خالد منصور نصار والد الشهيد علاء نصار:

قاتل ابني هو حر طليق ولم يتلقَ أي عقاب حتى أنه تم اغلاق ملفه وتبرئته من الجريمة

عندما أكون متعبا آتي الى قبر ولدي فلذة كبدي الشهيد علاء فأستريح هنا حيث الطهارة والنقاء

هذه دولة اسرائيل هكذا تعامل مواطنيها فهي استعملت القتل وبهذه الطريقة اعتقدت أن تكون رادعا حتى لا تتكرر

أتألم كثيراً عندما تتقاتل الأحزاب العربية على أمور شكلية بسيطة مثل الأعلام والهتافات والتصريحات

أتوجه لجميع الأحزاب أن تكون المسيرة تحت علم واحد يجمع الجميع فيكون الأمر أفضل وأقل صداما بين الناس

لن يهدأ لنا جفن وقاتل ابننا لم ينَل عقابه ولا يمكن أن نغفر وننسى وكأن شيئاً لم يكن والقاتل سيأخذ عقابه إن شاء الله عاجلا أم آجلاً

التقى مراسل موقع العرب وصحيفة كل العرب خالد منصور نصار والد الشهيد علاء نصار ابن بلدة عرابة البطوف شهيد هبة القدس والأقصى عام 2000، الذي ارتقى الى العلياء مع زميله الشهيد أسيل عاصلة إثر رصاصة في صدره. وقال الوالد خالد نصار: "منذ تاريخ استشهاد ابني علاء لم يتغير شيء فمنذ 12 عاما حتى اليوم، أزور ضريحه يوميا وأقرأ له الفاتحة والسور القرآنية واكاد لا أفارقه ولو يوما واحداً، فعندما أكون متعبا آتي الى قبر ولدي فلذة كبدي الشهيد علاء، فأستريح هنا حيث الطهارة والنقاء، وفي كل زيارة لي أروي الأشجار من حوله، وأنا مواظب على بيت ابني الشهيد، وشأنه شأن كل شاب كان يطمح بالزواج وأن يكون له ابناء ولو كان كذلك لكان من حولي الاحفاد، وهذه مرارة صعبة جداً، وأشتاق اليه كثيراً ولكني أرتاح عندما أزوره هنا".

وتابع الوالد حديثة بحرقة قائلا: "ابني قتل ظلماً وعدواناً، قتل بشكل اغتيال، وعن طريق العمد، إذ لم تأتِ صدفة أو عفواً، وكذلك الأمر مع جميع الشهداء الذين قتلوا في هبة القدس والأقصى، فهم قتلوا قصداً، وأصيب ابني في صدره، برصاصة قاتلة، التي تدخل في الجسم فتتفجر فيه، أي عن عمد، فلو كان عكس ذلك لما استخدموا الرصاص الذي يتفجر بجميع أنحاء الجسم، فهكذا يكونوا متأكدين من موت الشخص الذي أصيب".

هبة القدس والأقصى
وأضاف والد الشهيد علاء منصور: "كان ادعاء الشرطة في هبة القدس والأقصى أنهم كانوا يطلقون الرصاص في المواقع السفلى من الأجساد، ولكنه لم يصاب أحد في المواقع السفلى، فالشهيد أسيل عاصلة أصيب في رقبته، والشهيد عماد في رأسه، ووليد في ظهره، فجميعهم أصيبوا في النصف الأعلى، أي انهم أصيبوا عمداً، ونحن لسنا متأسفين لأن أبناءنا وقعوا ضحية دفاع عن القدس والأقصى، ونحن مستعدون أن نضحي بأكثر من ذلك لأجل الأقصى، ولكن الطريقة التي استشهد فيها ابناؤنا لم تكن طريقة عادية لأنهم هبوا، وانما هبتهم لأجل الحياة التي عاشوها، فهم لم يعيشوا في وضع مريح، وعبروا عن استيائهم، بموجة غضب من الوضع الذي عاشوا فيه من الكبت والاذلال. هذه دولة اسرائيل، هكذا تعامل مواطنيها، فهي استعملت القتل وبهذه الطريقة اعتقدت أن تكون رادعا حتى لا تتكرر".

والد الشهيد علاء منصور قرب ضريح إبنه

لا نعتب على الوسط العربي
وأضاف نصار:" لن أتهم الوسط العربي، فهو يعيش في ظروف صعبة جداً، وهنا في بلدة عرابة في يوم الذكرى شعرت بأنه تم اعطاء حق الشهداء الذين قدموا أنفسهم لهبة القدس والأقصى، وتم تقديرهم، ولكن في أماكن أخرى لم نلاحظ هذا الأمر بهذا القدر، ولكني أتذكر آخر ذكرى كانت في عرابة، وكان حشد كبير من ابناء شعبنا جاءوا لإحياء الذكرى على الشهداء الأبرار، فيشعر الشخص أنه بالفعل شعبنا العربي هو شعب واعٍ ويقدر هذه الأمور، وألمنا ألمه".

وحدة الأحزاب العربية
واسترسل نصار حديثه بالقول:" اني أتألم كثيراً عندما تتقاتل الأحزاب العربية على أمور شكلية بسيطة مثل الأعلام والهتافات والتصريحات، ففي المسيرة كنت أرى أن الأحزاب تأتي بالأطفال وتمسكهم الأعلام الخاصة بالحزب وتقول لهم أن يكونوا في المقدمة، وهذه الحزازية موجودة فكل حزب يريد أن يكون علمه في المقدمة، وأتوجه لجميع الأحزاب أن تكون المسيرة تحت علم واحد يجمع الجميع فيكون الأمر أفضل وأقل صداما بين الناس. نحن فلسطينيون ونتألم كلما سمعنا عن حادث في الضفة أو غزة، لأن وجعنا هو تماماً وجعهم، ونأمل من الله أن يعم السلام والاستقرار علينا وعلى الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة وأن يعيشوا بأمان ويتنقلون بحرية تامة".

القاتل حر طليق
وأنهى خالد نصار والد الشهيد قوله:" قاتل ابني هو حر طليق، ولم يتلقَ أي عقاب حتى أنه تم اغلاق ملفه وتبرئته من الجريمة، فالذي يقتل لا يحاسب نفسه، ولن يهدأ لنا جفن وقاتل ابننا لم ينَل عقابه، ولا يمكن أن نغفر وننسى وكأن شيئاً لم يكن، والقاتل سيأخذ عقابه إن شاء الله عاجلا أم آجلاً".