الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 24 / أبريل 07:01

الشباب والسرطان الاجتماعي احتراف أم انحراف ؟/بقلم: جميل أبوخلف

كل العرب
نُشر: 24/10/12 20:03,  حُتلن: 15:01

جميل أبوخلف في مقاله :

عندما نتحدث عن الشباب فإنما نتحدث عن كنز تملكه الأمة وأمل المستقبل 

يبقى السؤال مطروحاً ينتظر الإجابة وهو هل إعجاب الشباب بسلوكياتهم وتصرفاتهم المختلفة هو احتراف وعمل فني أم انحراف

عوامل كثيرة قد تساهم في انحراف الشباب منها سوء التوجيه وقلة الرعاية والتفكك الأسري إضافة إلى أسباب أخرى تجعل الشاب ينقلب بتصرفاته وسلوكياته عن الطريق المستقيم

إذا كان انحراف الشباب آفة تعاني منها المجتمعات فلماذا لا يولي مسئولو المجتمع أهمية قصوى في حماية الشباب من الانحراف

لا شك أن انحراف الشباب لا يأتي فجأة ولا يكون من فراغ إنما هناك عدة أسباب اجتماعية وتربوية واقتصادية وغيرها والتي تكون سببا مباشرا أو غير مباشر إلى الانحراف

هناك مسؤولية تقع على الوالدين في البيت وهناك مسؤولية تقع على المؤسسات التعليمية في إكساب الشباب القيم والأنماط السلوكية وأساليب تحقيق الأهداف 

مسؤولية الانحراف تقع على الفرد المنحرف أيضاً من خلال انخراطه في صفوف الشباب المنحرف وينبغي عليه تحصين نفسه وبمساعدة ذويه من الذهاب إلى الأماكن المشبوهة وعدم دخوله للبيئة الملوثة

على المدرسة تخصيص مواضيع مخصصة من أجل النهوض بالشباب إلى بر الأمان وإخراجهم من وحل الانحراف وينبغي أن يكون هذا ضمن المنهاج التعليمي وضمن خطة مدروسة ومحكمة في غرس القيم المختلفة لدى الشباب

لم أختر الكتابة أو التحدث عن المجتمع بأسره وإن كان فيه ما يكفي للتكلم عن آفات وعادات سلبية وأمراض اجتماعية تحتاج الى علاج ، ولكن وقع اختياري هذه المرة للتحدث عن شريحة أو فئة عمرية من هذا المجتمع وأسلط الضوء ما أمكنني عليها علّي أحاول وأساهم ولو بالقليل بدفع هذه الفئة نحو حياة أفضل ،ومستقبل أفضل ليضيء من خلاله مساحات شاسعة من الظلم والظلمات ، وهذه هي شريحة الشباب.

إننا وعندما نتحدث عن الشباب فإنما نتحدث عن كنز تملكه الأمة وأمل المستقبل وذلك أن فترة الشباب هي أثمن الفترات في حياة الإنسان لما فيها من أهمية من حيث العمل والإنتاج، ومن حيث التحصيل العلمي والاقتصادي ، وهي المرحلة التي تعتمد عليها الأمم في بناء المجتمع المتحضر وبناء الأوطان، ولكن يبقى السؤال مطروحاً ينتظر الإجابة وهو هل إعجاب الشباب بسلوكياتهم وتصرفاتهم المختلفة هو احتراف وعمل فني أم انحراف ؟ وان كان الجواب هو انحراف بإجماع المجتمع فمن المسئول عن هذا المرض الاجتماعي أو السرطان الذي يتفشى في جسد هذا المجتمع ؟.

ما هو الانحراف إذن ؟
إن الانحراف هو كل عمل أو جريمة تخالف القانون والأعراف، فمن أشكال الانحراف هو ارتكاب أعمال سرقة أو جريمة أو إيذاء للغير أو أي عمل آخر يضر بسلامة وأمن المجتمع .

لماذا ينحرف شبابنا عن جادة الصواب ؟
عوامل كثيرة قد تساهم في انحراف الشباب منها سوء التوجيه وقلة الرعاية والتفكك الأسري إضافة إلى أسباب أخرى تجعل الشاب ينقلب بتصرفاته وسلوكياته عن الطريق المستقيم إلى قعر الوادي العميق المليء بالفتن والمصائب والمعاصي تماماً كانقلاب السيارة عندما يفقد سائقها السيطرة عليها لأي سبب من الأسباب . لطالما حاولنا تشخيص هذا المرض ، ولا أظن بأنني أبالغ إن وصفته بأخطر أنواع المرض فلا بد من البحث عن الدواء الذي بواسطته نستطيع التخفيف من نسبة انتشاره في جسد هذه الأمة وأن كان هدفي الأسمى والأكبر هو إجراء عملية استئصال بالكامل لهذا المرض ولكن هيهات هيهات إن كان حقاً هناك أطباء أكفاء وذوو مهارة وخبرة يستطيعون إجراء مثل هذه العمليات !!

أين الأطباء
أين الأطباء ؟ هذا هو السؤال المركزي والمحيّر وهذه هي مصيبة المصائب، فهل حقاً يوجد أطباء قديرون ليعالجوا هذه الأمراض أم أنه كما عجز الطب عن معالجة السرطان الحقيقي عجز أيضاً مسئولونا عن معالجة السرطان الاجتماعي الذي اّخذ بالانتشار في كل مكان ؟! .
فإذا كان انحراف الشباب آفة تعاني منها المجتمعات فلماذا لا يولي مسئولو المجتمع أهمية قصوى في حماية الشباب من الانحراف ؟ وإذا اتفقنا جميعاً أن ظاهرة الانحراف بأنواعه أقل ما يقال عنها أنها تعادل مرض السرطان بالقيمة بل وأكثر (لأن السرطان يقتل جسما واحدا ولكن الانحراف يقتل أجسادا كثيرة وأعدادا كبيرة في المجتمع ) فلماذا لا يكون شغلنا الشاغل وفي سلّم أولوياتنا تربية وتوجيه وإصلاح هذه الشريحة من المجتمع وهم الشباب والذين هم بمثابة العمود الفقري للأمة كلها ؟
هناك العديد من الشباب نراهم قد انخرطوا في عصابات سرقة السيارات وبيع المخدرات وبيع السلاح وحيازته واستعمال العنف وغيره من أشكال الانحراف المرئي للعيان أو غيره ، فلا شك أن انحراف الشباب لا يأتي فجأة ولا يكون من فراغ إنما هناك عدة أسباب اجتماعية ،تربوية، اقتصادية وغيرها والتي تكون سببا مباشرا أو غير مباشر إلى الانحراف .

هل هناك تقاسم في الوظائف أو المسؤوليات لكل فرد منا ؟
كلنا مسئولون وكلنا سنسأل أمام الله ، ومن جانب أبنائنا أنفسهم وهم ينادوننا من أعماق بحار الظلم والجهل الذي يغرقون فيه ؛ نعم أنا مسئول وأنت مسئول وكل من موقعه ووفق مقدرته وكفاءاته، فهناك مسؤولية تقع على الوالدين في البيت ، وهناك مسؤولية تقع على المؤسسات التعليمية في إكساب الشباب القيم والأنماط السلوكية وأساليب تحقيق الأهداف والتي تساعد على النجاح في الحياة، وفشل المدرسة في تأدية هذا الدور قد يؤدي بالضرورة إلى عدم القدرة على تحصيل الأهداف المختلفة وبالتالي إلى الانحراف والجنوح نحو الأعمال الإجرامية .

مسؤوليات تقع على وسائل الإعلام
هناك مسؤوليات تقع على وسائل الإعلام في انحراف الشباب من خلال عرض الأفلام البوليسية ، ومن خلال نشر مواضيع وقصص مثيرة تساعد على الانحراف وإفساد الأخلاق وخاصة لدى المراهقين ، فحري بالمسئولين عن وسائل الأعلام (الرسمية وغير الرسمية) أن لا تقدم مثل هذه العروض التلفزيونية كي لا تشعل نار العنف والانحراف وما يثير الغرائز ، فأجدر بهؤلاء المسئولين أن يعدلوا أو حتى يتوقفوا عن بث مثل هذه المشاهد .

الفرد المنحرف
إن مسؤولية الانحراف تقع على الفرد المنحرف أيضاً من خلال انخراطه في صفوف الشباب المنحرف خاصة مع المنحرفين ذوي السوابق في هذا المجال وينبغي عليه تحصين نفسه وبمساعدة ذويه من الذهاب إلى الأماكن المشبوهة وعدم دخوله للبيئة الملوثة حيث يتواجد المنحرفون .
بما أن الشباب يمثلون غالبية المجتمع وهم عبارة عن العمود الفقري له فلا بد أن تكون مسؤوليتنا كبيرة تساوي حجم الآفة أو المشكلة وتكون أكبر بكثير مما هي عليه ألاّن تجاه هذا الكنز الثمين، ويجدر بنا أن نوجه لهم اهتماما كبيرا وخاصا من أجل تهيئتهم وتربيتهم وتنشئتهم بشكل جيد وأفضل مما هم عليه، وعليه فانه كما أسلفت فان للأسرة دورا فاعلا في احتضان هؤلاء الشباب لأن الأسرة هي عبارة عن المدرسة الأولى للطفل الذي سيصبح شابا في الغد القريب، فلا يجب التقليل من دورها الفاعل والهام تجاه الشباب .

مسؤولية المدرسة
وإن على المدرسة تخصيص مواضيع مخصصة من أجل النهوض بالشباب إلى بر الأمان وإخراجهم من وحل الانحراف وينبغي أن يكون هذا ضمن المنهاج التعليمي وضمن خطة مدروسة ومحكمة في غرس القيم المختلفة لدى الشباب مثل العدل والعفة وتحمّل المسؤولية والتضحية وغيرها . ومن ضمن قائمة المسئولين عن انحراف الشباب وتوجيههم نحو الطريق المستقيم هم أئمة المساجد حيث ملقى على عاتقهم أيضاً غرس قيمة التسامح والتراحم والاحترام والمثل وغيرها.
إن ظاهرة الانحراف لدى الشباب خاصةً خطيرة جداً وقد تؤدي الى هدم أركان الأسرة وبالتالي إلى هدم المجتمع بأسره لذا وأمام هذه التحديات الكبيرة وأمام هذا المرض الخطير (وهو الانحراف) لا بد لنا من مضاعفة مسؤولياتنا وليحاول كل مسئول لعب دور الطبيب الماهر من أجل استئصال هذا المرض الخبيث من جسد الأمة حتى نستطيع النهوض من جديد واللحاق بالأمم الأخرى ونكون في طليعتهم من حيث التطورات العلمية والصناعية وغيرها ونكون خير أمة أخرجت للناس .

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة