الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 24 / أبريل 18:02

ميلاد الظهور الأول/ بقلم: المهندس ياسين عبد الكريم الرزوق

كل العرب
نُشر: 31/10/12 21:49,  حُتلن: 14:24

من فَناء العدم
نبتت أسطورة الخلق و الوجود
وبدأت تكبر و تكبر في أقبية الخفاء
وحينما اشتدَّ عودها و تجذَّرت في تراب القحط والجفاف
وقويَ عظمها في شمس التصحُّر
أعلنت للعالم ميلاد الظهور الأول
خارجة من خواء الأساطير
ومن هسيس الخوف في عروق الكلام
وبدأت تقدِّم نفسها في جمود الانتظار
معلنة ً بشجون اسم الحقيقة بصوت الوجود
فخرجت لها زواحف الأرض من أوكارها
تدبُّ دبيب الجوع
وفي فمها عاصفة ٌ من ريح الفريسة
وفي رحلتها تنسلخ جلود التوقُّعات
لِتتفاجأ بلحم الحقيقة المر وعظمها القاسي
وشراستها في صون ميلادها المنتظر
عندها كثرت في وجه الحقيقة المخلوقة لدغات إبليس
مجنِّداً ضدَّها موتى القبور
التي ما فتئت تسير عمياء
بقدمي حياةٍ منفوخةٍ ببوق الشرِّ المستطير
من روح إبليس الملعونة
فتشوَّشت أمام عينيها مساحة الدفاع الصائن
وزاغت عيناها بحِيرة الاستمرار
و كادت أن تفقد العزيمة الواثقة
لولا أن اجتاحت فكرها المخنوق
أنفاسُ التضحية المنعشة
فاستعادت تدريجيَّاً نبرة العلوِّ و السموّ
بعد أن سقطت هنيهات ٍ في فخِّ الصوت المبحوح
بزكام الهزيمة اليائسة
وقامت بفرك عينيها من جديد
وزمجرت بطبائع الفرسان التي تغلب عليها
ونفثت الخوف والرعب في كعكة القسمة والمصالح الكبرى
بل أمطرتها بحفناتٍ من تراب التمرُّد
وعندما بدؤوا بقضمها قضمة ً تلو أخرى
أحسُّوا بوجع الوليمة وشظف عيشها
على الرغم ممَّا زخرفها من فواكه
وما تبعها من مشروبات الروح الملكيَّة
وهنا كانت نافذة القدر مفتوحة ً على مصراعيها
فانتقلت سموم إبليس على بساط شيطانٍ من شياطين الأعاصير
لِتدخل الآذان والأنوف والأفمام
فتسقطهم صرعى مواقفهم مشدوهين
تحت أنَّات الزئير المتألم
وتناثرت هياكل الموتى من حول مخلوق الحقيقة راجعين إلى أجداثهم
بعد أن فارقتهم لعنة إبليس الذي سقط مقتولا بلدغات الزواحف الجائعة
فما كان من حقيقتنا المنتصرة
إلا أن سطَّرت أبجديَّة الكرامة العائدة
وأصدرت وثيقة العيش المشترك الصارمة
واقتلعت عينَ إبليس من مكانها
ومن ثمَّ فقؤوا العين الأخرى
بعد كلِّ هذا أكملت حقيقة الخلق الصالحة
حياتها عامرة ً في حضن الأمان النبيل

حماة

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة