تأتي تهديدات المسؤولين العسكريين الايرانيين في وقت تصر ايران على استمرار برنامجها النووي، اذ تتعرض لعقوبات شاملة بسبب هذا البرنامج التي تعتبره الدول الغربية ذات اهداف عسكرية

بعد فشل المفاوضات بين المسؤولين الايرانيين والدول الغربية حول البرنامج النووي الايراني وفيما اعرب المسؤولون الغربيون عن خيبة املهم ازاء استمرار المفاوضات ونجاعتها، استأنف القادة الكبار في القوات المسلحة الايرانية في الجيش والحرس الثوري اطلاق التصريحات المهددة للدول الغربية والمؤكدة على القوة العسكرية للجمهورية الاسلامية الايرانية.

اذ اعلن قائم مقام القائد العام لقوات الحرس الثوري العميد حسين سلامي في مقابلة مع التلفزيون الحكومي الايراني: "نحن نستطيع ان نستهدف جميع الاهداف المتحركة بنسبة مئة في المئة، وذلك بالصواريخ الباليستية التي تعمل بصورة منحنية وترتفع سرعتها عدة اضعاف سرعة الصوت عند دخولها الى الجو حيث من النادر يمكن تتبعها وتدميرها".وقال الجنرال حسين سلامي: "لقد حددنا في صياغة استراتيجيتنا شعاعاً وصفناه بشعاع الردع وهو يشمل جميع المصالح الاستراتيجية للعدو في المنطقة كي نستطيع ادارة القتال على كل المستويات في حالة وقوع الحرب".واكد سلامي على "التدمير الكامل لاهداف العدو" اذا وقعت حرب محتملة مع ايران مدعيا انه "في سائر قطاعات القوة الدفاعية ايضا نستطيع ان نهاجم استراتيجية العدو ومصالحه معا، وفي اي نقطة نشاء وعلى اي مستوى يعمل، حيث يكون فعلنا بشكل نتمكن من خلاله من ادارة سيطرة الدائرة المتصاعدة للقتال".

كميات كبيرة من الاسلحة المصنعة في ايران
وكشف قائم مقام القائد العام لقوات الحرس الثوري الايراني عن كميات كبيرة من الاسلحة المصنعة في ايران، مدعياً: "لدينا احتياطي دفاعي كبير جدا، اذ يواجه احيانا اخوتنا في سلاح الجو والفضاء شحة في المكان لصيانتها".كما اعلن العميد امير علي حاجي زاده، قائد سلاح الجو والفضاء التابع للحرس الثوري ان "الجمهورية الاسلامية الايرانية لا تريد الحرب مع الدول الاخرى" مؤكدا "لكن في نفس الوقت سنواجه بشدة الهجمات المحتملة للاعداء وسنرد عليهم برد يفضي الى الندم".وقال حاجي زاده "التهديدات والحظر وعمليات الضغط تعد من سناريوهات الدول الغربية" مضيفا: "كان لهذه الضغوط والتهديدات اثر عكسي، بل وادت الى ارتقاء استعداد بلادنا وقوتها اكثر فاكثر".

اغلاق مضيق هرمز
وبعد تهديدات قادة الحرس الثوري وتلويحهم باغلاق مضيق هرمز الحيوي، اعلن العميد احمد رضا بوردستان، قائد القوة البرية في الجيش الايراني : "اذا ادت الظروف الى ان يتعرض الشعب الايراني للخطر، سنستخدم جميع الادوات ومنها مضيق هرمز للدفاع عن اقتدارنا".وقال بوردستان ان "العقوبات بدل ان تقيدنا، سهلت مسار التقدم للبلاد وادت الى تطوير الطاقات المحلية".كما اعلن الفريق مصطفى إيزدي نائب رئيس الاركان العامة للقوات المسلحة الايرانية في حوار مع وكالة فارس التابعة للحرس الثوري: "كما اكد سماحة المرشد الاعلى، لا تهم الاعداء طاقتنا النووية بل انهم يريدون مواجهة كل النظام الاسلامي" في ايران.

 حرب نفسية
وحول احتمال هجوم عسكري اسرائيلي ضد ايران قال الفريق إيزدي:" تتمتع الثورة الاسلامية بطاقة هائلة، واذا اراد الكيان الصهيوني ان يقوم بعمل ضدنا سيسجل نهاية مصيره، ولا شك انهم لا يستطيعون ان يضروا بهذه الثورة والنظام".واضاف: "اذا اراد هؤلاء ان يعملوا وفق معادلة منطقية فان هذه التهديدات هي حرب نفسية، واذا شاءوا ان يعملوا خلافا للمنطق فانهم سيفشلون حتما".واكد نائب رئيس الاركان العامة للقوات المسلحة الايرانية "اذا قام العدو بتهديدنا سنستخدم كافة طاقاتنا"، مضيفاً: "على سبيل المثال، اذا ضيق العدو علينا في مجال النفط نستطيع ان نستخدم طاقات اخرى امام هذا التهديد وسنصنع لهم تهديدا ازاء ذلك. نحن سنستخدم التهديد امام التهديد وسندخل مرحلة العمل بقوة".ورغم ان الفريق مصطفى إيزدي لم يؤشر الى هذا "التهديد المتقابل" لكن سبق وان صرح العديد من قادة الحرس الثوري بانهم سيغلقون مضيق هرمز اذا فرض الغرب حظراً نفطياً على ايران، كي يحولوا دون انتقال النفط من المنطقة".

عقوبات شاملة
وتأتي تهديدات المسؤولين العسكريين الايرانيين في وقت تصر ايران على استمرار برنامجها النووي، اذ تتعرض لعقوبات شاملة بسبب هذا البرنامج التي تعتبره الدول الغربية ذات اهداف عسكرية.وعلى نفس الصعيد اعتبر عدد من اعضاء مجلس الشيوخ الاميركي في رسالة وجهوها الى الرئيس باراك اوباما اخيراً المفاوضات المستمرة مع الجمهورية الاسلامية بانها خطيرة ومضيعة للوقت.ووصف هؤلاء "مفاوضات موسكو" بانها "المهلة الاخيرة لإيران" مؤكدين لاوباما ان "طهران تسيرعلى نهج صنع الاسلحة النووية وتستغل هذه المفاوضات من اجل شراء الوقت، ونحن نعلم انك تشاطرنا الرأي بانه لا يجب السماح لإيران ان تحصل على مثل هذه الطاقات".

ازدياد العقوبات على ايران
وبعد تشديدهم على ضروؤة ازدياد العقوبات على ايران، قال اعضاء مجلس الشيوخ الاميركي في رسالتهم الى اوباما: "اذا لم تؤد مفاوضات موسكو الى اي اتفاق حقيقي. نطلب منكم ان تعيدوا النظر في ما يخص نجاعة المفاوضات، وبدل استمرارها، ركزوا على التصاعد الملحوظ لضغوط العقوبات على الحكومة الايرانية وأكدوا ان هناك خيارا عسكريا جديا".وقد تصاعدت تهديدات المسؤولين الايرانيين ضد الدول الغربية واسرائيل واتسعت دائرة التوتر مع الدول العربية، ما ادى بالبعض الى ان يتحدث عن احتمال وقوع حرب في المنطقة.وعلى الصعيد نفسه اعلن نيغولا ماكاروف رئيس اركان القوات المسلحة الروسية قبل فترة في مؤتمر صحافي ان "ايران مستهدفة، واني اتصور ان الغرب سيقرر مواجهة البرنامج النووي الايراني في هذا الصيف".