الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 22:01

وقفة مع الانتخابات للكنيست الـ19/بقلم: محمد دراوشة

كل العرب
نُشر: 01/02/13 11:26,  حُتلن: 07:54

محمد دراوشة  في مقاله:

 لو تحققت هذه التوقعات لكنا الآن في وضع لا نحسد عليه من ناحيتين الاولى عدد أعضاء الكنيست لكل واحدة من القوائم العربية والثانية ربما فقدان التمثيل الكلي لإحدى القوائم العربية
 
دخل الكثيرون في حالات استنفار قصوى لإنقاذ الوضع وخاصة الغيورين على المصلحة العربية العليا في البلاد وقاموا بحث المواطنين العرب اخذ دورهم بمد يد العون الى مؤسساتنا السياسية 

بالرغم من التردد لدى عشرات آلاف المصوتين الذين فكروا بمعاقبة الاحزاب العربية هبت الالاف الى صناديق الاقتراع وازدادت نسبة التصويت متحدية بذلك كل التوقعات والاستفتاءات

لقد أعطت الجماهير العربية مشكورة فرصة إضافية لقادتنا السياسيين ولكن لا شك أنه كان باستطاعتها إعطاء المزيد فقد شهدنا كيف ضاع المقعد الخامس للقائمة العربية الموحدة


لم تتغير أحجام الكتل السياسية العربية الفاعلة على الساحة السياسية كثيرا ولذا لا أرى المانع من ايجاد المعادلة الحسابية الممكنة لتشكيل القائمة المشتركة ولكن يجب اتاحة حيز في مثل هذه القائمة الى الحزب الكبير من جماهيرنا وهو حزب الممتنعين عن التصويت

كثرت التوقعات، التي اعتمدت على انماط المشاركة السابقة للمواطنين العرب في الانتخابات وعلى استطلاعات الرأي المتعددة التي أجرتها مراكز البحاث المختلفة، وكان أهمها التنبؤ بتقلص الرغبة لدى جماهيرنا في ممارسة حق التصويت في الانتخابات الأخيرة. وقد أشارت غالبية الاستطلاعات الى أن وتيرة الهبوط في نسبة التصويت ستستمر بالإنزلاق، مهددة بذلك التمثيل العربي في الكنيست. ويذكر ان نسبة التصويت تقلصت بما يقارب الثلث في العقد السابق حيث انحسرت نسبة التصويت من 77% في العام 1999 الى 53% في انتخابات العام 2009. وكان الخطر أن تنزلق الى ما دون الـ50% في العام 2013، او ربما الى أقل من 45%.

حالة استنفار
لا بد من التذكير بأنه لو تحققت هذه التوقعات لكنا الآن في وضع لا نحسد عليه من ناحيتين، الاولى عدد أعضاء الكنيست لكل واحدة من القوائم العربية، والثانية ربما فقدان التمثيل الكلي لإحدى القوائم العربية. وقد أشارت نسبة التصويت حتى ساعات مساء يوم الانتخابات الى نسبة متدنية لم تتعدَ الـ40% في تمام الساعة السادسة. ولا شك أن دقات قلب الكثير من السياسيين العرب ازدادت من القلق الناجم من انعكاسات الوضع. وبالطبع دخل الكثيرون في حالات استنفار قصوى لإنقاذ الوضع، وخاصة الغيورين على المصلحة العربية العليا في البلاد، وقاموا بحث المواطنين العرب اخذ دورهم بمد يد العون الى مؤسساتنا السياسية.

تردد
وبالفعل، وبالرغم من التردد لدى عشرات آلاف المصوتين الذين فكروا بمعاقبة الاحزاب العربية، هبت الالاف الى صناديق الاقتراع وازدادت نسبة التصويت، متحدية بذلك كل التوقعات والاستفتاءات. لكن كان لهذا الجهد الجبار، جهد اللحظة الاخيرة لجماهيرنا، الاثر الحاسم بالمحافظة على التمثيل العربي من خلال الاحزاب العربية كما كان في الكنيست السابقة. لقد تردد الكثيرون من جماهيرنا لأسباب عدة، اهمها عدم فهم الفارق بين الاحزاب العربية التي أبت الدخول في قائمة مشتركة أو حتى الدخول في مفاوضات جدية حول ذلك، وعدم طرح وجوه جديدة كافية، شبابية ونسائية، وعدم طرح برامج انتخابية واضحة تساهم في تحسين الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وعدم وجود شركاء في المجتمع اليهودي نستطيع التنسيق معهم لدخول الاحزاب العربية دائرة إتخاذ القرار في الدولة، وليس فقط إسماع صوتنا الغاضب والتنفيس عن همومنا.

فرصة إضافية
لقد أعطت الجماهير العربية، مشكورة، فرصة إضافية لقادتنا السياسيين، ولكن لا شك أنه كان باستطاعتها إعطاء المزيد. فقد شهدنا كيف ضاع المقعد الخامس للقائمة العربية الموحدة، وكيف تأرجح مقعد التجمع الثالث حتى اللحظات الاخيرة، فلو ازدادت نسبة التصويت لما تقلص تمثيل الموحدة ولما اصفرَّت وجوهنا حتى ساعات الفجر تخوفا من عدم عبور نسبة الحسم عند احزابنا. وأنا اعتبر نسبة التصويت التي وصلت هذه المرة الى 57% إنجاز كبير، خاصة في ظل المراقبة المشددة من مندوبي الأحزاب اليمينية في غالبية الصناديق في البلدات العربية، ما يدل على قبول التحدي والإصرار على إستغلال الحق بالمشاركة السياسية.

مناطق على الهامش
من المحزن بأن النقب، وبالرغم من وجود 3 مرشحين في مواقع مرموقة، لا بل وواقعية في القوائم العربية لم يتمكن إلا من تجنيد 46% من أصحاب حق التصويت للادلاء بأصواتهم، وكذلك الامر في القرى المحيطة بالقدس مثل أبو غوش وعين رافا، حيث لم تتعدى نسبة التصويت ال48%. تبقى هذه المناطق على هامش إهتمامات قياداتنا، وبالمقابل ترد بنسبة تصويت منخفضة. كذلك، يقلقني الهبوط بنسبة التصويت للقوائم العربية التي إنحسرت الى 77% بالمقارنة مع 82% في إنتخابات العام 2009، وحصول أحزاب معادية للمصالح القومية للمواطنين العرب على أصوات كثيرة لا تستحقها، وما هي إلا أصوات أصحاب المصالح الصغيرة الذين لا يشاركون المجتمع همُّه الأكبر. ألم يحن الأوان لننضج ونتصرف كأقلية قومية تجمعها المصلحة العليا ونتصرف بمسؤولية تعتمد مستقبل أجيالنا المقبلة في هذه البلاد؟

مطالب
الان وبعد انتهاء الانتخابات يجب ان تبقى مطالب المجتمع العربي من القيادة العربية على طاولة البحث، وخاصة فكرة توحيد الجميع في قائمة مشتركة، ولو لفترة الانتخابات على الاقل . لم تتغير أحجام الكتل السياسية العربية الفاعلة على الساحة السياسية كثيرا، ولذا لا أرى المانع من ايجاد المعادلة الحسابية الممكنة لتشكيل القائمة المشتركة، ولكن يجب اتاحة حيز في مثل هذه القائمة الى الحزب الكبير من جماهيرنا، وهو حزب الممتنعين عن التصويت. ولا أقصد هنا الممتنعين ايديولوجيا، وانما اولئك الذين لم تعطهم الاحزاب العربية الحافز الكافي لاستقطابهم. وهنا تأتي الحاجة بالتجديد بواسطة إدخال عناصر جديدة تعتمد الشباب الصاعد والمثقف في مجتمعنا، حتى ولم يكن محزبا، والعنصر النسائي المغيب عن دوائر الإدارة المجتمعية.

نقص في الأداء
كذلك يجب دراسة دور المؤسسات العربية القطرية في العملية الانتخابية، برأيي كان هناك نقص في الأداء من قبل لجنة المتبعة العليا للجماهير العربية، ومن قبل رؤساء السلطات المحلية العربية، ومن قبل الشخصيات الثقافية والاجتماعية والاعلامية الفاعلة في الساحة العربية. تمنيت لو ان كل هؤلاء تجندوا لزيادة الوزن السياسي العربي في البلاد بالرغم من الإختلاف الموجود مع الأحزاب، لإعتقادي ان الإتفاق معهم على 50% من الطروحات والأداء يكفيهم إستحقاق وقوفنا معهم في لحظتهم الحرجة.

محمد دراوشة - مدير عام مشارك في مبادرات صندوق ابراهيم

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة