الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 12:02

د.عبير زيدان عابد تستلم جائزة التعليم النوعي: المرأة عماد المجتمع

خاص بمجلة ليدي
نُشر: 30/01/13 18:13,  حُتلن: 15:57

د. عبير عابد صاحبة لقب ثالث في تدريس العلوم والتكنولوجيا من معهد التخنيون ومُعلمة لموضوعي الكيمياء وعلوم البيئة في ثانوية الجليل التجريبية في الناصرة منذ 22 سنة مُحاضرة ومُرشدة تربوية لطالبات تدريس العلوم في كليّة القاسمي في باقة الغربية

د. عبير عابد:

لم أعمل يوما بهدف الفوز بجائزة مُعيّنة فما كان التعليم يوماً أداة للوصول إلى الشُهرة بل كان أداة طيّعة لخدمة طالبي العلم أنا أُحب عملي وأبذل مجهودًا كبيرًا لإتقانه وأُحب طلابي وأعتبرهم كأولادي

العائلة هي الداعم الأساسي والرئيسي وأخص بالذكر زوجي وأولادي فلولا الدعم المُتواصل والتفهّم بلا حدود وبلا قيود من قِبَل عائلتي المُصغّرة لكان الوصول إلى ما وصلت إليه أمرًا غاية في الصعوبة فأنا مدينه لهم 

في مراسم احتفالية راقية استلمت الدكتورة عبير عابد جائزة التعليم النوْعي مع شهادة تقدير، وذلك في مكتب رئيس الحكومة بيبي نتنياهو، وبحضور وزير المعارف جدعون ساعار، ومجموعة مُختارة من الشخصيات الطلائعيّة في مجال التربية والتعليم في البلاد. مُنحت جائزة طرامب للمرة الأولى هذه السنة، وقد تمّ اختيار الفائزين بالاعتماد على أربعة معايير مهنيّة: تطبيق التعليم الفعّال، العناية الشخصية والاهتمام بكل طالب، الاشتراك الفعّال والمساهمة للمجتمع المهني- المُعلمين والمُساهمة في تنظيم دعم للطلاب في المدرسة بهدف رفع مستوى التحصيل العلمي. وتجدُر الإشارة إلى أنّ د.عبير كانت العربية الوحيدة المرشحة لنيل الجائزة، وواحدة من خمسة مرشحين نهائيين. مرّ المُرشحون بمراحل عديدة خلال التصفيات وحتى اختيار الفائزين، من بينها: مقابلات شخصية، توثيق درس لدى المعلم، تحليله من قِبَل مختصين في مجال التدريس بالإضافة إلى مقابلة مع لجنة التحكيم التي تكوّنت من مختصين في مجال التربية والتعليم ورجال أعمال لمناقشة الرؤيا التربوية للمُرشحين، ووفقًا لمعايير الجائزة، فقد كان من المفروض أن يكون هنالك فائز وحيد للجائزة، ولكن أحد المسؤولين في صندوق طرامب والذي نقل خبر الفوز للمربية عبير ذكر أن التنافس بين المرشحين كان كبيرًا وأن اتخاذ القرار والحسم بالموضوع لم يكن بالأمر السهل. لذلك، وفي خطوة استثنائية قررت اللجنة في نهاية الأمر أن تمنح الجائزة لثلاثة أشخاص. وبناءً على القرار الاستثنائي حصدت د. عبير عابد المرتبة الثانية تقديرًا لتميّزها ونوعيّة ما تقدّمه.
 


د.عبير زيدان عابد

د. عبير عابد صاحبة لقب ثالث في تدريس العلوم والتكنولوجيا من معهد التخنيون- حيفا، مُعلمة لموضوعي الكيمياء وعلوم البيئة في ثانوية الجليل التجريبية في الناصرة منذ 22 سنة. مُحاضرة ومُرشدة تربوية لطالبات تدريس العلوم في كليّة القاسمي في باقة الغربية. مُركِّزة التطور المهني لطاقم المحاضرين في كليّة القاسمي في مجال الإنترحوْسبة وعُضوة في لجنة التوجيه لموضوع علوم البيئة.

ليدي كل العرب: اولا د. عبير عابد مبروك، والوسط العربي جميعا فخور بك بهذا الانجاز، فما هو شعورك انت؟
د. عبير عابد : شعور بالرضا وبالسعادة مُنصهريْن معًا. شعور، يجعلك أكثر عطاءً، وأكثر ايمانًا أنّ طرائق التدريس التي تتبّعها مُجدية. خاصّةً أنها لاقت تقديرًا ووُصِفَت بالنوْعيّة مِن قِبَل لجنة حَكَم مِهنيّة ومُختصة في فن التدريس وأُصوله.
هذه الجائزة تجعلني أشعر أن هناك مَنْ يُؤمن أن مهنة التدريس شيء عضوي في بناء وبعث إنسان. التدريس ليس بهدف التعليم فقط وإنما بهدف التربية أولا ومن ثمّ التعليم. أنا نلت العديد من الجوائز. لكن، هذه الجائزة الأهم في حياتي، وأتأمل أن أُواصل مسيرتي بمزيد من الطاقة والعطاء لطلابي، لأولادي- لأولادنا!
ليدي كل العرب

ليدي كل العرب: عرفيننا عن نفسك، التعريف الشخصي والمهني؟
د. عبير عابد:  وُلدت في مدينة عكا وأنهيت دراستي الثانوية في مدرسة تيراسنطا في عكا القديمة. بعد زواجي، انتقلت للسكن في مدينة الناصرة. لقبي الأول في مجال هندسة الكيمياء حصلت عليه من معهد التطبيقات العمليّة- التخنيون في حيفا. بعد التخرج بحثت عن عمل مُلائم في مجال تخصصي ولكن لحسن حظّي لم أحصل على عرض مُلائم وبدأت بتدريس الكيمياء في الثانوية البلدية في مدينة الناصرة. أقول لحسن حظي، لأنني لم أُطمح أبدا في أن أكون مُدرسة!! ولكن حين زاولت المهنة أيقنت سريعًا أن التعليم هي المهنة التي أود ممارستها كل يوم! في السنين الاولى درّست موضوع الكيمياء فقط وبعد عدّة سنوات بحثت عن تحدّي جديد فاستكملت وحصلت على تأهيل لتدريس موضوع علوم البيئة. ومع تقدُّم الزمن، شعرت برغبة في اكتساب المعرفة والخبرة في أساليب التدريس لكي أتجاوب مع الفروقات الفردية بين طُلابي، ولكي أجعل دروسي شائقة ومُمتعة. عندها التحقت ثانيةً بالتخنيون (المكان الذي على الرغم من الضغوطات الخاصة والمميزة التي تراودني حين استذكر فترة تأهيلي به، أحنّ إلى الرجوع إلى مقاعد الدراسة فيه!). فبعد عشر سنوات تقريبًا، عُدت ثانية إلى مقاعد الدراسة في كلية تدريس العلوم والتكنولوجيا وحصلت على اللقب الثاني مع مرتبة الشرف وبتميُّز. لقبي الثالث في تدريس العلوم والتكنولوجيا من التخنيون أيضًا.
في الوقت الحالي أعمل بعدّة مجالات منها: مُعلمة لموضوعيْ الكيمياء وعلوم البيئة في ثانوية الجليل التجريبية. خبرتي في التدريس تُراوح 22 سنة. مُحاضرة ومُرشدة تربوية لطالبات تدريس العلوم في كليّة القاسمي في باقة الغربية. مُركِّزة التطور المهني لطاقم المحاضرين في كليّة القاسمي في مجال الإنترحوْسبة (دمج الحاسوب والإنترنت في عملية التدريس)، وعُضو في لجنة التوجيه لموضوع علوم البيئة. عمِلت لسنوات طويلة كمُرشدة تربويّة في التخنيون وفي كليّة بيت بيرل. أرشدت معلمي الكيمياء في لواء الشمال لمدّة خمس سنوات وعَمِلت كمُرشدة قُطرية في مجال تطوير مهارات تفكير عُليا لدى الطلاب. ركّزت عدة مشاريع لترجمة كتب تعليمية إلى العربية بمواضيع مُتعدّدة منها علوم البيئة، الكيمياء وعلوم وبيئة في المُجتمع- موتاف. عملت كمُستشارة علميّة للعديد من الكتب التعليمية في مجال العلوم. اشتركت في كتابة الوحدة التعليميّة "ورشة العمل البيئيّة" في اللغة العبرية ومن ثمّ ركزّت مشروع ترجمتها للعربيّة وكانت المستشارة العلميّة للترجمة. خطّطت ونفذت العديد من دورات الاستكمال لمعلمي البيئة وكذلك لمعلمي العلوم ومعلمي الكيمياء في المدارس الإعداديّة والثانوية في البلاد وخاصة في لواء الشمال.
 



ليدي كل العرب :كيف وصلت لهذا الانجاز في ظل منافسة كبيرة؟
د. عبير عابد: بدايةً، أود الإشارة إلى أنني لم أعمل يوما بهدف الفوز بجائزة مُعيّنة!! فما كان التعليم يوماً أداة للوصول إلى الشُهرة ، بل كان أداة طيّعة لخدمة طالبي العلم. أنا أُحب عملي، وأبذل مجهودًا كبيرًا لإتقانه. وأنا أُحب طلابي وأعتبرهم كأولادي. فكما تحب الأم لأولادها البيولوجيين الأفضل من ناحية تذويت المضامين ومن ناحية صقل الشخصية وما يستدعيه ذلك مِنْ دعم معنوي من قِبَل المدرس هكذا تماما أتعامل مع طلابي.
التفاني بالعمل وبالتالي نتائج الطلاب المُشرِّفة من جهة والتغذية المُرتدة الايجابية التي أتلقاها سنويا مِن طلابي من جهة أُخرى. إضافة إلى درايتي وخِبرتي المِهَنية في أُصول التدريس لم تجعلني أتردد ولو للحظة في ترشيح نفسي للجائزة. على ما يبدو، هذه الأُمور كانت واضحة للجنة الحَكَم مما جعل التنافس مع المرشحين الآخرين في صالحي.

ليدي كل العرب: انت تعملين في مهام مختلفة وفي معاهد متعددة كيف لك ان تنسقين وتنجحين في نفس الوقت في العمل وفي العائلة؟
د. عبير عابد: إدارة الوقت هي العامل الأساسي في نجاحي بالتوفيق بين مهامي المُختلفة، فهي كفيلة بإحداث التوازن بين الأسرة والعمل. ولكن لن يتمكّن الإنسان مِن إدارة وقته إذا لم يعرف ماعليه فعله في اليوم التالي. لذلك فأنا أقوم بإعداد قوائم واجبات يومية مُرتبة حسب سُلّم أوليات، وأهتم بتنفيذها. فأنا لم أُؤجل أبدًا عمل يوم إلى غد، وكل شخص يتعامل معي يعي ذلك وعيا تامًا. أضف إلى ذلك، إستغلال كل ثانية في اليوم من خلال التركيز والعمل على رفع الإنتاجية بالتأكيد يُساعد بشكل إيجابي في التطوُّر المهني، وبالتالي تحقيق الإنجازات. فعندما يُتقن الإنسان إدارة الوقت، تُصبح إمكانية قضاء وقت فراغ يتميّز بالراحة مع العائلة أو الأصدقاء، حقيقة.

ليدي كل العرب: ما هي أهم محطات حياتك الحلوة والمرة؟
د. عبير عابد: فعلا الحياة رحلة، وفي خلال تلك الرحلة محطّات. كل محطة لها ذكريات خاصّة ومُميّزة. من أهم محطات حياتي، محطّة الزواج وتكوين الأُسرة، محطة الدراسة الجامعيّة والدراسات العُليا، محطّة شعرت بها أن دراسة الثانوية كانت مجرّد لعب لكثرة المتطلبات والأوراق البحثيّة. محطّة العمل ومواجهة التحديات وتسخير العقبات، محطّة فُقدان أبي رحمه الله،و محطّة تحقيق الذات والشعور بالدور الفاعل في المجتمع.

ليدي كل العرب: من وقف الى جانبك خلال هذا النجاح المتميز، وهل أنت مدينه لأحد؟
د. عبير عابد: العائلة هي الداعم الأساسي والرئيسي. وأخص بالذكر زوجي وأولادي. فلولا الدعم المُتواصل والتفهّم بلا حدود وبلا قيود من قِبَل عائلتي المُصغّرة لكان الوصول إلى ما وصلت إليه أمرًا غاية في الصعوبة،. فأنا مدينه لهم بكلمة امتنان وشكر على الدعم المتواصل وعلى مُساندة زوجة وأُم مشغولة لساعات مُتواصلة وطويلة. ولا أنسى طبعًا أن أذكر أُمي وحماتي فكل منهما ساندتني وآزرتني، خصوصًا في فترة تعليمي الجامعي. أشكركما، لولاكما لكانت حياتي مُستحيلة!



ليدي كل العرب: ماذا تعني لك المؤسسات التالية؟ معهد التخنيون- حيفا ثانوية الجليل التجريبية في الناصرة كليّة القاسمي في باقة الغربية؟
د. عبير عابد: التخنيون- محطّة هامّة وجميلة من محطات العمر، وراحت أيامه! ثانوية الجليل- البيت الذي أحن إليه، كليّة القاسمي-أُم المستقبل.

ليدي كل العرب: كيف كنت تقيّمي مكانة وواقع المرأة العربية في مجتمعنا وهل انت راضية عن هذا الواقع؟
د. عبير عابد: المرأة هيّ عماد المجتمع. فإذا اعتنينا بها وأوليناها ما يوافق قيمتها وأهـميّتها من الإعتبار الصّحيح، لاستقام المُجتمع كله وصَلُح حاله. لو كانت الأمّ متعلّمة وواعيّة فإنّه، فضلا عن حرصها الأشدّ على تعليم أبنائها وتربيّتهم تربيّة راشدة بمقدورها تلقينهم منذ الصّغر حبّ المعرفة والتّعلّم وبالتأكيد ستُطوّر لديهم أيضًا سعة الأفق وكذلك أسلوب التّعامل مع البيئة المُحيطة، وذلك بالتعاون التام مع المعلّمين في المدرسة. بناء على ما ورد، يجب تكثيف المساعي الرامية إلى تحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية من المنظور الجندري ومن أبرزها تغيير مكانة المرأة الاقتصادية والاجتماعية، وتعزيز مشاركتها في كافة المجالات وتمكينها لتعيش حياة فاعلة، غنيّة ومُنتجة.

ليدي كل العرب: كونك تعملين في مجال التعليم والتربية والتعليم الأكاديمي ما هو رأيك بواقع التربية والتعليم والمجتمع الأكاديمي في مجتمعنا؟
د. عبير عابد: برأيي هناك حاجة للكثير من العمل لتطوير جودة التعليم ونوعيته. كذلك يجب الارتقاء بالأداء المؤسسي والقدرة التنافسية للمؤسسات التعليمية كي تصبح جميعها مُؤسسات قوية ومُميّزة. وذلك من خلال الارتقاء بالكادر التربوي، وتحقيق المزيد من متطلبات تأهيل المعلمين وتدريبهم، ومواكبة عصر التكنولوجيا والمعلوماتية، وتعزيز الاهتمام بتطوير مهارات القرن الـ21 بين صفوف الطلاب خصوصا مهارات تفكير بمستوى عال. وذلك بهدف تحقيق انطلاقة نوعية تتناغم مع احتياجات ومتطلبات العصر الحالي. بالنسبة للتعليم الأكاديمي فقد أصبح برأيي واقعًا مقبولاً ومحترمًا، خاصة للنساء. فبناءً على بحث "واقع النساء العربيات في اسرائيل" والذي نُشِرَ في كانون الثاني 2012 تبيّن أنه في الأعوام 2005 - 2010 طرأ ارتفاع ملحوظ على نسبة النساء الحاصلات على لقب أكاديمي. وكان الارتفاع الأكبر بين النساء الحاصلات على اللقب الأول، كما طرأ ارتفاع على عدد الفتيات الحاصلات على شهادة البجروت. كما ولوحظ في نفس الفترة ارتفاع عدد الرجال العرب الحاصلين على شهادة البجروت والحاصلين على لقب أكاديمي. كلّي أمل أن يستمر هذا التوجُّه لأهميته في تقدم مجتمعنا وارتقائه.
ليدي كل العرب

ليدي كل العرب: انهيت عام 2012 بهذا الانجاز فكيف ستفتتحين عام 2013؟
د. عبير عابد: سأفتتحه بالأمل والطموح لإنجاز آخر. أطمح بنشر بحث جديد، فأنا بانتظار رد لجنة التحكيم لمقال أرسلته لمراجعة مُختصين. كلّي أمل أن يُقبل ويُنشَر ليستفيد معلمون آخرون في كل أنحاء العالم من نتائج بحثي والذي يتعلّق بتدريس مهارات تفكير عُليا وخاصة طريقة البحث العلمي في مُختبر الكيمياء. وبكلمة أخيرة أُهدي هذه الجائزة من قلبي لوالديْ أبي-صابر زيدان رحمه الله وأمي-سميّة زيدان الله يطوَّل بعمرها اللذان زرعا فيّ حب العلم والاستفادة، والتفاني بالعمل والعطاء. أُهديها أيضًا إلى أعز الناس على قلبي زوجي العزيز عبدالله وأولادي: محمد، هيثم ولانا. لو تدْرون كم أُحبكم!! لتكُن لديكم رسالة في الحياة ورؤيا واضحة. وفقّكم الله ورعاكم. وفي النهاية كلمة شكر لزملائي، أصدقائي وطلابي على تعليقاتهم وعلى كلماتهم المؤثرة بخصوص أساليب تدريسي والتي كُتبت في صفحة الفيسبوك الخاصّة بصندوق طرامب.

مقالات متعلقة