الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 21:01

عزيزتي الأم: فقدان الصبر بعد يوم شاق قد يؤذي طفلك فانتبهي جيدا

أماني حصادية -
نُشر: 18/10/12 09:56,  حُتلن: 15:25

عليك أن تعرفي سيدتي أن إيقاع طفلتك ليس بمستوى إيقاعك نفسه خصوصاً إذا كانت فوضوية وأنت لا تتحملين هذا الاختلاف في شخصيتكما

عندما تصبحين هادئة وتعرفين أن طفلك لم يكن يستحق العقاب عليك أن تتحدثي إليه وتعترفي له بذلك ولكن دون أن تبالغي في اعتذارك وتحولي الموقف إلى دراما 

تفقد بعض الأمهات صبرهن بعد نهار طويل يشوبه التوتر إما بسبب العمل أو بسبب مشاغل المنزل، فتصب الأمهات هذا التوتر على أبنائهن، فأحياناً يصرخن فى وجوههم أو يعاقبونهم فى الوقت غير المناسب ومن دون سبب وجيه. ويرى الإختصاصيون أن رد فعل الأم القاسي أحياناً على تصرف طفلها الذي تحبه كثيراً يشعره بالإهانة لأنه ليس لديه القدرة على فك رموز سلوك والدته الغامض، وفي المقابل تشعر الكثير من الأمهات بالأسف بعد أن يدركن أن غضبهن لم يكن في محله ويسألن الإختصاصيين عن الطريقة المثلى لكبته.


صورة توضيحية - تصوير: Thinkstock

عندما أعود إلى المنزل بعد نهار طويل من العمل وأكتشف أن ابنى لم ينه فروضه المدرسية أحرمه من مشاهدة التلفزيون، وإذا لم يرتب ثيابه ويضعها فى الخزانة أمنع عنه الكمبيوتر، ألست أبالغ فى عقابه على هذه الأخطاء الصغيرة؟

عقاب الأم
عموماً يكشف عقاب الأم المستمر لطفلها عن شعورها بالعجز أمام متطلبات الحياة اليومية والتي تبدو أنها لا تسير كما ترغب، ويؤدي شعورها بالغضب من نفسها بسبب عدم قدرتها على تسيير الأمور كما تريد إلى صبه على أبنائها أو المقربين منها، فهي تظن في اللاوعي أنها تسيطر على زمام الأمور التي لا تستطيع الإمساك بها، والطفل يكون الهدف الأول والأسهل الذي تصب عليه غضبها، وفي مقابل هذا الظلم الذي يلحق بالطفل يمكن أن يراوده شعور بأن الراشدين غير موثوق بهم، وبالتالي لا يعودون محل ثقته، مما يوتر العلاقة بين الطفل وأمه.

الحل السليم
عندما تصبحين هادئة وتعرفين أن طفلك لم يكن يستحق العقاب عليك أن تتحدثي إليه وتعترفي له بذلك، ولكن دون أن تبالغي في اعتذارك وتحولي الموقف إلى دراما، فالإعتراف يعزز لديك ولدى طفلك أيضاً الشعور بالارتياح. يمكنك أيضا أن تضعي لائحة بالتصرفات التي يجب المعاقبة عليها، على أن تعودي إليها في كل مرة تشعرين بالتوتر، مما يخفف عنك وطأة الندم لمبالغتك في عقاب طفلك.

فقدان الصبر
تريد طفلتي أن تساعدني ولكنني أفضل إنجاز الأمور وحدي، لأنها ليست سريعة أو لأنها لا تنجز العمل المطلوب منها بشكل جيد، وكما أتوقع مما يشعرني بالغضب.

ايقاع الطفل
عليك أن تعرفي سيدتي أن إيقاع طفلتك ليس بمستوى إيقاعك نفسه، خصوصاً إذا كانت فوضوية، وأنت لا تتحملين هذا الاختلاف في شخصيتكما، وربما تشعرين بالذنب لأنك لا تحترمين حاجاتها، أو لأنك لا تمنحينها الوقت الكافي لإنجاز ما تطلبينه منها. في المقابل، تشعر ابنتك بأنها سوف تخفق في العمل الذي أوكلته إليها فلا تحاول إنجازه، مما يجعل تقويمها لقدراتها ضعيفاً وبالتالي تفقد الثقة بنفسها، فتظن أنها دون طموحك وتوقعاتك.

الحل السليم
لا تطلبى منها القيام بأمور تعرفين مسبقاً أنها عاجزة عن إنجازها أو تتطلب منها وقتاً طويلا لتنفيذها، ولكن عندما يكون لديك وقت استغليه لتعليمها تنفيذ الأمور بالطريقة الصحيحة، فهي تتعلم بشكل أسرع إذا كنت في مزاج هادئ مما يجعلكما تمضيان وقتاً ممتعاً ولحظات رائعة عند القيام معاً ببعض الأمور.

وضع الحدود والرغبة في التوبيخ
رغم أنني أوبخ ابني فهو لا يقوم بما أطلبه منه مما يجعلني أصل إلى مرحلة صفعه، لأنه لا يطيعني ولا يستمع إلي.

صفع الطفل
يستعمل الكثير من الأهل الصفع لردع الطفل عن تصرفاته السيئة، فبعضهم يرى أن صفعة صغيرة لها أثر إيجابي، ولكن لا يجوز إطلاقاً استخدام الصفع كأساس للتربية، وإذا كان لا بد منه يمكن للأم أن تصفع طفلها على يده بلطف إذا كان على وشك الاقتراب من شيء يؤذيه، ويجب استعمال هذه الطريقة إذا كانت الحل الوحيد والأخير. ولكن هذا الإنتقال من التوبيخ الكلامي إلى الضرب مؤشر لأن الأزمة بينك وبين طفلك وصلت إلى حائط مسدود، فكل شيء صار يُحل من خلال العنف الجسدي لأنه لم يعد في مقدورك جعل رد فعلك عقلي ولا تجدين الكلمات التي تتواصلين بها مع طفلك. لذا فإن الفعل الجسدي أصبح محل الكلمات، وفي المقابل يشعر طفلك بالخوف مما يدفعه للتصرف بالطريقة نفسها، فكلما زاد العقاب الجسدي للطفل فإنه سوف يحل مشكلاته بالعنف الجسدي أيضاً، ويصبح أقل قدرة على حلها بالكلام، وبالتالي يصبح عنيفاً مع أترابه والمحيطين به.

موقع العرب يتيح لكم الفرصة بنشر صور أولادكم.. ما عليكم سوى ارسال صور بجودة عالية وحجم كبير مع تفاصيل الطفل ورقم هاتف الأهل للتأكد من صحة الأمور وارسال المواد على الميل التالي: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة