أيْــنَ الــمُـفَــرُّ وأشـبــاحِــيَ نِــصْـفَـيْـنِ ،

نِـصْـفٌ يُــطــارِدُكَ

والآخَــرُ يُــحــاصِــرُكْ ؟
 

أَوَنَــســيــتَ مَــنْ أكـــونْ ؟ !

فَــمَــنْ يــا تــرى الــخــائِــنَ الأبْــرَعَ بَــيْــنَــكُــمــا

أنْــتَ أَمْ ذاكِــرَتُـــك ؟
 

مَــلَــئْــتَ فُــؤاديَ بــالــتُّــرابِ

كَــي تَــعْــفُــرَ فـــيــه كَــمــا يَــحــلـو لَــكَ

كَــفــاكَ إلــى هُــنــا كَــفـــاكَ

فَـقَــد أثْــبَــتَّ فــي الــفُــحـولَــةِ

جَــدارَتَــــك ،
 

أيُّــهــا الــعــاقُ ، أيُّــهــا الــعــاقْ

أهــكَــذا تَــشْــكُـــرُ الــفُـؤادَ

الّـذي طــالَــمــا أَرْضَـعَــكْ ؟
 


ذَبَــحْــتَــنــي ، مَــزّقْــتَــنــي

وإبْــتَــلَــعْــتُ الأســى بِــصَــمْــت

بَــلْ بَــعـدَ كَـلِّ طَــعْــنَــةٍ مِــنْــكَ كُــنْــت

اُنَــظِّــفُ خِــنْــجَــرَكْ ،
 


ثُــمّ أيْــنَ سَــتَــجــدَ خَـيّــاطَــةً مِــثْــلِــيَ

تَــحــيــكُ لَـــكَ بِــحِـرْفِــيّــتـــي وَخِــبْــرَتــي أَنـــا ،

رُجـــولَــتـــك ؟
 

آهٍ ، آهٍ كَــمْ كُــنــتُ خَــفــيــفَــةَ الــوَزْنِ فــي يَــدِكْ

بِــحَـــجْـــم بَــلّــورةَ الــسُّــكَّـرِ نَــحَــتُّ جَــسَــدي

لأذوبَ واُنـــســـى ،

فـــي قَــهْـوَتِـــك
 

بِـــوَزْنِ الــتِّـــبْــغِ كُــنْـــتُ

فــي سَــجــائِـــرِكْ ،
 

أفْــرَغــتُ لَــكَ كُــلَ ذاكِــرَتـــي

وطَــهّــرْتُ زَوايــــا عــاطِـفَــتــــي

وكَــنّــسْـــتُ لأَجْــلِـــكَ جَــمــيــعَ شَــرايــيـــنــــي

ولا شَـــيْــئَ يُــرْضــيــكَ أوْ يُــعْــجِــبُـــكْ
 

ورَضـــيــتُ لِــنَــفْــسِــيَ

أنْ أكُـــونَ الـوَتَــرَ الــمَــبــحــوحَ ، الــمَــوْجـــوعَ

طــالَــمــا شَــجَــنــي يُــفْــرِحُــكْ
 

لــكِــنّــنــي مَـلَــلْــتُ يــا سَــيِّـــدي

مَــلَــلْــتُ مِــنْ إسْــمِـــكَ وذِكــرِكَ

حَــتّــى وَرَقــي وقَــلَــمــي إخْــتَــنَــقـــوا

مِــنْ كِـــتـــابَــتِـــكْ
 


مَــلَــلْــتُ مِـــنْ كُـــلِّ طُــقــوسِــكَ الــفــارِغَــةِ

ومِـــنْ خُــرافَـــات عِــبـــادَتِــــكْ ،
 


كَــالــطّــوافِ صُــبــحًــا وَعَــشِــيّــه

حَـــوْلَ مُـقْــلَــتِــكْ
 

وأكْــثِـــرْ . .

وَأَكْــثِــرْ قَــدْرَ مـــا يَــحــلــو لَــكَ مِــنَ الــسَّـفَــرِ وإمــضــي

فَـــمــيــنــاءُكَ الأخــيــرُ عِــنـــدي

لــكِــنّــكَ لَــنْ تَــجِـــدَ حــيــنَــهــا شِــبْــرًا واحِـــدًا بِــداخِــلـــي

يُــريـــدُ رُؤيَــتَـــــكْ

يُــريــدُ أَنْ يَــسْــتَــقْــبِـــلَـــكْ
 


فَــيـــا سَــيِّـــدَ الــغِــيـــابِ

وَيـــا مــوصِـــدَ الأبْـــوابْ
 

واصِـــلْ ، واصِــلْ مَـــهَـمّــتَـــكْ . . 
 

موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع علي العنوان:alarab@alarab.net
 

مقالات متعلقة