الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 10:02

عاد الجمهور الاسرائيلي من الغيبوبة!/بقلم:هاني العقاد

كل العرب
نُشر: 27/01/13 12:51,  حُتلن: 07:44

هاني العقاد في مقاله:

مع نتائج الإنتخابات الأخيرة للكنيست الإسرائيلي إتضحت حقيقة هامة أن التصلب يعني الإنكسار والتطرف

عودة الجمهور الإسرائيلي الى الوعي الطبيعي وإدراك متطلبات الواقع الذي يعيشه يجب أن يحدد طبيعة الإئتلاف الوزاري الإسرائيلي القادم ويحدد أهداف هذه الحكومة

لعل الجمهور الإسرائيلي أصبح يدرك أن التطرف لا يجلب لإسرائيل سوى التطرف والدمار ولا يجلب للشعب الإسرائيلي معيشة آمنة ومستقرة

إن كان نتنياهو قد فهم الرسالة التي بعثها له الجمهور الاسرائيلي وإن أراد أن يبقى في الحكم فعليه القبول بمشروع الدولتين على أسس السلام العادل والشامل بالمنطقة

كان الإسرائيليون في غيبوبة منذ أن تولى نتنياهو رئاسة وزرائهم ، وغيبوبتهم هذه كانت بفعل هذا اليميني المتطرف الذي اعتقد انه بتطرفه سوف يصنع المعجزات للجمهور الإسرائيلي ولم يفكر للحظة أن الشعوب تعرف الكذب أكثر كما معرفتها للحقائق، والشعب الإسرائيلي الذي توارى بعضه لفترة من الزمان وراء تطرف نتنياهو اعتقادا منهم انه يصنع لهم إمبراطورية كإمبراطورية الاخمينيون التي إمتدت في أوجها الى جميع أرجاء الشرق الأدنى وإمتدت من وادي السند الى ليبيا ووصلت شمالا حتى مقدونيا وتوسعت هذه الإمبراطورية حتى تمكنت من السيطرة على كافة الطرق الرئيسية والممرات المؤدية الى البحر المتوسط. ويذكر أن مصر كانت إحدى مستعمرات هذه الإمبراطورية، لكن نتنياهو لا يعرف أن هذه الإمبراطورية بقوتها وإتساع أراضيها وتحكمها في الممرات والطرق تفككت وإنهارت على في النهاية، ولا يعرف أن الشعب مهما كانت مركباته السياسية لا يفضلوا السير وراء قادة متطرفين .

ضعف عربي
قال التاريخ إن الدول المعتدية والمستعمرة للشعوب الأخرى لا تعيش طويلا ولن تعمر طويلا وهذا بالفعل ما ينتظر اسرائيل إن بقيت تسير وراء تطرف قادتها وتنكرهم للسلام العادل في المنطقة العربية بالرغم من الضعف العربي الان، إلا أن الشعوب هي القوية في النهاية، وظهر هذا مع نتائج الإنتخابات الاسرائيلية الأخيرة وإتضح أن الجمهور الإسرائيلي عاد له وعيه وأدرك أن نتنياهو يسير بإسرائيل الى الإنكسار والإنحسار وليس التمدد بالرغم من إطلاق حركة الإستيطان على غاربها في الارض الفلسطينية ورصد كل ما تملك اسرائيل لهذه الحركة من أموال وأدوات يستطيع بها أن يسارع الزمان ويغلق كل الطرق المؤدية الى الدولة الفلسطينية على الأرض لكي لا يستطيع الفلسطينيون الوصول الى الدولة التي ستكون عاصمتها القدس الشريف وبالتالي يغلق الباب ويجدره نهائيا أمام مسيرة السلام الذي تحلم به كل شعوب المنطقة بما فيهم الشعب الإسرائيلي لأنه في النهاية شعب يرغب بالعيش في أمن وإستقرار وهذان العاملان لا يتوفران إلا في حال السلام العادل والشامل.

تحالفات وتشكيل حكومة
ومع نتائج الإنتخابات الأخيرة للكنيست الإسرائيلي والتي كان يعتقد حسب المراقبين وإستطلاعات الرأي أن حزب نتنياهو ليبرمان سوف يكتسح الإنتخابات وبالتالي لا يحتاج الى الكثير من التحالفات لتشكيل الحكومة، إتضحت حقيقة هامة أن التصلب يعني الإنكسار والتطرف يعني حالة فريدة من الإستيلاء على طموح الآخرين ورغباتهم الإنسانية التي تجنح في النهاية الى العيش في سلام، وهذا ما جعل الجمهور الإسرائيلي يعود ويصحو من الغيبوبة التي فرضها نتنياهو عليهم ودخلوا فيها واهمين أنهم سوف يعيشوا في إمبراطورية أقوى وأوسع وأكثر أيدلوجية من إمبراطورية الاخمينيون القديمة، وهذا ما جعل الجمهور الاسرائيلي يغير في طريقة تفكيره خوفا من ذهاب نتنياهو وليبرمان بهم الى الهاوية وبدأ يتساءل، هل دولة اليهود التي يوعدونهم بها هي الخلاص وهي السعادة لكل اسرائيلي؟، وهل هم الأجدر بقيادة إسرائيل وتحويلها الى دولة يهودية على حساب الارض الى اقرتها الأمم المتحدة للفلسطينيين لتكون أرض سلام وأرض ينتهي عليها كل أشكال الصراع والتطاحن ولإقتتال مع العرب ..؟ كل هذه أسئلة أجاب عليها الجمهور الإسرائيلي في الإنتخابات الأخيرة، والأصوات التي أعطاها للأحزاب الوسط مثل جديد المستقبل يأمل من خلالها أن تخلق مستقبل افضل للإسرائيليين الذين باتوا يشكوا في قدرة اسرائيل على العيش طويلا دون سلام مع الفلسطينيين.

إدراك متطلبات الواقع
إن عودة الجمهور الإسرائيلي الى الوعي الطبيعي وإدراك متطلبات الواقع الذي يعيشه يجب أن يحدد طبيعة الإئتلاف الوزاري الإسرائيلي القادم ويحدد أهداف هذه الحكومة وإستراتيجية تحقيق السلام القائم على العدل والمساواة، ولعل الجمهور الإسرائيلي أصبح يدرك أن التطرف لا يجلب لإسرائيل سوى التطرف والدمار، ولا يجلب للشعب الإسرائيلي معيشة آمنة ومستقرة، وأن الإستيطان وسرقة الارض الفلسطينية على خلفية عنصرية يغلق الطريق كاملة أمام السلام العادل الذي بإمكانه أن يغير حياة الشعب الإسرائيلي الى الأحسن ويمكن الإسرائيليين في نفس الوقت من العيش وسط سلمي يأتي بالإستقرار والنمو الإقتصادي، وإن كان نتنياهو قد فهم الرسالة التي بعثها له الجمهور الاسرائيلي وإن أراد أن يبقى في الحكم فعليه القبول بمشروع الدولتين على أسس السلام العادل والشامل بالمنطقة وعليه أن يتخلى عن قيادة الإستيطان وحركة التهويد العنصرية وسرقة الأرض العربية والولوج فورا في تنفيذ خطتي سلام حقيقي وإصلاح إقتصادي بعد سحب الأموال المدفوعة للإستيطان والتهويد وتخصيصها لمتطلبات السلام والإصلاح الإقتصادي والإجتماعي في المجتمع الإسرائيلي .

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير علي العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة