المحكمة قد ادانت شرطيين بالتسبب في موت الشاب الفلسطيني بفعل الاهمال بعد أن تركاه على قارعة الطريق وهو في حالة صحية صعبة بدون غذاء ومياه وحكم عليهما بالسجن الفعلي لمدة 30 شهرا

ادعى المحامي ابو حسين أنه وبالاضافة الى الشرطيين فإن المستشفى والشرطة أيضا أهملا وتسببا بموت أبو جريبان إلا أن النيابة فضلت عدم الغوص في الملف والتوصل الى صفقة خارج جدران المحكمة تدفع بموجبها ما يقارب المليون شيكل لعائلة الفقيد

أقرت المحكمة المركزية في بيتح تكفا، اتفاقا الزم الدولة بتعويض عائلة الشاب الفلسطيني عمر ابو جريبان بمبلغ 875 الف شيكل، بعد أن عثر على جثته شمالي القدس قبل حوالي 6 سنوات الى جانب الطريق الموصل لرام الله، اثر ألقائه من سيارة جيب تابعة لشرطة حرس الحدود وهو مصاب اصابة خطيرة، ومات جراء ذلك من الجفاف. وكانت المحكمة قد ادانت الشرطيين باروخ بيرتس واساف يكوتيئيلي بالتسبب في موت الشاب الفلسطيني، بفعل الاهمال بعد أن تركاه على قارعة الطريق وهو في حالة صحية صعبة بدون غذاء ومياه، وحكم عليهما بالسجن الفعلي لمدة 30 شهرا .
 

المحامي حسين أبو حسين

وعقب إدانة الشرطيين أساف يكوتيئيل وباروخ بيرتس في المحكمة المركزية في القدس بالتسبب بموت أبو جريبان بفعل الإهمال، قدمت عائلته الفلسطينية ، بواسطة المحامي حسين ابو حسين من أم الفحم، دعوى تعويضات، في حزيران الماضي، الى المحكمة المركزية في بيتح تكفا.

إهمال المستشفى والشرطة
وادعى المحامي ابو حسين انه، بالاضافة الى الشرطيين، فإن المستشفى والشرطة أيضا أهملا وتسببا بموت أبو جريبان، إلا أن النيابة فضلت عدم الغوص في الملف والتوصل الى صفقة خارج جدران المحكمة تدفع بموجبها ما يقارب المليون شيكل لعائلة الفقيد. ونقلت صحيفة "هارتس" في موقعها على الشبكة، اليوم الخميس، أن المبلغ يغطي حصة الشرطة والمستشفى جراء الإهمال الذي تسببا به، علما ان القرار يحفظ للدولة حق الإدعاء ضد أفراد الشرطة.

ملابسات الحادثة
وكان عابر سبيل قد عثر على جثة ابو جريبان في مطلع حزيران بعد أن مر عليه ثلاثة أيام وهو ملقى على رصيف شارع سريع، وكان حافيا يرتدي ثياب مستشفى "شيبا" الخفيفة. وبعد عدة أيام تم العثور على عائلته من قطاع غزة، وجلبت إلى البلاد لإجراء فحوصات جينية لتحديد هويته. وتبين ان اسمه عمر محمد إبراهيم أبو جريبان (35 عاما)، ومكث في داخل الخط الأخضر بدون تصريح إسرائيلي. وقبل العثور على جثته بثلاثة أيام كان قد أخلي سبيله من مستشفى "شيبا"، ونقل من هناك إلى شرطة "رحوفوت"، وهو مرتبك ولا يعي ما يدور حوله، ولا يستطيع الاتصال بمن حوله، وغير قادر على المشي، وبدلا من تسريحه في المستشفى، قرر ضباط كبار في الشرطة إعادته إلى الضفة الغربية في منتصف الليل، حيث تركه ثلاثة من عناصر الشرطة ملقى على قارعة الطريق. وكان أبو جريبان كان قد أصيب قبل ذلك في حادث طرق في 28 أيار/ مايو من العام 2008 في شارع 6 , واشتبه بأنه قاد مركبة مسروقة مع صديق له من رام الله. وكانت إصابته خطيرة، وتم نقله إلى مستشفى "كابلان". ونظرا لخطورة إصابته نقل مرة أخرى إلى مستشفى "شيبا"، وتولت شرطة "رحوفوت" التحقيق في الحادث وفي عملية سرقة المركبة المدعاة. وبعد ذلك بأسبوع، قرر الأطباء في المستشفى أن أبو جريبان أنهى العلاجات الضرورية. وتم تحويله للشرطة التي تركته في المكان المذكور بثياب المستشفى حافيا غير قادر على الحركة، وبجيبه ورقة تسريحه من المستشفى. كما لم يقم أفراد الشرطة بإعطائه أي طعام أو شراب. وفي صباح يوم الأحد، 15 حزيران/ يونيو، أي بعد ثلاثة أيام من إلقائه، عثر عابر سبيل على جثة أبو جريبان. وفي تشريح الجثة تبين أن سبب الوفاة هو الجفاف.