الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 01:01

هلوسة الحرب اللفظية على ايران/ بقلم: يوسف شداد رئيس تحرير موقع العرب

كل العرب
نُشر: 21/08/12 19:40,  حُتلن: 19:56

يوسف شداد رئيس تحرير موقع العرب في مقاله:

نتنياهو جعلنا نقول لبعضنا أينما نلتقي ها هي الحرب على الأبواب لقد جعلنا نهلوس بالحرب!

السؤال هل سنشهد حربا أم لا؟ يصرف النظر عن غلاء المعيشة الهستيري والضربات الاقتصادية الموجعة للمواطنين

سنبقى تحت رحمة قرار نتنياهو وبراك... ضربة أم لا ؟ حرب أم لا ؟ لا يكفي ان أحدا لا يرحمنا فصرنا نهلوس من كثرة تفكيرنا بالحرب

نتنياهو نجح في خلق الأجواء السياسية والاجتماعية والاقتصادية "النموذجية" بالنسبة له تطبيقا لما تريده حكومته لكل مواطن في الفترة الحالية

كلفة الضربة العسكرية الاسرائيلية لايران واندلاع حرب اقليمية ستصل الى 42 مليار دولار هذا ناهيك عن الخسائر بالارواح التي قد تصل الآلاف !!. هلوسة؟!!! لا إنها الحقيقة فلماذا لا تستثمر هذه الأموال بالمجتمع العربي وسد احتياجات كل مواطني البلاد قاطبة؟

ما يثير الدهشة هو تصميم نتنياهو على ضرب ايران وهي خطوة قد تؤدي الى حرب شاملة في المنطقة وقد تهدم مركبات الاقتصاد الاسرائيلي وتشل قوته وتعيد اسرائيل سنوات كثيرة الى الوراء وهذا أولا

رئيس الوزراء الاسرائيلي أخمد كل الحرائق بداخل بيته الكبير والاحتجاج الاجتماعي انتهى والاسعار يرفعها ويخفضها كما يريد حكومته قوية ومسيطرة على السوق الاسرائيلي ورؤوس الاموال وتفرغ للمللف الايراني!

حكومة اسرائيل الحالية تريد تعريض كل المواطنين في البلاد للخطر بينما لم تبذل ولو بقدر قليل جهدا لتحقيق السلام في المنطقة ما يؤكد سياستها العبثية غير المسؤولة والتي تمس مسا شديدا بالمواطنين وحياتهم ومستقبلهم ومستقبل ابنائهم

بدل تقليص الفجوات بين الطبقات الغنية والفقيرة وبدل تحسين البنى التحتية للشوارع لمحاربة "الموت على الطرقات" وبدل أن تفتح ابواب العمل وتزيد من فرصه للقضاء على البطالة وبدل أن تنفذ سياسة تفضيلية مصححة للمواطنين العرب ورفع التمييز عنهم تغامر حكومة اسرائيل بأرواح مواطنيها من خلال تهديدها بحرب ستحرق الأخضر واليابس

أينما أذهب ومع كل من أجلس معه يثار موضوع اسرائيل – ايران ويوجه لي السؤال التالي: هل ستندلع حربا في المنطقة عما قريب؟. رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بسياسته الاعلامية الموجهة والمترجمة والمطبقة بحديثه العلني في وسائل الاعلام عن ايران وخطورتها ونوايا اسرائيل بتوجيه ضربة عسكرية لمفاعلها النووية لايقاف تصنيعها للقنبلة الذرية، نجح في خلق الأجواء السياسية والاجتماعية والاقتصادية "النموذجية" بالنسبة له تطبيقا لما تريده حكومته لكل مواطن في الفترة الحالية، والذي يمكن تلخيصه على النحو التالي:

العيش بقلق
1- أن نعيش بقلق وسط حالة من الغموض وتساؤلات لا تتوقف – هل سنشهد حربا أم لا؟ وذلك لصرف النظر عن غلاء المعيشة الهستيري والضربات الاقتصادية الموجعة للمواطنين. 2- أن نبقى غارقين في تفكيرنا بمصيرنا في حال اندلاع الحرب على ضوء النقص في الملاجئ والكمامات الواقية التي لم تستبدل حتى الآن وعلى ضوء ما عشناه من أيام سوداء دامية في عام 2006، وهو بمثابة ناقوس خطر يدب الرعب في نفوس الكبار والصغار، وأن "ترغي" وسائل الاعلام البارزة والمؤثرة على تركيبة الحياة السياسية في اسرائيل ليلا ونهارا في الملف الايراني، بواسطة معلقيها المتخصصين، وضيوفها من جنرالات متقاعدين يأتون في كل نشرة أو موجز بتحليل وجوانب تنجح في دب البلبلة بين المواطنين، طالما الجدل مستمرا حول نجاعة توجيه ضربة لايران أو الاكتفاء بالضغط على الولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الدولي برفع سقف العقوبات على طهران وحصارها اقتصاديا. لقد جعلنا نتنياهو نقول لبعضنا أينما نلتقي ها هي الحرب على الأبواب. لقد جعلنا نهلوس بالحرب!.

صعود القوى الاسلامية
وفي الحقيقة لا يمكننا أن نلوم نتنياهو. فرئيس الوزراء الاسرائيلي أخمد كل الحرائق بداخل بيته الكبير. الاحتجاج الاجتماعي انتهى، الاسعار يرفعها ويخفضها كما يريد، حكومته قوية ومسيطرة على السوق الاسرائيلي ورؤوس الاموال، والعملية السلمية مع الفلسطينيين لا ذكر لها، والربيع العربي والتغييرات التي حلت بالمنطقة وصعود القوى الاسلامية خدمت مصالحه الخارجية، على اعتبار أنه طالما حذر من الاسلام السياسي من على كل منبر والآن يسأل، هل رأيتم؟ لقد سبق وأن قلت.

حشر أوباما
أما أوباما فنجح نتنياهو في "حشره" في الزاوية من خلال تهديد ايران بضربة عسكرية، وهو انتقاد غير مباشر لإدارة البيت الابيض وتعاملها الضعيف مع الملف الايراني من وجهة نظره، وكل ذلك في فترة حرجة يحاول فيها الرئيس الامريكي البقاء لفترة رئاسية ثانية رغم الضغوطات والانتقادات الداخلية التي يواجهها. وما يثير الدهشة والاستغراب هو تصميم نتنياهو الشديد على ضرب ايران، وهي خطوة قد تؤدي الى حرب شاملة في المنطقة، وقد تهدم مركبات الاقتصاد الاسرائيلي وتشل قوته وتعيد اسرائيل سنوات كثيرة الى الوراء وهذا أولا. أما ثانيا وهو الاكثر اثارة للدهشة أن حكومة اسرائيل الحالية تريد تعريض كل المواطنين في البلاد للخطر، بينما لم تبذل ولو بقدر قليل جهدا لتحقيق السلام في المنطقة، ما يؤكد سياستها العبثية غير المسؤولة والتي تمس مسا شديدا بالمواطنين وحياتهم ومستقبلهم ومستقبل ابنائهم. الا يكفي السياسة الاقتصادية الهدامة!.

كلفة الحرب
من خلال قراءتي لأحد التقارير فوجئت من أن كلفة الضربة العسكرية لايران واندلاع حرب اقليمية من بعدها ستصل الى 42 مليار دولار هذا ناهيك عن آلاف الخسائر بالارواح !!. هلوسة؟!!! لا إنها الحقيقة. فبدل تقليص الفجوات بين الطبقات الغنية والفقيرة، وبدل تحسين البنى التحتية للشوارع لمحاربة "الموت على الطرقات" وبدل أن تفتح ابواب العمل وتزيد من فرصه للقضاء على البطالة، وبدل أن تنفذ سياسة تفضيلية مصححة للمواطنين العرب ورفع التمييز عنهم، وانعاش المناطق السياحية في الوسط العربي والمناطق الصناعية في البلدات والقرى العربية، ورفع الحد الادنى للأجور وتحقيق مطالب الاحتجاجات الاجتماعية المتمثلة بالمساواة بالمسكن وتخفيض ثمن الشقق السكنية ونسب الضرائب، وتوسيع مسطحات النفوذ في المجتمع العربي، وبدل ان تستثمر هذه المبالغ الخيالية لمصلحتنا ورفع جودة حياة المواطنين، تغامر حكومة اسرائيل بأرواح مواطنيها من خلال تهديدها بضربة عسكرية لايران ستحرق الأخضر واليابس.

حرق.. يأس وإحباط!
لقد بدأ الناس يحرقون أنفسهم في البلاد من يأسهم وإحباطهم – موشيه سيلمان أتذكرون؟- أما الحكومة فلا تكترث بذلك. فهمها ايران. في الصباح والمساء. أما نحن فسنبقى تحت رحمة قرار نتنياهو وبراك. ضربة أم لا ؟ حرب أم لا ؟ لا يكفي ان أحدا لا يرحمنا فصرنا نهلوس من كثرة تفكيرنا بالحرب التي يتم نسج خيوطها الاولى عبر الصحف ووسائل الاعلام. إنها حرب لفظية في الفترة الحالية وما ادراك ما سيحدث لاحقا. أما عن امكانية وقوعها أم لا فسألوا نتنياهو وبراك. متخذ القرار ومنفذه. 

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة