الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 11:02

فترة المراهقة مرحلة انتقالية وليست أزمة وعلى لأهل التعامل معها برفق وصبر

أماني حصادية -
نُشر: 15/11/12 12:51,  حُتلن: 14:40

مثالية المراهق تجعله يبني تطلعات سامية إلى عالم كامل من دون ظلم ولا بؤس ثم يصر على أن يطابق الواقع مع هذا العالم المثالي

المراهق يهتم بشكل مبالغ فيه بأفكاره ومظهره وتصرفاته وكأنه دومًا على خشبة المسرح مقتنعًا بأنه محط أنظار واهتمام الجميع ومن هنا يمضي الوقت الطويل في استكشاف نفسه 

تحدثنا في المرة الماضية من سلسلة "فترة المراهقة مرحلة انتقالية وليست ازمة" عن الطبيعة التي تتسم بها هذه المرحلة الإنتقالية، أما في هذا الجزء فنستعرض أهم التغييرات في تصرفات المراهقين. توضح الدكتورة ويتا مرهج، أستاذة علم النفس في الجامعة الأمريكية ببيروت، فى كتابها "أولادنا من الولادة حتى المراهقة" أن تطورًا فكريًا جوهريًا يطرأ على المراهق، كما تطرأ عليه تغيرات جسدية عديدة مما يؤثر على تصرفاته، ويجب على الأهل ألا يسيئوا فهم هذه التصرفات التي قد تبدو في معظمها سلبية ومزعجة، بل أن يفهموها في إطار افتقار المراهق للخبرة الكافية في التعامل مع التغيرات الجديدة التي تطرأ عليه.


صورة توضيحية - تصوير: Thinkstock

ومن أهم هذه التصرفات التي تلاحظ على المراهق:

الجدل والمناقشة
بعدما كان صغيرًا يسمع "الكلام" ويقتنع بكل ما يقال له أصبح الآن مناقشًا ينظم الأفكار وكأنه محام يدافع عن قضية، فلا يكتفي بجواب بسيط ومباشر لأسئلته بل يريد ألف حجة، وغالبًا لا يقتنع بها بل يناقضها جميعًا بل أحيانًا يناقش فقط للمناقشة، وعلى الأهل أن يدركوا أنه طالما بقيت هذه المناقشات مركزة على موضوع الحوار مع الوالدين أو أحدهما ولا تنتهي بشجار أو عراك يؤذي كلا الطرفين، فإنها تسهم في الإسراع بعملية التطور عند الشاب أو الفتاة، فمن خلال هذه المناقشات للقوانين والقيم العائلية يصبح المراهق أكثر إدراكًا لهذه القيم ولأسباب وجودها، ويتبنى الكثير منها لاحقًا فى حياته.

التمحور حول الذات
يهتم المراهق بشكل مبالغ فيه بأفكاره ومظهره وتصرفاته وكأنه دومًا على خشبة المسرح، مقتنعًا بأنه محط أنظار واهتمام الجميع، ومن هنا يمضي الوقت الطويل في استكشاف نفسه في الحمام وأمام المرآة، متخيلاً أن كل شخص في محيطه يرقبه بحذر، وهذا يفسر سر تأثره بانتقادات الآخرين وظهور الخجل الشديد في بعض الظروف الإجتماعية، ولذلك فإن أية ملاحظة سلبية من قبل والديه أو معلميه أو حتى الأصدقاء تؤلمه بشدة، لذلك ننصح الأهل بأخذ ذلك بعين الإعتبار، وعدم توجيه اللوم أو الإنتقاد اللاذع للإبن المراهق أمام الآخرين، بل التحدث معه على انفراد بتروٍ وصراحة. ويشعر المراهق أيضًا بأهميته المتزايدة، فهو مميز وفريد ويستطيع أنت يرى نفسه في أعلى قمم المجد كما في أدنى مستويات اليأس، وهذا يفسر طموحات المراهقين التي تتناقض مع الحياة العائلية الإعتيادية الروتينية والمملة بنظرهم، والتي لا يوجد بها من يحس بهم أو يفهمهم.

المثالية والنقد
مثالية المراهق تجعله يبني تطلعات سامية إلى عالم كامل من دون ظلم ولا بؤس، ثم يصر على أن يطابق الواقع مع هذا العالم المثالي، لذلك لا يتحمل تفاعلات الحياة اليومية وهذا ما نسميه الفجوة بين الأجيال: جيل الوالدين وجيل المراهق، وهذه الفجوة تخلق الكثير من التوتر في العائلة فيصبح الفتى دائم النقد لأهله وإخوته الذين لا يطابقون العائلة المثالية التي يحلم بها. إن كل الملاحظات المؤلمة التي يوجهها المراهق لأهله قد تبدو بغيضة وغير مناسبة ولكن لها محاسن على المدى البعيد، حيث يتعلم المراهق أن للناس حوله نقاط ضعف ومواطن قوة. فعلى الأهل مساعدة أولادهم في صياغة توازن أكبر بين المثالي والواقعي، ويتم ذلك من خلال تحملهم الصبر لهذه الإنتقادات مهما كانت لاذعة، وتذكيرهم بأن كل الناس ومنهم هؤلاء الأولاد هم مزيج من الفضائل والنواقض.

موقع العرب يتيح لكم الفرصة بنشر صور أولادكم.. ما عليكم سوى ارسال صور بجودة عالية وحجم كبير مع تفاصيل الطفل ورقم هاتف الأهل للتأكد من صحة الأمور وارسال المواد على الميل التالي: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة