الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 02:02

أخصائية التغذية الحيفاوية نانسي نعمة: النظام الغذائي الصحي يمنحنا الإشراق والطاقة

خاص بمجلة ليدي
نُشر: 15/11/12 15:11,  حُتلن: 13:14

نانسي نعمة:

لا توجد صعوبة بخفض الوزن للأطفال عادة ولكن أجد الصعوبة عندما لا يوجد مساعدة من الأهل لأطفال بحاجة إلى دعم معنوي وعاطفي في هذا الموضوع

السمنة من أمراض العصر وهي نوع من أنواع سوء التغذية وظاهرة مرضية خصوصًا في البلاد النامية حيث كانت نتاجًا لتغير نوعية الوجبات وتوفر الأطعمة المسمنة

حين تجتمع المعرفة مع الإرادة يكون التغيير نحو الأفضل، هذا ما حدث مع أخصائية التغذية الحيفاوية نانسي نعمة، التي استفادت مما تعلمته في كلية "reidman" للطب البديل، فهي أخصائية تغذية طبيعية مؤهلة في علاج الأمراض المزمنة عن طريق التغذية والأعشاب، وأيضًا مؤهلة في علاج رفليكسولوجيا وبالزيوت العلاجية (aromatherapy) ومسؤولة عن مجموعة دعم لتخفيف الوزن، تصحيح العادات الغذائية، مع نظرة جديدة لحياة مبنية على فهم صحيح للشخصية وعمل على الذات، وهي أيضًا مدربة برنامج رياضة جديد BOKWA، فهي تقدم بهذا التقرير النصيحة والمعرفة لكل من يطرق باب عيادتها في حيفا، فقد ارتبط اسمها بالصحة والرشاقة والوعي الغذائي.


نانسي نعمة

ليدي: ما أهمية المحافظة على نظام غذائي صحي؟
نانسي: أهمية المحافظة على نظام غذائي صحي هو تأمين الحماية من الأمراض الخطيرة، كأمراض القلب والسرطان والسمنة وما ينتج عنها من مشكلات صحية، له دور في إشراق الوجه والبشرة وفي زيادة الطاقة في الجسم وله تأثير على الأظافر والشعر والعضلات والعظام، يجب اتباع نظام غذائي صحي متوازن من أجل الحفاظ على صحة مثالية.

ليدي: ما هي المأكولات المفضل أن تتواجد بشكل دائم على موائدنا؟
نانسي: المأكولات المفضل أن تتواجد بشكل دائم على المائدة هي من جميع عناصر الهرم الغذائي يعني: النشويات في كل وجبة، ومن المفضل أن تكون من الحبوب الكاملة مثل الرز الأسود، الطحين الأسود، البقوليات، إدخال الخضار والفواكه، على الأقل 5 حصص في اليوم، على شكل أصناف طازجة أو مجمدة نيئة أو مطهوة، الحليب ومشتقاته بمعدل ثلاث مرات على الأقل، أسماك: من مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع على الأقل، لحوم أو بيض: مرة واحدة في اليوم كافية لتأمين الحصة المطلوبة، مواد دهنية قليلة: ومن الأفضل أن تكون نباتية المصدر، ماء بمعدل لتر ونصف على الأقل يوميًّا، الإعتدال في استهلاك الأصناف الغنية بالسكر، الملح والدسم.

ليدي: هناك عادات وسلوكيات غذائية خاطئة، ما أخطرها؟
نانسي: هناك العديد من السلوكيات الغذائية الخاطئة التي نتبعها يوميا ويجب الإقلاع عنها مثل: الحمية الغذائية لا تضر مطلقًا، هذا معتقد خاطئ، فتناقص الوزن بمعدلات متسارعة أكثر من 5،1 كغم يوميا، يزيد من إحتمالات الإصابة بالحصوات المرارية، كما أن الحمية الغذائية التي تزود الجسم بأقل من 800 سعرة حرارية يوميا قد تؤدي إلى اضطراب في عمل القلب. والمشروبات الغازية تساعد على الهضم، حيث تحتوي زجاجة المشروبات الغازية عادة على 50 ملغم كافيئين، 110 ملغم حامض الفسفوريك، غازات مضغوطة، 12 ملعقة سكر صغيرة، ماء، مكسب لون، وبالتالي فإن هذه المكونات مزعجة للكبار والصغار ولا تحقق لشاربيها فائدة، فمضار كثرة الكافيئين معروفة كإدرار البول وخفقان القلب ورجفة اليدين وقلة النوم، أما حامض الفسفوريك فإنه يزيد من حموضة المعدة وهو ذو تأثير حمضي شديد، وبسبب التركيز العالي للفسفور في هذا الحامض تزداد مخاطر اختلال التوازن بين نسبة الفسفور والكالسيوم، مما يؤدي إلى نقص خطير في الكالسيوم الضروري لبناء العظام، أما الغازات الصناعية المضغوطة فتسبب سوء الهضم، إذ تفتح عنوة بوابة المعدة السفلى ويذهب محتوى المعدة إلى الأمعاء، قبل إتمام عملية الهضم في المعدة ما يؤدي إلى التلبك وسوء الهضم، كما وأنه يفتح عنوة صمام المعدة العلوي مؤديًا بالطعام غير المهضوم والممزوج بالحوامض إلى المريء مسببًا الحموضة وحرقة الفوائد، أما محتواها العالي من السكر بتزويد الجسم بحوالي 250 سعرة حرارية، وهي ما يعادل تقريبًا السعرات الحرارية التي يزودها صحن رز كبير، مما يؤدي إلى السمنة وزيادة الوزن غير المرغوب بها، علمًا أن البعض يشرب حوالي عشر عبوات يوميًّا، لذا يوصى بعدم تناولها، أو تناول القليل منها إذا كان لا بد من المجاملة. يجب تناول الفواكه بكثرة بعد وجبة الطعام الدسمة، عند تناول الفواكه فإنها تمر بسرعة إلى الأمعاء الدقيقة وهي المكان الطبيعي لهضمها، في حين أن هضم وجبة الطعام التي تحتوي على بروتين ودهون يحتاج إلى الإستقرار لفترة من الوقت داخل المعدة كي تختلط مع الأنزيمات الهاضمة، وفي هذه الحال تظل الفواكه حبيسة بعض الوقت داخل المعدة مما يؤدي إلى تخمرها وتحولها إلى كحول، وهذا ما يفسر تشمع الكبد عند محبي التهام الفواكه بكثرة، خاصة بعد الطعام مباشرة، على الرغم أن أحدًا منهم لم يتناول قطرة خمر واحدة طول حياته.

ليدي: السمنة مرض العصر، كيف بإمكاننا تجنبها لدى الكبار تحديدًا؟ وما هي الطريقة الأنجح التي تتبعينها للتخلص من السمنة؟
نانسي: السمنة من أمراض العصر، وهي نوع من أنواع سوء التغذية، وظاهرة مرضية خصوصًا في البلاد النامية، حيث كانت نتاجًا لتغير نوعية الوجبات وتوفر الأطعمة المسمنة (التي تؤدي إلى السمنة)، والسمنة ليس كما يتبادر للذهن مشكلة تخص الكبار، ولكنها من مشكلات الأطفال الآخذة في الإنتشار. تجنبها لدى الكبار هي أن يتبعوا نظامًا غذائيًّا مناسبًا لكل شخص بشكل خاص، ولكن هذا لا يكفي، فعليه أيضًا تصحيح وتغييرعادات وأسلوب تغذية وأحيانًا تغيير نوعية غذاء، لكي يحصلوا على جسم نحيف وصحي. وتجنب السمنة هو الشغل على الذات، تحسين صورة الجسم، بيئة اجتماعية مشجعة للتخفيف من الوزن (مجموعة دعم لتجفيف الوزن)، تسجيل الغذاء والنوع الرياضة في مذكرات، الأكل كل ثلاث ساعات وتنويع الأغذية والإقلال من كميتها. الطريقة الأنجح في تخفيف الوزن هي تغيير العادات، تنظيم الأكل ووضع الصحة كهدف رئيسي لتخفيف الوزن وليس المظهرالخارجي كهدف.

ليدي: كيف بإمكانك إقناع الأطفال أن يطبقوا مسارك الغذائي خاصة أنك تتخصصين بخفض الوزن الزائد للأطفال أيضًا، هل هناك صعوبة في ذلك؟
نانسي: لا توجد صعوبة بخفض الوزن للأطفال عادة، ولكن أجد الصعوبة عندما لا يوجد مساعدة من الأهل لأطفال بحاجة إلى دعم معنوي وعاطفي في هذا الموضوع. طريقة علاج الأطفال هي تعاون كل أفراد العائلة لتشجيع ومساعدة الطفل في خفض الوزن وتغيير السلوكيات والعادات. العلاج السلوكي يتضمن تغيرات بالنظام الغذائي والرياضة، وكما ذكرت، تعاون ودعم الأهل. علاج الطفل عن طريق الأهل، والسبب هو أن الأهل هم المثل الأعلى للأطفال، فالطفل يقلد والديه بطريقة الطعام ونوعية الطعام التي تستهلك في البيت،  ومن أهم التغييرات وضع مخطط ذي أهداف قصيرة، تحديد وتنظيم أوقات وكميات الطعام، عند منح المكافأة مفضل أن لا تكون المكافأة طعامًا، تشجيع أكل الخضار والفواكهة، ونصيحتي للأهل الإصغاء لأولادكم والانتباه لطلباتهم ومشاعرهم كي لا يلتجئوا إلى الطعام كمفر لحل المشاكل.

ليدي: ما هي أهمية وجود أخصائية تغذية لمن يريد المحافظة على صحته؟
نانسي: أهمية وجود أخصائية تغذية لمن يريد المحافظة على صحته هي دعم وتوجيه صحيح لحياة صحية ومتوازية، وطبعًا توعية عن الصحة وتصحيح الأفكار والمعتقدات الخاطئة عن التغذية وإعطاء الإرشادات الصحيحة لكل من يتبع نظامًا أو إرشادات من أشخاص، الذين اتبعوا حمية أو وصفة وساعدتهم شخصيًّا، ولكن ليس بالضروري أن تساعد أشخاصًا آخرين. أهمية وجود أخصائية التغذية تشخيص مشكلة غير معروفة أو معروف عنها وإعطاء حل أو برنامج تغذية ملائم لهذه المشكلة أو المرض.

ليدي: يقال إن من يتبع نظام رجيم ليس مفضلاً أن يمارس الرياضة، صحيح؟
نانسي: غير صحيح، لا أحد يستطيع أن ينكر فضل الرياضة في إنقاص الوزن والحفاظ على رشاقة الجسم، ولكن دون إجهاد للنفس فالإجهاد غير مطلوب، والشعور بالألم بتعارض مع أي رياضة. ويجب أن لا ننسى أن الرياضة هي 20 % من إنقاص الوزن لكن التأثير كبير.

ليدي: ما هي الوجبات المفضل تناولها قبل الرياضة؟
نانسي: التغذية الصحيحة للرياضي تبني الأساس للمستويات الرياضية، فالبرغم من عدم وجود غذاء خاص لرفع مستوى أداء الرياضي فإن التغذية الخاطئة تؤدي إلى التعب المبكر، وإلى ضعف مستوى الأداء الرياضي، وإضافة إلى ذلك يمكن أن تؤدي التغذية الخاطئة إلى اضطرابات في الصحة العامة، والتي بدورها تضعف من أداء الرياضي. الوجبات المفضل تناولها قبل الرياضة هي الكربوهيدرات، بزمن يزيد علي الساعتين، حتى يمكن أن يستفيد منها الجسم، وأفضل أشكال تناوله هو الجلوكوز المذاب في الماء لأنه سريع الإمتصاص للدم، ويبدأ البنكرياس في إفراز الأنسولين لخفض السكر، ويتحول الزائد إلى جليكوجين في العضلات في خلال ساعتين تقريبًا، النسبة الموصى بها لإجمالي استهلاك السعرات الحرارية اليومية من الكربوهيدرات هي 65%، والكربوهيدرات المعقدة التركيب ينبغي أن يتم تناولها بنسبة أكبر من الكربوهيدرات البسيطة التركيب (السكريات) ونجد أن الكربوهيدرات المعقدة التركيب، متمثلة في البطاطس، الأرز البني، الفاصوليا المجففة، الفاكهة والخضراوات الطازجة والحبوب والخبز من الحبوب الخالصة، بالإضافة إلى أن الكربوهيدرات المعقدة التركيب تمد خلايا الكبد والعضلات بالجلوكوز والتي تختزن على هيئة جليكوجين (Glycogen) وتُحول إلى جلوكوز للاستخدام عند الاحتياج لها أثناء ممارسة الرياضة.

ليدي: كلمة أخيرة؟
نانسي: للبقاء بصحة سليمة ومعافاة، يستحسن اعتماد الحمية الغذائية المنوعة والمتوازنة، التي تشتمل على كل الأطعمة المتوافرة في الأسواق، مع التركيز خصوصًا على الفاكهة والخضار والسكريات البطيئة، والابتعاد قدر الإمكان عن السكريات السريعة. لا شيء ممنوع في الحمية الغذائية الصحية، ولكن يجب استهلاك كل شيء باعتدال. عند الالتزام بقواعد النظام الغذائي الصحي وممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم، يفترض أن تبقى الصحة سليمة ومعافاة من دون خطر التعرض للأمراض الغذائية.

مقالات متعلقة