الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 01:01

المشاكل العاطفية والسمنة/ بقلم: خبيرة الغذاء سهير سلمان منير

كل العرب
نُشر: 17/01/13 17:41,  حُتلن: 20:31

سهير سلمان منير- خبيرة غذاء- واحة السلام:

الاهتمام بصورة الشكل الخارجي للمريض والمرافقة النفسية أثناء الحمية أمران مهمان جداً

يجب الانتباه بأن لا تكون الحمية قاسية جدّاً وفيها كل شيء ممنوع، مع السعي إلى تلقي مرافقة نفسية من متخصص طوال فترة السعي إلى تخفيض الوزن لدى الشخص البدين

مَن يعانون فعلاً اضطرابات نفسية او مشاكل عاطفية فعليهم أن يعرفوا أن تَلقِّي الدعم النفسي من متخصص خلال مسيرتهم نحو إنقاص وزنهم هو أمر أساسي لكي يصلوا إلى هدفهم

المصاب بالسمنة يحتاج إلى الدعم النفسي، خاصة لأن في الأمر معاناة نفسية ولأن نظرة الناس غالباً ما يصعب احتمالها ولأنّ المريض أحياناً يجد نفسه مضطراً إلى مواجهة الفشل في اتباع العلاج بحذافيره

هناك توافق لدى الأخصائيين بأن الحالة النفسية المكتئبة تؤدي للسمنة لدى المكتئب فهو يبحث أحيانا عما يفرغ احتقانه به فيجد بالمطبخ ملاذا والعكس صحيح فالبدينيون يعانون أحيانا حالات نفسية مضطربة تتفاقم خلال اتباع نظام الحمية

ينبغي الاعتراف بالجهود التي يقوم بها المريض لإتباع الحمية وتقديرها كما ينبغي الوعي بأنّ المسؤولية لا تتوقف عند فقدان الوزن الزائد بل ينبغي ضمان متابعة للحالة حتى بعد فقدانه على الأقل لدى طبيب عام أو طبيب العائلة حتى لا ينتكس المريض ويستعيد كل الوزن الذي فقده

 هل هناك علاقة بين مشاكل عاطفية أو نفسية وبين السمنة؟ هناك توافق لدى الأخصائيين بأن الحالة النفسية المكتئبة تؤدي للسمنة لدى المكتئب فهو يبحث أحيانا عما يفرغ احتقانه به فيجد بالمطبخ ملاذا والعكس صحيح فالبدينيون يعانون أحيانا حالات نفسية مضطربة تتفاقم خلال اتباع نظام الحمية وبهذا نتركز بهذا المقال.


سهير سلمان منير- خبيرة تغذية

تفهم تطور السمنة ليس أمراً سهل فالأسباب المتدخلة في الموضوع معقدة جدّاً. لكن أحياناً تقود ألصعوبة التي يواجهها الفرد في التعبير عن مشاعره، إلى تفريغها بطريقة أخرى خاصة عن طريق الطعام بحثاً عن الراحة المفقودة. وأحياناً يكون للجسم الضخم في حد ذاته دلالة فهو يمكن أن يشكل وسيلة دفاعية أو وسيلة لإثبات مكانة. ومن جهة أخرى قد تكون للجسم الضخم دلالة تعني أنّه أداة تمكن الشخص من حل مشاكله "الوجودية"، التي عجز عن حلها بأشكال أخرى. في ظل هذه ألظروف أن يتحول الشخص البدين إلى شخص نحيف يمكن أن يشكل بالنسبة إليه مغامرة محفوفة بالمخاطر. إذن، المشكلة ليست في السعي إلى تخفيض ألوزن بل في أن يتعلم الشخص المعني، قبل أي شيء آخر كيف يحل مشاكله العالقة، سواء منها النفسية أم العاطفية أم التواصلية. في بعض الحالات يفشل أخصائيو ألتغذية وحتى الأخصائيون النفسيون كثيراً ما يفشلون في إصلاح العلاقة المضطربة الرابطة بين نفسية الفرد والتغذية. وهكذا فإنّ الحل الأفضل هو اللجوء إلى معالج يجمع بين ألتخصصين علم النفس وعلم التغذية.

الدعم النفسي:
يقول بعض اطباء المتخصصين في علم التغذية ، أنّ عدد الكيلوغرامات الزائدة في وزن الشخص يؤثر في نفسيتة ويربطون بين الاضطراب النفسي وبين البدانة، ونحن لا نعني النوع الخطير مثل الانفصام بالشخصية ( الشيزوفرينيا) بل الأمر يتعلق هنا باضطرابات مزاجية وتوتر عصبي وصعوبة في ألنوم. و أثبتت دراسات عديدة أنّ هؤلاء ألأشخاص قبل أن يزيد وزنهم بشكل ملحوظ، لم يكونوا يعانون أي مشاكل عاطفية او نفسية زائدة عما يعانيه غيرهم. رغم أنّه في بعض الحالات يكون صحيحاً أنّ الاضطرابات النفسية قد تقود إلى ألسمنة إلا أنّ هذا ليست قاعدة ثابتة.

نظرة المجتمع:

هناك سببان يفسران الاضطرابات ألنفسية التي يعانيها الأشخاص البدينون: أولهما الزيادة في ألوزن وهو عامل مسئول بشكل مباشر من حيث نظرة المجتمع إلى الشخص ألبدين ونلاحظ هذا بشكل أوضح لدى ألأطفال حيث تكون الزيادة في الوزن لديهم مرادفاً للخجل والإحراج وتولد لديهم شعوراً بأنّهم هم المسئولون وحدهم عما هم فيه. كما أن مشكلة "صورتهم ألخارجية أو شكلهم الخارجي هي مشكلة تمس كل الأوساط العائلية والمهنية. أمّا العامل الثاني فهو الحمية الغذائية في حد ذاتها. ففي الواقع عندما تكون الحمية قاسية جدّاً وفيها لائحة طويلة من الأغذية ألمحظورة وتؤثر في الحاجيات الغذائية للمريض تحدث لدى المريض تغييرات حسية على مستوى ألدماغ بحيث تتغير مراكز اهتمامه ويفقد ثوابته ألنفسية وتظهر لديه مشاكل نفسية ناجمة عن نوعية الحمية التي يتبعها، وكلما كانت تلك الحمية قاسيه أزداد وضعه النفسي سوءاً.

أهمية الدعم:

ما سبق ذكره لا يعني أن علينا إرسال كل شخص بدين إلى الطبيب النفسي، كلا، فبعضهم ليس في حاجة إلى ذلك. لكن بالنسبة إلى مَن يعانون فعلاً اضطرابات نفسية، او مشاكل عاطفية فعليهم أن يعرفوا أن تَلقِّي الدعم النفسي من متخصص خلال مسيرتهم نحو إنقاص وزنهم هو أمر أساسي لكي يصلوا إلى هدفهم. المصاب بالسمنة يحتاج إلى الدعم النفسي، خاصة لأن في الأمر معاناة نفسية، ولأن نظرة الناس غالباً ما يصعب احتمالها، ولأنّ المريض أحياناً يجد نفسه مضطراً إلى مواجهة الفشل في اتباع العلاج بحذافيره. إضافة إلى الدعم النفسي يكون المريض في حاجة إلى إعادة التفكير في سلوكياته، وإلى طرح مجموعة من الأسئلة ألحيوية مثل لماذا آكل؟ كيف يمكنني أن آكل بشكل مختلف وقد يفاجأ البعض إن قلت إنّ الإقلاع عن التدخين أسهل من التخلص من الوزن الزائد لدى البدناء. لهذا يجب الانتباه بأن لا تكون الحمية قاسية جدّاً وفيها كل شيء ممنوع، مع السعي إلى تلقي مرافقة نفسية من متخصص طوال فترة السعي إلى تخفيض الوزن لدى الشخص البدين.

ماذا بعد فقدان الوزن:
بعكس ما نتوقع عرفت مرضى بدينين بعد فقدهم ما يعادل 35 كيلوغراماً من وزنهم، زادت معاناتهم عما كانت عليه عند بداية الحمية، وهذا يثبت أنّ الاهتمام بصورة الشكل الخارجي للمريض والمرافقة النفسية أثناء الحمية أمران مهمان جداً". من جهة أخرى، ينبغي الاعتراف بالجهود التي يقوم بها المريض لإتباع الحمية وتقديرها، كما ينبغي الوعي بأنّ المسؤولية لا تتوقف عند فقدان الوزن الزائد، بل ينبغي ضمان متابعة للحالة حتى بعد فقدانه على الأقل لدى طبيب عام أو طبيب العائلة، حتى لا ينتكس المريض ويستعيد كل الوزن الذي فقده.

موقع العرب يدعو كافة الأطباء والصيادلة والممرضين وأصحاب الخبرة الواسعة في مجال الطب، الي إرسال مجموعة من المقالات التي تتعلق بالأمور الطبية علي مختلفها لنشرها أمام جمهور الزوار الكرام لما فيه من توعية ضرورية للزوار.لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الشخص المعني أو الطبيب، والبلدة وصور بجودة عالية على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة