الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 23 / أبريل 10:01

وما العيد إلا تضحية وعطاء/ بقلم: د. سلمان خير

كل العرب
نُشر: 25/10/12 09:26,  حُتلن: 15:23

د. سلمان خير في مقاله:

العلاقات العامة التي كانت تسود بين الناس أسها الاحترام والثقة المتبادلة تتلاشى في هذا الزمن المادي

العيد هو مناسبة حقيقية لمحاسبة الذات وللحد من الرواسب السلبية التي قد تجد لها مكانا آمنا في اذهاننا وسلوكنا

جل ما يقلقني حقا تلك الأعمال الدخيلة على مجتمعنا من أعمال عنف مستشرية دون رادع وأضحت للأسف الشديد تجثم على انفاس بعض منا وتجد مكانها بيننا

لكل منا مناسبات عدة وعديدة، منها الخاص ومنها العام، ولكل منا آراؤه ورؤاه بما يخص تلك المناسبات، بالذات العامة منها التي عادة ما تكون أعيادا ذات طابع ديني. فالبعض ينتظرها بشوق وحنين ويحدث عنها وكأنها مناسبة فريدة ومميزة ويحتفي بها حتى للمرة الاولى في حياته، والبعض الأخر عادة ما تتغير افراده بموجب أحداث أو تغيرات وقعت معه، قد يندب حظه ويتباكى على الماضي كيفما كان حسب اعتقاده افضل من اليوم، سيما وأن العلاقات العامة التي كانت تسود بين الناس أسها الاحترام والثقة المتبادلة التي كادت تتلاشى في هذا الزمن المادي.

لكل فعل ردة فعل
من البديهي والمعلوم أن " لكل فعل ردة فعل " إما في السلبي وإما في الايجاب، فالتطور الحاصل في مجالات علمية عدة، منها " عالم أو عالمية الإنترنت " على سبيل المثال وليس الحصر، قد يؤثر على علاقاتنا الاجتماعية ويبدد رويدا رويدا تلك الاوقات المستفيضة التي خصصها احدنا للآخر.

الرأفة والطمأنينة
إن جل ما يقلقني حقا تلك الأعمال الدخيلة على مجتمعنا من أعمال عنف مستشرية دون رادع، وأضحت للأسف الشديد تجثم على انفاس بعض منا وتجد مكانها بيننا وكأنها جزء من حياتنا اليومية أو حتى من تراثنا، وهذا بحد ذاته كفيل أن يزيل الرأفة والطمأنينة منا، وأن يبعد عنا حتى البهجة الحقيقية من هذا العيد أو ذاك.

التعالي عن الضغائن
ومع هذا كله يجب علينا جميعا على حد سواء أن نشحذ الهمم وأن نتعالى عن الضغائن التي افرزتها " معارك " الانتخابات المحلية والتي بحد ذاتها تكون رافدا اساسيا في عدم علاقاتنا الوطيدة كما كانت في ازمان غابرة، ومن ثم أن نتكاتف ونتعاضد بالخير فيما بيننا للحيلولة من استفحال مثل تلك الأعمال المضنية فكريا، علينا بهذا نعيد لأنفسنا أزرا من هداوة البال، وللعيد بهجته ورونقه. فالعيد هو مناسبة حقيقية لمحاسبة الذات وللحد من الرواسب السلبية التي قد تجد لها مكانا آمنا في اذهاننا وسلوكنا، ومن شأنها أن تسيء أو تؤذي الأخرين أو تدحض وتبعد علاقاتنا الحميمة حتى القريبة منها. وما العيد إذا : إلا تضحية وعطاء.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة