الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 23 / أبريل 14:02

مصائب أوسلو دفعت الفلسطينيين إلى الأمم المتحدة/ بقلم: هاني العقاد

كل العرب
نُشر: 26/09/12 12:38,  حُتلن: 12:50

هاني العقاد في مقاله:

السلطة الفلسطينية وجدث لتشكل النواة الأولى للدولة ومؤسساتها الرسمية داخل فلسطين وخارجها

منذ أوسلو وحتى اليوم والفلسطينيتين يواجهوا العديد من المصائب السياسية المميتة أولها موت مسيرة السلام وعدم تحقيقها أي واقع سياسي أفضل للفلسطينيين

هناك من يريد بقاء السلطة الفلسطينية مجرد سلطه مسلوبة الإرادة السياسية فهي تواجه الآن حرب عاتية من الأخوة والأعداء على حد سواء وكل له أسلوبه وطريقته

منذ أوسلو وحتى اليوم تبدو العلاقة بين إسرائيل والسلطة علاقة عداء تام وقاسي وهي ليست علاقة مبنية على اتفاقية سلام وعلاقة تتيح للشعب المحتل أن يتخلص من الاحتلال

إسرائيل تنفذ الآن خطة الأمر الواقع في القدس الفلسطينية للاستيلاء على كل شبر يملكه الفلسطينيين بعد طردهم وهدم بيوتهم وتمليكها للمستوطنين سعيا لتهويد العاصمة الفلسطينية

السلطة الفلسطينية، صورة أولية لدولة فلسطينية مستقلة ، فقد وجدث لتشكل النواة الأولى للدولة ومؤسساتها الرسمية داخل فلسطين وخارجها، ووجدت بقرار من منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لكل الفلسطينيين أينما وجدوا، ولآن هناك من يريد بقاء السلطة الفلسطينية مجرد سلطه مسلوبة الإرادة السياسية، فهي تواجه الآن حرب عاتية من الأخوة والأعداء على حد سواء وكل له أسلوبه وطريقته وهناك في خلفية الصورة اتفاقية اسمها" أوسلو" يحاربها الجميع ولا يريد الجميع إنهائها والتخلص منها وأولها إسرائيل التي يتبجح ليبرمانها بأن اتفاقية واسلوا كانت خطأ كبيرا ، والآن تعتبر خطأ كبيرا لان الاتفاقيات المرحلية تسبب المصائب ولا تنفع مع إسرائيل لأنها دولة متقلبة المزاج السياسي ولا توجد عندها إستراتيجية ثابتة و واضحة لصنع السلام مع الفلسطينيين والاقتناع بالعيش ضمن مشروع دولتين تساهمان في نمو شعوبهما بالتساوي، و في نفس الوقت لا تنصاع لقرارات الشرعية الدولية ولا تنوي تنفيذها أو العمل بمقتضاها.

المصائب السياسية
منذ أوسلو وحتى اليوم والفلسطينيتين يواجهوا العديد من المصائب السياسية المميتة أولها موت مسيرة السلام وعدم تحقيقها أي واقع سياسي أفضل للفلسطينيين، بل أن قيود اتفاقية أوسلو تحول بين الفلسطينيين وبين نموهم الاقتصادي وتحقيق العدل المعيشي وهذا يعنى أن أوسلو قيدت النمو الفلسطيني، ومنذ أوسلو وحتى اليوم تبدو العلاقة بين إسرائيل والسلطة علاقة عداء تام وقاسي وهي ليست علاقة مبنية على اتفاقية سلام وعلاقة تتيح للشعب المحتل أن يتخلص من الاحتلال بطريق سلمي يضمن حرية و كرامة الشعب الفلسطيني ، منذ أوسلو وحتى الآن انتهكت إسرائيل السلام القائم حسب الاتفاقية الآلاف المرات وقتلت ودمرت واحتلت من جديد العديد من المدن و البلدات الفلسطينية، وعلاوة على ذلك فإن إسرائيل حاصرة الرئيس أبو عمار في المقاطعة الفلسطينية ودمرت معظم مبانيها و لم يبقَ سوى أمتار بين الدبابات الإسرائيلية و الرئيس الرمز أبو عمار ومن ثم كانت تلك هي الخطة للتخلص من الرئيس عرفات بدهاء و مكر كبيرين ، فلم يعش الرئيس أبو عمار سوى بضع شهور حتى ظهر الإعياء والمرض عليه إلى أن استشهد .

الحواجز العسكرية
ليس هذه المصيبة الوحيدة بل أن هناك المئات من الحواجز العسكرية على طرقات الضفة الغربية وبين المدن لتعيق تحركات الفلسطينيين وتنقلهم من مدينة إلى أخرى وأقامت الجدار العازل لتعزل الفلسطينيين ومناطق سكنية فلسطينية مزدحمة بالسكان على باقي أرضهم وتقيد الحريات الممنوحة للفلسطينيين فقد اثر الجدار وأعاق حرية التنقل والتعليم والعبادة وممارسة الشعائر الدينية وأثر سلبا على الزراعة الفلسطينية حيث أعاق الجدار وصول المياه الجوفية عبر الأنابيب ومياه الأمطار عبر الوديان والقنوات للمزارع الفلسطينية هذا بخلاف أن إسرائيل استولت على ما يقرب من 164.780 دونماً في المرحلة الأولى وأكثر من نصف هذه المساحة في المرحلة النهائية، كما اثر الجدار سلبا على الوضع الصحي للسكان الفلسطينيين وساهم في زيادة درجة التفكك الاجتماعي بحرمان الأسر الفلسطينية من التواصل مع أبنائهم وأقاربهم في العديد من المدن والبلدات، كما أن الجدار الحق أضرارا بالغة بقطاع السياحة والآثار سواء الأضرار التي لحقت بالمواقع الأثرية عند إقامته ، أو بالحركة السياحية لبعض المواقع الأثرية ، ولعل الحرب الأخيرة على قطاع غزة والتي أوقعت الآلاف من الشهداء والجرحى ودمرت مساحات كبيرة من ممتلكات الفلسطينيين من مساكن ومزارع ومصانع وورش حدثت في عهد ما يسمي بالسلام، ليس هذا فقط بل ان حركة التهويد والاستيطان المستمرة والمتسارعة تبتلع كل يوم مئات الدنمات من الأرض الفلسطينية دون الالتفات لمعاهدات أو قرارات دولية ، والمصيبة المخيفة أن إسرائيل تنفذ الآن خطة الأمر الواقع في القدس الفلسطينية للاستيلاء على كل شبر يملكه الفلسطينيين بعد طردهم وهدم بيوتهم وتمليكها للمستوطنين سعيا لتهويد العاصمة الفلسطينية .

مصائب كبيرة
لقد سببت اتفاقية أوسلو مصائب كبيرة لأنها مرحلية التوقيت وما عادت تعطي الفلسطينيين أكثر مما تأخذ منهم وتحرمهم من تطورهم السياسي واستقلالهم وإقامة دولتهم الشرعية، والمصيبة الكبرى أن اتفاقية أوسلو انتهت صلاحيتها ولم يتم تجديدها منذ 19 عاما وكانت هذه الاتفاقية معدة فقط لخمس سنوات وبعدها يتفق الطرفان على الحل الدائم وبالتالي يكون هناك اتفاقات جديدة تمكن الطرفين من العيش بسلام تنمو معه شعوبهما وتتطور تطورا طبيعيا ، ولان أوسلو انتهت ولم يتبعها أي اتفاقات أو مفاوضات تفضي لحلول عادلة ودائمة فان الفلسطينيين لهم الحق في البحث عن بديل قانوني وشرعي لإقامة الدولة الفلسطينية والذهاب إلى الأمم المتحدة لنيل عضوية الدولة احد الخيارات التي تتمسك بها القيادة الفلسطينية ، أما الخيار الأخر فهو خيار تحميل الاحتلال تبعيات احتلاله وحصاره وتهويده واستيطانه ومسؤولية إدارة ظهره للمشروع الدولتين والسعي لفرض وقائع إسرائيلية على الأرض، وهذا الخيار هو خيار العودة للنقطة الأولى ما قبل أوسلو، و هذا يعتبر في وجهة نظري الخيار الأخير.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة