الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 20 / أبريل 03:01

حبرٌ شتائيّ /بقلم:راية خطيب

كل العرب
نُشر: 07/01/13 17:47,  حُتلن: 08:27

النُّجوم على الباحةِ الإسمنتية
تبرِقُ بشدّة..وتشتدُّ برقًا
الخُيوطُ المائيّة تُحوكُ نسيجًا شتائيّ
المَطَرُ ينهمرُ بغزارةٍ لا متناهية،،يتسارع،،
يسبِقُ الضوء ويحتدّ،
والسّحابُ الفِكريُّ يملأُ الآفاق بشحوبِه الخريفيّ،،
نُفِخَ في الصّورِ الدُّنيَويّ
ماتتْ علاقتي بالواقع
قَتَلَها إيقاعُ المطر
******
الأخضرُ يحويني،
الأخضرُ والترابيّ ورائحةُ الأرض يستعبدوني،
فقدتُ وجودي بالواقع،
وذهبتُ لهناك،لأرضِ العبوديّة،
ما بين قطرات المطر،،في اللا شيء!
أطيرُ، أعلو وأدنو
أدنو مِن نفسي،،
أحِنُّ إليها وأشتاق،
أجدها تسترخي في حضرةِ الحيا
وروحي قد انتقلتْ للسماء
إلى السّحاب،،
غادرتْني بعد وداعٍ مؤقّت
******
المآذِنُ يصدحُ صوتُها
"الله أكبر..الله أكبر
أشهد أن لا إله إلا الله"
أشهدُ أن لا إله إلاّ الذي ينزل المطر،
أشهدُ أن لا إله إلا الذي رفع السّماء
أشهدُ أن لا إله إلاّ الذي أحياني حتى هذه اللحظة !
********
الرِّياحُ تُمطِرُ بغزارة
تُمْطِرُ قوَّةً واندفاعًا
يضغطون على الكسلِ الصّباحيّ
حديثُ الأخضرِ يُلَحِّنُ أنوار الغيوم
وعزفُ المطرِ على أوتارِ الشِّتاء
يُسْكِرُ ساعَتي ويُسكتُها،
لا دقّات عقارب الآن
ولا سكونٌ مُطْلَق،
فقط ترانيم الشّتاء
هي من تطغى على المسرح.
********
الصَّفَحاتُ الورديَّةُ باتَتْ قمّةً في التّكبُّر،
بينما تبعثُ السّحاباتُ فوق أفكاري الطمأنينةَ
إلى قلبي،
" قانونُ الغاب مجرّد ترهات،،
نحنُ هنا متساوون،
لا شمسَ تخضعنا لأشعّتها القاتلة،
نحن متساوون،،
الجبالُ تستطيع حماية السُّهول،
الكلُّ يحمي الكلُّ ويرعاه،
أحلامُنا تُبْنى بقلاعٍ مِن الإسمنت الشّتائيّ،
المروجُ، التِّلال، السُّهولُ والجبال، يتَّحدون،
بلونٍ واحد".
أهيمُ بالأخضرِ فوقه الرّماديّ القاتم،،
لا صقيع يكسرُ كبرياء الأرزِ والصّنوبر،
وما مِن خوفٍ على العشيبة الخضراء الصغيرة
كلهم باقون.
********
كيف يمكنني الدخول لبيتِ أفكاري وقد عُتِقْتُ مِنها؟
كيف وأنا الآن أرفعُ رأسي نحو الرّماديّ بحرّيتي؟
لا أفكار بعد اليوم، عليّ قلب الصفحة
ويجب إبقاء الأخرى فارغةً تمامًا
فارغة إلا من لا وعيي.
الحُبُّ لا يثبت جبروته هنا،
والكراهيّة لا تجد لها منفذًا كالجرذ.
نزيفُ العين يستمرُّ مع نزيف الغيوم
ننزفُ العشقَ لأرضنا الأم،
فلسطين،،،أعشقك!
*****
جثةُ الصّيفِ أراها في الأفقِ القريب،
تلوحُ لي مبشِّرةً بقدوم الشتاء
فصلُ الحرّيةِ والسُّكون الأبديّ،
ضجيجُ المُدُنِ تخفيه ترانيم المطر
ونوتةُ الشّتاءِ تُكتَبُ بقَطَراتِ الحيا،
لا أرى القمر، الغيومُ تخفيهِ عن ناظِريّ،
حرصُ الرّماديّ على حمايتي يزداد،،
كم أخشى عودة الشمس،،وقانون الغاب!

موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع علي العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة