طاعنٌ في الحزنِ قلبي ينثرُ بوائقهُ على شُرُفات رطبةٍ، ومديةٌ صدئةٌ تترصَّدُ وجهي كلَّ مرآةٍ، أحملُ بعضاً مني في حقيبةٍ قرمزيةٍ، وأَرحلُ بي إلى مواطئَ بِكْرٍ، لأنثرَ يابسَ فرحٍ قديمٍ على موائدَ لا نكهةَ لها، أَمضي كحادٍ تقاعدَ من زمنهِ، وفي خاصِرتي وَشْمُ حبٍّ لم يكتملْ حتى أغدو قيساً.
يا.....لجسدي..وفراسخِه الكسولةٍ التي تطالُ كلَّ بابلٍ ثمَّ تؤوبُ مخذولة، يا لقلبي وقدْ أدمنَ خيباتٍ مقدسةٍ لا زالتْ تتناسلُ، وتلك الحروفُ التي لم أخترْها، تنحدرُ أرقاماً، ما شأني بها، وكيف تنحشرُ في حلمي، وهي علائقُ من مرارةٍ لازمتني كقَدَر.
يا...... لكتابي.. يغصُّ بحِبْرِهِ، كصديدٍ ضاقتْ به الدَّماملُ، يحدثُ أناساً لا يقرؤونَ أبعدَ من بوصلةِ شهوةٍ.
يباغتني شيءٌ من كينونةٍ قديمةٍ، فاتطلَّعُ إلى ظلٍ لا يقاسمني القاتمَ من أحلامٍ وجلةٍ، وهناكَ، على أَبعدِ رغبةٍ، ينمو زغبٌ من خيالٍ سماوي الهيبةِ، ينتشرُ كشبكةِ صيادٍ منسيةٍ، فاسقطُ في مرآتي، وأرقبُ وقعَ أحزاني على وجهٍ يتصحَّر.
----
أَبدأُ الطقسَ الداميَّ لسلالاتِ قهرٍ تنمو كشائعةٍ مشتهاةٍ، وأمرِّغُ وجهَ الذكرياتِ في لحمِ اللامبالاةِ،
غريب متأنفٌ يسردُ حكاياتٍ طُمِرَتْ منذُ خليقةٍ منسيةٍ، وها هو يولِمُ للقادمينَ من سرابِ الوقتِ، بعضاً من فرحٍ يابسٍ، ليتقاسموه عراةً من وحلِ الأسماءِ، في ظلِّ هواجسَ ضِيزى، لا تحتملُ تأويلَ البداياتِ.
طاعنٌ في سبرِ الوجوهِ الكئيبةِ للمارين بشجرةِ القلبِ، كمْ يقذفونها بأمنياتٍ تخشَّبتْ ذاتَ يائسٍ عميم.
وهذا الغدُ يحبلُ كلَّ يومٍ بسلالاتٍ تجدِّدُ الزحامَ الأبديَّ، على بواباتِ أملٍ رُسِمَتْ بأناملَ غضَّةٍ،
وهذا التاريخُ المرميُّ في فِراشٍ أَصفرَ، كمْ يشتهي النهايات، وكم يتفاقمُ المللُ في أَروِقَتِهِ المغبرةِ بالقداسات.
تاريخٌ بلا دمٍ، لُقيةٌ لن يعبأَ بها النَّطَّاسون، سيمضونَ عنها إلى أقدارٍ تترصدهم كلَّ دنوٍّ أو بعضِ سموٍّ ينتابهم غفلةً....

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net