الجنرال المتقاعد يوآف غالانط:
 
الدولة العبرية تتعامل اليوم مع كيانين فلسطينيين الأول في غزة والثاني في الضفة الغربية المحتلة وبالتالي عليها أن تصل إلى اتفاق حول علاقاتها مع الفلسطينيين

حتى الآن كانت حركة الإخوان المسلمين تجلس على الجدار انتظروا وتابعوا ما يقوم به الآخرون، الآن وعلى وجه التحديد في مصر توصل أعضاء الحركة إلى نتيجة بأن دورهم حان الآن لإدارة دفة الحكم في بلاد النيل

 أعرف كم من الوقت سيستغرق تغيير الرئيس الأسد في سورية ربما أسابيع أو أشهر أو حتى سنوات ولكن الآن بات واضحًا وجليًا لكل من في رأسه عينا بأن النظام السوري القادم سيكون من السنة، على حد قوله

منظمة حزب الله اللبنانية قلقة جدًا ذلك لأن الشيعة هم أقلية وفي لبنان عامة يتابعون عن كثب تطور الأحداث في سورية أما بالنسبة لحزب الله، فهو يعرف أن الشيعة في لبنان يُشكلون 35 بالمئة من السكان وبالتالي فإن فوزًا سنيًا في سورية سيدفع حزب الله إلى الزاوية

قال الجنرال المتقاعد، يوآف غالانط، إن السنوات السبع الجيدة للدولة العبرية في المجال الأمني قد انتهت، أو أنها اقتربت إلى النهاية. وعبر الجنرال غالانط، قائد المنطقة الجنوبية السابق في جيش الاحتلال، عن تقديره بأن المتغيرات في منطقة الشرق الأوسط، وفي لبها، الهزات التي تعم الوطن العربي، تُشكل خطرا كبيرا على أمن إسرائيل، وتُحتم صناع القرار في الدولة العبرية من المستويين الأمني والسياسي أنْ يعكفوا اليوم، قبل غدٍ، الاستعداد لإمكانية تردي الأوضاع الأمنية على أكثر من جبهة واحدة، لافتًا إلى أنه إذا نظرنا إلى ما يجري حولنا في المنطقة، فإننا نصل إلى النتيجة بأنه تنتظرنا فترة صعبة للغاية من الناحية الأمنية، على حد تعبيره.

يوآف غالانط

وقالت صحيفة هآرتس العبرية، التي أوردت النبأ، إن "أقوال الجنرال غالانط جاءت خلال محاضرة ألقاها في العاصمة الأمريكية، خلال مؤتمر نظمه معهد دراسات الشرق في واشنطن، بمناسبة إحياء الذكرى السنوية لوفاة المحلل للشؤون العسكرية في صحيفة هآرتس، زئيف شيف، والذي توفي في العام 2007، وكان محاضرًا ضيفًا في المعهد المذكور".

قوة الحركات الإسلامية
وبحسب الجنرال غالانط، فإنه "في السنوات القريبة القادمة سيطرأ ارتفاع حاد في قوة الحركات الإسلامية في الدول المحيطة بإسرائيل، قائلاً إنه "حتى الآن كانت حركة الإخوان المسلمين تجلس على الجدار، انتظروا وتابعوا ما يقوم به الآخرون، الآن، وعلى وجه التحديد في مصر، توصل أعضاء الحركة إلى نتيجة بأن دورهم حان الآن لإدارة دفة الحكم في بلاد النيل"، على حد قوله، مشددًا على أن "هذا التغيير لا يُبشر بالخير للدولة العبرية، بل بالعكس هو نذير خطر وشؤم، وساق قائلاً إن ما يُسمى بالربيع العربي سيتحول عاجلاً أمْ أجلاً إلى خريف إسلامي، مؤكدًا على أن الرئيس السوري، الدكتور بشار الأسد، هو اخر رئيس من الطائفة العلوية، الذي سيحكم سورية"، وتابع قائلاً: "لا أعرف كم من الوقت سيستغرق تغيير الرئيس الأسد في سورية، ربما أسابيع، أو أشهر أو حتى سنوات، ولكن الآن بات واضحًا وجليًا لكل من في رأسه عينا بأن النظام السوري القادم سيكون من السنة"، على حد قوله.

حرب استنزاف طويلة
وبرأيه، فإن ما يجري في سورية الآن هي حرب استنزاف طويلة ودموية، وهذا الأمر خطير على الجميع، ذلك أنه من غير المستبعد بالمرة، بحسب الجنرال الإسرائيلي، أن تنتقل هذه الحرب إلى لبنان، وأن تؤدي أيضا إلى تسخين الجبهة الشمالية، أي بين سورية والدولة العبرية، وذلك كحل أخير للرئيس الأسد، الذي سيلجأ إلى الجولان العربي السوري المحتل، بهدف تحويله إلى مرتع للإرهاب وللإرهابيين، كما حدث ويحدث الآن على الجبهة الجنوبية، وتحديدًا في شبه جزيرة سيناء، على حد وصفه. وعبر الجنرال غالانط عن اعتقاده بأن وصول رئيس سوري مدني ولبرالي بعد الأسد هو من رابع المستحيل، أما السيناريو الذي يتوقعه بعد سقوط الأسد، فهو سيطرة ائتلاف من القوة السنية في سورية، القسم الأكبر منه يكون من الإسلاميين، والقسم الثاني من العلمانيين، وأوضح قائلاً إنه من وجهة النظر الإسرائيلية توجد أفضلية لسقوط الأسد بالنسبة للدولة العبرية في الأمدين القريب والمتوسط، لأن إسقاط الرئيس السوري الحالي، سيؤدي إلى ضعف الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وسيخف تأثريها على الأجندة السورية، على حد تعبيره. 

قلق حزب الله
وبرأي الجنرال غالانط، فإن "منظمة حزب الله اللبنانية قلقة جدًا، ذلك لأن الشيعة هم أقلية، وفي لبنان عامة يتابعون عن كثب تطور الأحداث في سورية، أما بالنسبة لحزب الله، فهو يعرف أن الشيعة في لبنان يُشكلون 35 بالمئة من السكان، وبالتالي فإن فوزًا سنيًا في سورية سيدفع حزب الله إلى الزاوية، ولا نعرف كيف سيتصرف عند ذلك، وماذا سيفعل بترسانة الأسلحة التي بحوزتهن والتي تصل إلى خمسين ألف صاروخ مختلف".

تطورات دراماتيكية في مصر
وتطرق الجنرال الإسرائيلي إلى مصر ما بعد خلع الرئيس السابق حسني مبارك، قائلاً إن ما يحدث الآن في مصر هو سلبي للغاية بالنسبة لإسرائيل، لافتًا إلى أن مصر شهدت تطورات دراماتيكية في السنوات الأخيرة، منذ أن قرر الرئيس الراحل، جمال عبد الناصر، تأميم قناة السويس، عام 1956، مرورا بحرب أكتوبر في العام 1973 وحتى توقيع اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل في العام 1979، وبالتالي على الدولة العبرية، أضاف غالانط، أنْ تكون حذرة ويقظة من التغييرات الجارية في مصر في هذه الأيام وأنْ تستعد لكل سيناريو محتمل.

حرب إسرائيلية مصرية
ولفت الجنرال غالانط إلى أن "هناك إمكانية واردة جدًا وهي قيام مصر في حال شن إسرائيل حربا على قطاع غزة، بإدخال قوات كبيرة من الجيش مع العتاد العسكري الثقيل، والإدعاء بأن هذه الخطوة جاءت من أجل حماية الشعب العربي الفلسطيني"، معبرًا عن أمله في أنْ "لا تؤول الأوضاع إلى ذلك، ولكن يتحتم على إسرائيل أنْ تستعد لحدوث سيناريو من هذا القبيل"، لافتا إلى أن" الدولة العبرية تتعامل اليوم مع كيانين فلسطينيين، الأول في غزة، والثاني في الضفة الغربية المحتلة، وبالتالي عليها أن تصل إلى اتفاق حول علاقاتها مع الفلسطينيين"، مشددًا على أن "التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين هو أمر مهم للغاية، وعلى صناع القرار في تل أبيب العمل على الوصول إليه في أقصر زمن ممكن، على حد تعبيره".