الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 18 / أبريل 09:02

السمنة تهدد أولادكم/ بقلم: سهير سلمان منيّر خبيرة طب بديل وغذاء من واحة السلام

كل العرب
نُشر: 13/12/12 14:08,  حُتلن: 12:41

سهير سلمان منيّر خبيرة طب بديل وغذاء من واحة السلام:

استفحال ظاهرة السمنة بين الأطفال مردّه التغيّرات التي تطرأ على المجتمع

الخمول البدني يمثّل السبب الرئيسي الذي يقف وراء حدوث نحو 21% إلى 25% من حالات سرطاني القولون والثدي و27% من حالات السكري

المشكلة لا تنبع من سلوكيات الأطفال فقط ولكنّها تحدث بشكل متزايد نتيجة التطوّر الاجتماعي والاقتصادي والسياسات المنتهجة في مجالات الزراعة والنقل والتخطيط

تحسين العادات الغذائية لا يمثّل مشكلة فردية فحسب بل مشكلة تعني المجتمع بأسره وعليه فإنّه يتطلّب اتباع نهج سكاني متعدّد القطاعات والاختصاصات ويناسب الأوضاع الثقافية السائدة

استعرضنا في المقال السابق ظاهرة انتشار سمنة الأطفال في العالم وتوقفنا عند توقعات تفشيها في 2013 وعند خطورة تبعاتها. وفيما يلي نتركز بجذورها ما يمنحنا فرصة لرؤية الطرق لتفاديها. ما هي الأسباب الكامنة وراء ذلك؟ يتمثّل السبب الرئيسي الكامن وراء الإصابة بالسمنة في مرحلة الطفولة في عدم التوازن بين السعرات الحرارية المستهلكة والسعرات الحرارية المنفقة. وتُعزى الزيادات المُسجّلة بين الأطفال على الصعيد العالمي في فرط الوزن والسمنة إلى عدد من العوامل، منها:
• تحوّل في النظام الغذائي على الصعيد العالمي نحو زيادة استهلاك الأغذية الحاوية على نسبة عالية من الطاقة والدهون والسكاكر ونسبة قليلة من الفيتامينات والمعادن وغير ذلك من المغذيات الصحية الزهيدة المقدار؛
•اتجاه نحو خفض مستويات النشاط البدني بسبب تزايد الطبيعة الخمولية للعديد من أشكال الترفيه، وتغيّر وسائل النقل، وتزايد التوسّع الحضري.


سهير سلمان منيّر

الأسباب الاجتماعية الكامنة وراء وباء السمنة بين الأطفال:
تقرّ منظمة الصحة العالمية بأنّ استفحال ظاهرة السمنة بين الأطفال مردّه التغيّرات التي تطرأ على المجتمع. ففي كثير من الأحيان تظهر تلك السمنة، أساساً، جرّاء تناول الأغذية غير الصحية وانخفاض مستويات النشاط البدني، ولكنّ المشكلة لا تنبع من سلوكيات الأطفال فقط ولكنّها تحدث، بشكل متزايد، نتيجة التطوّر الاجتماعي والاقتصادي والسياسات المنتهجة في مجالات الزراعة والنقل والتخطيط الحضري والبيئة وصناعة الأغذية وتوزيعها وتسويقها، فضلاً عن مجال التعليم.
والملاحظ أنّ المشكلة المطروحة ذات طبيعة اجتماعية، وعليه فإنّها تتطلّب اعتماد نهج سكاني متعدّد القطاعات والاختصاصات ويناسب الأوضاع الثقافية السائدة.

الأطفال والمراهقون
ولا يمكن للأطفال والمراهقين، على خلاف البالغين، اختيار البيئة التي يعيشون فيها أو الغذاء الذي يتناولونه. كما أنّهم لا يملكون القدرة الكافية على فهم الآثار البعيدة الأجل التي قد تنجم عن سلوكياتهم. وعليه لا بدّ من الحرص على مراعاة خصوصياتهم لدى مكافحة وباء السمنة. وينبغي، فيما يخص النظام الغذائي، أن تشمل التوصيات الموجهة إلى الفئات السكانية والأفراد النقاط التالية:
• تحقيق توازن الطاقة والحفاظ على وزن صحي
• الحد من مدخول الطاقة من الدهون الكلية والتحوّل من استهلاك الدهون المشبّعة إلى الدهون غير المشبّعة والاتجاه نحو التخلّص من الدهون المفروقة
• زيادة استهلاك الفواكه والخضر والبقول والحبوب غير المنزوعة النخالة والجوز والبندق
• الحد من استهلاك السكاكر الحرّة
• الحد من استهلاك الملح (الصوديوم) من جميع المصادر وضمان احتواء الملح المستهلك على مادة اليود. ويجب النظر في هذه التوصيات لدى إعداد السياسات والتوصيات الغذائية على الصعيد الوطني، مع مراعاة الأوضاع المحلية.

العادات الغذائية
وتحسين العادات الغذائية لا يمثّل مشكلة فردية فحسب، بل مشكلة تعني المجتمع بأسره. وعليه فإنّه يتطلّب اتباع نهج سكاني متعدّد القطاعات والاختصاصات ويناسب الأوضاع الثقافية السائدة.
النشاط البدني هو كل حركة جسمية تؤديها العضلات الهيكلية وتتطلّب إنفاق كمية من الطاقة.
أمّا الخمول البدني (نقص النشاط البدني) فهو يحتل المرتبة الرابعة ضمن عوامل الاخطار الرئيسة الكامنة وراء الوفيات التي تُسجّل على الصعيد العالمي (6% من الوفيات العالمية). وتشير التقديرات إلى أنّ الخمول البدني يمثّل السبب الرئيسي الذي يقف وراء حدوث نحو 21% إلى 25% من حالات سرطاني القولون والثدي، و27% من حالات السكري، وقرابة 30% من عبء المرض الناجم عن مرض القلب الإقفاري.

ويمكن للبالغين، إذا ما مارسوا نشاطاً بدنياً بانتظام وبوتيرة كافية، من تحقيق ما يلي:
• الحدّ من مخاطر الإصابة بفرط ضغط الدم، ومرض القلب التاجي، والسكتة الدماغية، والسكري، وسرطاني الثدي والقولون، والاكتئاب، ومخاطر السقوط؛
• تحسين صحة العظام والصحة الوظيفية؛
• الإسهام بشكل مفيد في إنفاق الطاقة والتمكّن، بالتالي، من بلوغ توازن الطاقة والتحكّم في الوزن.
لا ينبغي الخلط بين مصطلحي "النشاط البدني"والتمرين". ذلك أنّ التمرين يمثّل فئة فرعية من النشاط البدني غالباً ما تكون مُنظّمة ومُنسّقة ومتكرّرة ومحدّدة الغاية بحيث يكون الغرض المنشود تحسين أو صون واحد أو أكثر من عناصر اللياقة البدنية. أمّا النشاط البدني فيشمل التمرين وأنشطة أخرى تنطوي على حركات بدنية وتتم في إطار اللعب والعمل والنقل النشط والأشغال المنزلية والأنشطة الترفيهية. وزيادة النشاط البدني من المشكلات التي لا تقتصر على الفرد، بل تشمل المجتمع بأسره. 

موقع العرب يدعو كافة الأطباء والصيادلة والممرضين وأصحاب الخبرة الواسعة في مجال الطب، الي إرسال مجموعة من المقالات التي تتعلق بالأمور الطبية علي مختلفها لنشرها أمام جمهور الزوار الكرام لما فيه من توعية ضرورية للزوار.لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الشخص المعني أو الطبيب، والبلدة وصور بجودة عالية على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة