المواطنون الفلسطينيون عبروا عن غضبهم الشديد من قرار فتح المعبر لثلاثة ايام اسبوعيا مطالبين حكومة حماس بالتحرك واعلاء صوتها وعدم ايجاد اي مبررات للقرار المصري وان تكون واضحة كما كانت تفعل ايام مبارك

احد المفاوضين الفلسطينيين:

القرار المصري الذي يحدد فتح معبر رفح لمدة ثلاث ايام اسبوعيا وللحالات الانسانية فقط يعيد غزة ونزلائها باعتبارها سجن كبير الى الايام التي سبقت اقتحام الغزيين للحدود المصرية الفلسطينية في يناير 2008

يقول الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني حسن عبده:

الرئيس محمد مرسي هو المسؤول عن عزل قطاع غزة عن العالم واغلاق معبر رفح النفذ الوحيد الذي تتنفس منه غزة

الكاتب والناشط الحقوقي مصطفى ابراهيم:

القرار المصري بفتح معبر رفح لمدة ثلاث عقاب جماعي للفلسطينيين وإهانة لكرامتهم وكأنهم السبب في كل مشاكل المصريين

يبدو ان ما تنبأ به احد المفاوضين الفلسطينيين عند سؤاله عن تاثير فوز محمد مرسي واحمد شفيق على مستقبل وحاضر قطاع غزة كان صحيحا. المفاوض العتيد قال بانه شخصيا يفضل فوز احمد شفيق رغم ادراكه ان مرسي سيكون الاصعب على حماس وقطاع غزة وقال بضحكته الصارخة "نار شفيق ولا جنة مرسي".

القرار المصري الذي يحدد فتح معبر رفح لمدة ثلاث ايام اسبوعيا وللحالات الانسانية فقط يعيد غزة ونزلائها باعتبارها سجن كبير الى الايام التي سبقت اقتحام الغزيين للحدود المصرية الفلسطينية في يناير 2008 حيث بلغت الاوضاع في حينه مرحلة صارخة من الحصار المتزامن والقاسي. ورغم ان الغزيين لا يفكرون اطلاقا باعادة التجربة نظرا لوصول الاخوان المسلمين الى سدة الحكم وتشابه نظام الحكمين ايديولوجيا وفكريا حيث ان الحاكمين بامر الله في البلدين هم احفاد البنا وسيد قطب ورفاق دربهم وتلاميذهم الا ان الخطوات المصرية هي صادمة لا يستوعبها البسطاء رغم اعتقاد بعض الساسة بان الامور ستاخذ منحى تدريجيا باعادة وضع المعبر الى وضعه الطبيعي غير متناسين العمليات العسكرية التي تحدث في سيناء لاجتثات الارهاب وقواعده والتي تلقى تاييدا كبيرا حتى في قطاع غزة.

تقاسم السلطات مع الجيش
يقول الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني حسن عبده في تعليق له على قرار فتح معبر رفح لثلاثة ايام فقط اسبوعيا انه "بعد القرارات الصائبة للرئيس محمد مرسي ونجاحه في استرداد كامل صلاحياته وانهاء حالة تقاسم السلطات مع الجيش، لا مناص من القول "ان الرئيس محمد مرسي هو المسؤول عن عزل قطاع غزة عن العالم، واغلاق معبر رفح النفذ الوحيد الذي تتنفس منه غزة، وما يرافق ذلك من معاناة انسانية لاكثر من 2 مليون انسان انتظروا طويلاً الحكام الجدد ..ما يجري هو عقاب جماعي غير مبرر في زمن ما بعد الثورة،،، " لانقبل باقل من الفتح الكامل للمعبر البري وتنظيم العلاقة بين الشعبين".

مراعاة الأوضاع
ومن جهته وصف الكاتب والناشط الحقوقي مصطفى ابراهيم القرار المصري بفتح معبر رفح لمدة ثلاث ايام فقط بانه "عقاب جماعي للفلسطينيين وإهانة لكرامتهم وكأنهم السبب في كل مشاكل المصريين!" واضاف ابراهيم: ان على الرئيس مرسي ان يراعي اوضاع قطاع غزة بعيدا عن الوضع السياسي العام ومتطلبات حركة حماس مطالبا القاهرة بان تتعامل مع غزة كما الدول العربية حتى لو اخطأ احدا من سكان القطاع في حق مصر فلا يجوز ان يتم معاقبة غزة عقابا جماعيا صادما ومثيرا للربية والقلق من التغيرات التي حدثت في الثورة المصرية. ومن جهته قال مدير مركز الميزان لحقوق الانسان عصام يونس ان "الاخبار حول اغلاق معبر رفح وفتحه استثناءا لثلاثة ايام في الاسبوع للحالات الانسانية على وجه الخصوص وادارة معبر رفح فتحا واغلاقا لقادمين ومغادرين وحالات انسانية وحالات غير انسانية على وجه العموم تثير حزنا بالغا ويصعب تجرعها وتجعلنا في حالة عجز عن فهم ما يحدث في وقت كان الجميع ينتظر فتح المعبر وتحسين ظروف سفر الفلسطينيين.

تعظيم الاشتباك قانونيا وسياسيا
واضاف يونس "إنني إذ...أرى بأن مصر لها الحق وفقا لحقها السيادي ان تفتح او تغلق المعبر، وكنت ولازلت اقول بأن معبر رفح على اهميته بالنسبة لنا ليس اكثر اهمية من باقي معابر القطاع الخمسة وعلينا التوجه شمالا وليس جنوبا على اعتبار ان غزة هي أرض محتلة، وعلى الرغم من ذلك، فإنه لايمكن ان ان نستمر في هذه السريالية من المعاناة اللامنتهية". واضاف " إن جذر المشكلة يكمن في ما وضعنا انفسنا فيه من حالة بالغة الهشاشة نعتقد معها اننا نمارس أي سلطة وبالنظر إلى غياب بين بينونة كبرى في رؤية فلسطينية واخرى مصرية لفتح المعبر من جهة وتعظيم الاشتباك قانونيا وسياسيا مع المحتل وتحميله قسرا مسؤولياته تجاه السكان المدنيين وفقا لقواعد القانون الدولي". وتابع " اننا من يدفع الثمن في كل تفاصيل حياتنا انتظارا لفتح المعبر. فليغلق المعبر بشكل كامل او ليفتح بشكل كامل، فلم يعد بالامكان التعايش مع حالة من العجز والقدرية المفرطة".

اغلاق المعبر
المواطنون الفلسطينيون عبروا عن غضبهم الشديد من قرار فتح المعبر لثلاثة ايام اسبوعيا مطالبين حكومة حماس بالتحرك واعلاء صوتها وعدم ايجاد اي مبررات للقرار المصري وان تكون واضحة كما كانت تفعل ايام مبارك. والاستاذ منار 34 عاما اكد ان الاوضاع اصبحت لا تطاق وكأن قدرنا ان الجديد هو الاسوأ دائما بالنسبة لغزة واصبحنا نندم على الماضي" متسائلا بحسرة "اسرائيل اعطت تصاريح لمليون من اهل الضفة للدخول الى فلسطين المحتلة عام 1948 ومصر اعطت تسهيلات لستة الاف يهودي لقضاء اجازاتهم في شرم الشيخ وتخفيضات في اسعار الفنادق ومعبر الكرامة عمل ليل نهار خلال العيد فيما غزة كانت حبيسة ولا حول لها ولا قوة". واضاف: "اغلاق المعبر وتحويله من معبر مسافرين الى معبر للحالات الانسانية هو عقاب جماعي من الرئيس المصري وحركته وحكومته ضد الشعب الفلسطيني ويذكرنا بايام مبارك ويؤكد لنا ان مصير غزة لن يتغير مهما تغيرت الحكومات وتغير نهجها".

احراج حكومة الاخوان
المواطن عباس 45 عاما من مدينة رفح يقول "انها سخرية الاقدار وكاننا ممنوع علينا الامل والفرح" معتبرا انه يخشى ان يكون اغلاق المعبر مقدمة لاجراءات اشد واقسى ضد قطاع غزة في ظل صمت الاخوة في غزة باعتبار انهم لا يريدون احراج حكومة الاخوان المسلمين". وتابع "نحن نطالب مصر بانزال اقسى العقوبات ضد منفذي جريمة رفح والتي على اثرها اغلق المعبر ولكن لا نفهم محاصرة كل الشعب ومنعه من الخروج وفتح بوابات السجن ثلاث مرات اسبوعيا للزيارة واغلاقة 4 ايام".وقال "انا اكرر ما قاله وزير داخلية غزة فتحي حماد قبل اسبوع بان على الاخوة في مصر اعادة تصحيح البوصلة اذا نسوا الاتجاه".

فتح المعبر للحالات الانسانية
ومن جهتها تؤكد السيدة ابتهال حسن 55 عاما ان على خطباء المساجد غدا الجمعة ان يتحدثوا للشعب الفلسطيني عما يحدث الان لانهم اشبعونا خطبا خلال الايام الماضية عن فتح مصر مجددا بقيادة مرسي وانه نصر رباني فيما تنتشر صوره في شوارع غزة باعتباره سندا للقضية الفلسطينية واهل غزة". وطالبت الذين تظاهروا في زمن مبارك بان يخرجوا للتظاهر والتعبير عن غضبهم وطالبت الفصائل بالتحرك والضغط على مرسي وحكومته وتوجيه رسائل للمرشد العام للاخوان المسلمين محمد بديع بالتحرك حتى لا يقول الناس ان الاخوان المسليمن يحاصرون غزة الان وهو ما يحدث فعليا الان حتى ان تعددت التبريرات. وكان المقدم أيوب أبو شعر مدير شرطة معبر رفح البري التابعة لحكومة غزة اعلن امس ان الجانب المصري قرر فتح معبر رفح للمغادرين من قطاع غزة ثلاث ايام اسبوعيا. وقال ابو شعر اليوم "أبلغنا بفتح المعبر للمغادرين 3 أيام من كل أسبوع ستخصص للحالات الإنسانية فقط ابتداءً من الأسبوع المقبل والأيام هي (السبت والاثنين والأربعاء).