الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 16 / أبريل 19:02

خلف قُضبان الحقّ - إهداء لغزة العزة: بقلم: رهام سمعان خوري من ابو سنان

كل العرب
نُشر: 29/11/12 17:25,  حُتلن: 20:17

هذه القصيدة دونت على خلفية المجزرة في غزة فجر يوم الاثنين 2012/11/19
واهداءً لضحايا حرب ال8 ايام.

 

أربعةٌ وسُتـــــــــــــــــونَ عامًا هُنا,
على تراب أرضنا نجُـــــوب بحذرٍ كالزّوارْ
أربعةٌ وستونَ عامًا هنا ودوافعنا بعيدة عنّا,
آمالنا هناك. بعكـــــــــس التّيار
أربعةٌ وستونَ عامًا نعيش مع عدوٍ محتار
عدوٌ يحوم بيننا, كالتـــــــــــــــــــــتار
عدو يَستترُ خَلفَ أقنعةٍ مُزيَّفةٍ, أَقْنِعَةِ أَلْمَسْكَنَةِ
قُبَالَ دُوَلٍ جِــــــــــــــــــــــــــوَارْ
عَدوٌ جَبَانٌ, عَدُوٌ يَسْفُكُ دَمَ أُنَـــــــــــاسٍ أَبْرِيَاءَ
وَأَطفَـــــــــــــــــــــــــــــالٍ صِغَارْ
عدوٌ تَعْلو هامته رايةَ الخبثِ والنُّذل,
رايةٌ ستنزلها غزة بكرامتها وشهامة الأحرارْ
عدوٌ لعينٌ, يلزمه التّهذيب بعصًا من سنديان,
عصًا لولبيٌا يضخّ الرّعب في عمقِ البحارْ


ثَلاثُة قَتلَى, وَعَدُوٌ شَرِس يَنْقَضُ عَلَى فَرِيسَتِهِ ,
وَيُوَسِّعُ مَسَاحَةَ أَلْإِنْفِجَــــــــــــــــارْ
ثلاثُة قتلى هنا, وغزةُ تهاتف بالّا يصل العدد
الى منزلة المئات, الآلآف وتكثر الأصفارْ
غزة..يا عويل أمّهات, أنين رُضَعٍ
سنابلَ قمحٍ, شتاءَ خوفٍ.. وسَكينَ ليلٍ لعاشقٍ يغارْ
حان الآن موعد زفافك بأسودَ قد لُطِّخ بدماءٍ
بكفنٍ يَلِف حول الجسدَ الهرمَ كلَ شبرٍ من أشبارْ
اخجل النظر اليك وسط صراخٍ ونحيبٍ
في زحمة الموكب اللاهوتي, فاقبلي مني الاعتذارْ
قتلاكِ قتلنَ في داخلنا الإحساسَ تِجاهَ عدوٍ
..قتلْنَ فينا نفَسًا يشهقُ غزةَ بالإستقرارْ
غزةُ يا قطعة الماس ويا نيروز ..لا تنزفي
واتركيني اضمد جراحك بايديَ واحلحل قيد الحصار
بقطعة قماش من ملابسي... بمنديل زينته دموعي,
ببلورٍ قد كوى الأعين وحاك حول المعصم سوار
طمئنيني عنك, وعن أبنائــــــك لاني راحلة,
أريحي تفكيري قبل غروبي, وقبل مجيء القطارْ


إرحلوا عنها, إرحلوا من ذاكرتها ومن ماضيها
ولا تحرقوا لوالدتي قلبــــــــــــــــــها بالنّارْ
بتّي في داخلي الليلة... وكل ليلة استرجع ألمك الدائم
اقتنص التوحد.... فأَهِمُ بتمزيع جمجمتي بالجدارْ
لم اعتد الوقوف مكتوفة الأيدي وسط حلبة صراعٍ وشجارْ
فاسمحي لي بقياس مساحة عجزي, تفاصيل انهيارك والدمارْ
كالعاجزة على كرسيٍ تهم بالوقوف, ثم تميل للوقوع
لا تجد كتفاً تتكئ عليه , فتجتاحهــــــــــا نوبة دُوار
ما يؤلمني أنّي هنا!! وانت هنــــــــــــــاك!!
سآتيك بذاتي بجرأتي بكبريائي, لأُعقّم ما لوثه الاشرارْ
وما عساني أخشى؟ وما عساني انتظر؟
فالترقب من بعيد هو أصعب انتظارْ
سآتي لامسح الآآآآه من صوتك الشجن
سآتي لأُنجدك, ولأُدوّي صفاراتَ الإنذارْ
سآتي لازرع الامل فيك, لأغرس ما افتقدت
من جبروتٍ, من أجيالٍ ومن اعمارْ
غزة يا مملكة اجدادي, يا دياري القادمة
اني آتية فيك واليك وبما اوتيت من اصرار


اعدُ شجر الزيتون, اعدُ الزعتر, النرجس والبرقوق
أنَّ لي فيك أهلاً, منزلاً وأدفأ موطنٍ ودارْ
أعدُ وجهك البشوش الذي تلاشى بين عسكرٍ وجرحى
بين هدهد يزعق في سماءِ قنوات الأخبارْ
اعدُ شوارعك شارعاً شارعاً, وحاراتك حارةً حارةً
اعد عصافيرك خلف قضبانِ الحقِّ بإعلاء السّتارْ
اعدك قبل انتهاء القصيدة وانتهاء اللغة, ان لي موعدَ عناقٍ معك
وورشة رش عطر من قناني عطوري, وابادة ما بات من غبارْ
عديني باول لُقىً, باولِ فنجانِ قهوةٍ عند مفرقٍ ودوّارْ
أن تتماسكي ..وأن يســـــــــــودَ خليجُك شعاعُ فنارْ


غزةُ يا رمح يندفع بقوةٍ, لكن قلبه الكبير يعجز القتل
, فعزائي لشهدائـــــــــــــــــــــــك الأبرار
غزة يا جرة ماء تبخّرَ كلُ ما فيها, فبقيت الجرةُ
الخاويةُ, تصلّي لقطرةِ ماءٍ وشروقِ نهارْ
حبي لك لم يكن حباً بما يشابه الحب
فقد كان سراً مكبوتاً ,ضريحًا وانتحــــار
سأقُصّك كرواية بدون تحديد الزمان والمكان
سأمضغك بين أسناني كرائحةِ مسكٍ, تأبى الأنشطارْ
كم من مرةٍ تفاديتُ ذكر اسمك فيما اكتب من اشعار
لئلا تنقبض عضلة القلب وجعًا وبالشرايين يجري اعصار


اتركي فينا مكانًا لإعلاءِ البسمة على شفاهكِ
من جديدٍ, لموسم حصادٍ وقطف ثمارْ
كلّي ايمان وثقةٌ انكِ ستعودي....فسـأحفظكُ
لحينها كملاكٍ ..كنصبٍ, وكأسمى تَذكارْ


ريهام سمعان خوري
ابوسنان
2012/11/22

 

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير علي العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة