الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 16 / أبريل 20:01

ليل يأس و وميض امل/بقلم : محمد شحادة وعلا عرموش

كل العرب
نُشر: 07/07/12 08:48,  حُتلن: 12:51

أحيانا ينظر الإنسان نظرة إلى ذاته فلا يجد إلا فراغ يحيطه من كل جانب كأنه رغم وجود الكثيرين حوله إلا أنه يحس دائما أنه ذلك الإنسان المنبوذ الذي إذا حاول أن يتكلم شعر بطوق مظلم يردعه, ربما طوق من إهمال, أو طوق من عدم اكتراث, فذلك الطوق يجعله حريصا على كلماته ولكن مهما كانت كلماته منتقاة من أجود الحروف إلا أن الناس تعيد صياغتها حتى تصبح حبر فائض على أوراق خشبية تحفر فيها الكلمات, فيبقى ذلك كالحمل الثقيل يراوده على قلبه أو كأنه غشاوة أومضت عيناه عن رؤية الصواب فالإنسان حينها يكون بلا طريق بلا هدف بلا أمل ..

وفجأة يستيقظ من غفلته حتى يجد الألم يصفعه من جديد حتى أصبح يشعر بأفكاره وكأنها طائر عنقاء كلما أراد التخلص من نسلها باتت تنجب أفكارا أكثر ازدواجية وتبخترا بالحياة الرنقاء ولكن لا بد لكل طير من سقوط ولا بد لكل فكرة من هبوط, والسؤال الذي يطرح: هل أصبحت ذاتي في بر الأمان !!
أم أنه لا أمن ولا أمان في عالم يعيش به الإنسان..!.!
* * * * *
وأوقات نلتمس دفئا حولنا يحوم, أتى في رحب وسعى يتلقف منا هرما من الأمنيات صغناها بأضغاث أحلام بات يستحيل أن تتحقق فقد بتنا اليوم في عالم إذا ما صرخنا سنحاول رجع صدى صوت يستنزف الروح بأنك "لن تستطيع" ولكن غبار كالعاصفة يدنو حانيا رأسه يكسر ذلك الحجر الأوسط والاهم الذي إذا انكسر ينهار هرم الأحلام ويندثر, هذا هو اليأس الذي استوطن كل حجر من حجارة هرمي فقد غمس نفسه في الطينة بين الأمل والإصرار وبات جاهدا ليمتص حبة مطر مالحة تروي مثابرته التي ترامت ولكن حتى قوى الطبيعة "الأم" كانت قاسية عليه فقد نفخت تلك الريح لتجفف كل ما كان لديه من أمل للحياة حتى امتقعت ألوان عروقه لتبعثر أحاسيس بالية رخيصة النجوى لتجد لها مكانا في مقعد الانتظار بذاكرته.

لا بد من اليأس في الحياة فلولاه لما تعلمنا معنى الإرادة حتى أننا عشقنا حياد ذاتنا ببعض المواقف وأحببنا العزيمة أكثر, وكلما كبر التحدي صار الإصرار أكبر, ولكن ما يشل عزمنا هو طريقه المواجهة وانتهاز الفرص لذا عندما تجد تلك الفرصة انتهزها وغامر وثابر حتى تمضي في الحياة واعلم أنه حتى في أحلك ليالي اليأس يوجد وميض أمل ...

موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة