الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 00:02

عزيزتي الام: اعاقة ولدك ليست وصمة عار

أماني حصادية -
نُشر: 23/01/13 12:15,  حُتلن: 13:39

ترتيب مسؤوليات رعاية وتربية الطفل المعاق بين الوالدين والأخوة، وعدم إلقاء العبء كله على الأم وحدها، لأن الطفل المعاق بحاجة لمشاركة كل أفراد الأسرة صغارًا وكبارًا ليشعر بالدمج الكامل

منذ عدة أيام هاتفتني إحدى صديقاتي التى تعمل بمؤسسة لرعاية الكفيفات في مصر، وكان يبدو على صوتها الألم والحزن الشديد وعندما سألتها عن السبب ردت قائلة: حضرت اليوم إلى المؤسسة طفلة كفيفة عمرها ثلاث سنوات برفقة خالتها الطبيبة لتتعلم "طريقة بريل" وتتأهل تربويًا ونفسيًا قبل الالتحاق بإحدى مدارس التربية الخاصة!.. وعندما سألنا خالتها: أين والدتها: قالت: إن أمها رفضت تمامًا أن تربيها لأنها فاقدة للبصر، وأن لديها أبناءً آخرين أولى برعايتها حسبما ترى، ولأنني غير قادرة على الإنجاب طلبت أمها مني أن آخذها وأربيها، وبالفعل هي معي منذ ولادتها أرعاها وألاعبها وأحاول بقدر الإمكان البحث لها عن أي مصدر سعادة وبهجة لتستمتع وتشعر بأنها لا تختلف من قريب أو من بعيد عمن هم في نفس سنها من الأطفال، لا سيما وأنها تتمتع بفضل الله بذكاء خارق وروح مرحة قلما يجتمعان في طفل واحد على حد قولها.

 


الأمر الذي دفعني إلى أن أناشد صديقتي ضرورة تواصل مجموعة من أفراد المؤسسة المتخصصين في علم النفس والاجتماع مع أم هذه الطفلة بأي شكل من الأشكال ودعوتها لزيارة المؤسسة لرؤية نماذج من الكفيفات الناجحات اللائي يكبرن ابنتها سنًا ويمارسن حياتهن بشكل طبيعي حيث يتعلمن بالمدارس والجامعات ومنهن من أكرمها الله بعد التخرج بفرصة عمل مناسبة ومنهن من وفقها الله ورزقها زوجًا خلوقًا قبلها على ما هي عليه، ويتقي الله فيها ويحسن معاشرتها.. لعل قلب هذه الأم الغافلة يرق ويلين تجاه ابنتها البريئة التي لم تكن مسؤولة بأي حال من الأحوال عن إعاقتها حتى تحرمها أمها من حنانها ورعايتها وتفرق بينها وبين إخوتها بهذه الطريقة الوحشية التي تعجز الأقلام والألسن عن وصفها والتعبير عنها!

الخجل من اعاقة الابناء
في الحقيقة.. هذه القصة الواقعية وغيرها كثير تؤكد وتوضح أن العديد من الأمهات والآباء في الوطن العربي ما زالوا - حتى وإن ارتفع مستوى تعليمهم ومعيشتهم - يعانون من جمود وتحجر عقولهم وأفكارهم وقسوة قلوبهم!، حيث يتعاملون مع أبنائهم المعاقين باعتبارهم وصمة عار شائنة ومَعيبة، يخجلون من وجودهم أصلًا، ولا يسمحون لهم بالخروج ومغادرة المنزل ويتجنبون الحديث عنهم وعن حالتهم مع الأهل والجيران، كما يخشون مواجهة المجتمع بهم هروبًا من نظرات وكلمات البعض التى تحمل في طياتها معاني الشفقة والرحمة والتعاطف الزائد التى تؤلم ذوي الإعاقة أنفسهم، فضلًا عن خوف هؤلاء الآباء والأمهات على مستقبل أبنائهم الأصحاء الآخرين عند الزواج والنسب، وذلك رغم اختلاف الأزمان والأوضاع وانتشار مؤسسات ومدارس ومراكز تأهيل لذوي الإعاقات المختلفة في كل الدول العربية تقريبًا، حيث يقوم عليها مجموعة من المتخصصين المؤهلين والأكفاء من الخبراء التربويين والمعلمين والأطباء بمختلف تخصصاتهم للنهوض بكل صاحب إعاقة وتنشئته تنشئة سليمة تمكنه من الاندماج في مجتمعه والتأثير فيه إذا أتيحت له الفرصة المناسبة في المستقبل بعد انتهاء فترة تعليمه، إلا أن الكثير من الأسر العربية ترفض مطلقًا إدخال أبنائهم مدارس التربية الخاصة للأسباب سالفة الذكر رغم أنها الأفضل والأقدر على تأهيلهم استعدادًا لدمجهم في الكبر، وتصر على إلحاقهم بمدارس الأسوياء غير المجهزة وغير المؤهلة لاستقبالهم والتعامل معهم بما يتناسب وطبيعة ظروفهم، الأمر الذي يؤدي إلى ضعف وتأخر تحصيلهم الدراسي الذي يتسبب في رسوبهم مرات عديدة وضياع عمرهم هباءً، إلى جانب ضعف ثقتهم بأنفسهم ومعاناتهم من مشكلات سلوكية عديدة على رأسها العنف والعدوانية..

ارشادات
وفيما يلي بعض الإرشادات المهمة والمفيدة لكل أسرة مَن الله عليها بطفل ذي إعاقة، لعلها تساعدهم على مواجهة بعض الضغوط وتخفف من حدتها قبل تفاقمها:
- عدم الخجل من وجود طفل معاق في الأسرة، لأن ذلك قضاء الله وقدره، ويجب أن نقبل به، ونعتبره منحة ونعمة، لا نقمة وابتلاء، الكثير من العباقرة والمبدعين كانوا من أصحاب الإعاقة، فكتمان هذا الأمر وإخفاؤه لن يدوم طويلًا، وسيدخل الأسرة في عزلة عن محيطها الاجتماعي، وسيفوّت عليها الاستفادة من الكثير من الفرص التي يحتاجها أفرادها للتعايش والتواصل السليم الذي تفرضه علينا طبيعتنا البشرية.
- ترتيب مسؤوليات رعاية وتربية الطفل المعاق بين الوالدين والأخوة، وعدم إلقاء العبء كله على الأم وحدها، لأن الطفل المعاق بحاجة لمشاركة كل أفراد الأسرة صغارًا وكبارًا ليشعر بالدمج الكامل.
- يجب على الأسرة أن تتواصل مع المؤسسة التي تقدم خدماتها لذوي الإعاقة، والتعرف على تجارب الآخرين والاستفادة منها، والحصول على المساندة النفسية والاجتماعية من الأسر الأخرى.
- الإيمان بقدرات الشخص ذي الإعاقة وتقبله كما هو، والأمل بإمكانية تطور قدراته على أن تبقى التوقعات ضمن حدود الواقع وليست خارقة للعادة، وعدم اللجوء إلى أي وسائل غير علمية من أجل العلاج.

موقع العرب يتيح لكم الفرصة بنشر صور أولادكم.. ما عليكم سوي ارسال صور بجودة عالية وحجم كبير مع تفاصيل الطفل ورقم هاتف الأهل للتأكد من صحة الأمور وارسال المواد علي الميل التالي: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة