السكري الخفي يُعتبر مرحلة انتقالية من شخص معافى إلى شخص مريض بالسكري من النوع الثاني

الدكتور خوليو فاينشطاين:

بالإمكان تشخيص السكري الخفي بواسطة فحص دم بسيط للكشف عن مستوى الغلوكوز بالدم

الأشخاص الذين يعانون من السكري الخفي يتواجدون في خطر تطوير مضاعفات المرض كلها بالرغم من أنهم حتى الآن لم يطوروا المرض ذاته

خفْض 5% - 10% من الوزن الحالي وممارسة الرياضة بإعتدال لغاية 150 دقيقة أسبوعيًا يمكنها أن تعيد الوضع إلى سابق عهده تمامًا وكأنه لم يكن هناك مرض أبدًا

نصف مليون شخص في البلاد يعانون من السكري الخفي بدون علمهم. إن تمكّنتم من تشخيصه في الوقت المناسب ستنجحون في إيقافه قبل أن يصبح مرضًا مكشوفًا – سكري من نوع 2. السكري الخفي يُعتبر مرحلة انتقالية من شخص معافى إلى شخص مريض بالسكري من النوع الثاني (سكري البالغين). في هذه الحالة توجد إضطرابات في مستوى الغلوكوز في الجسم. ووفقا للإحصائيات، لدى حوالي ثلث مرضى السكري الخفي سيتحول المرض إلى سكري مكشوف في غضون 10 سنوات، وثلث سيبقون على الوضع ذاته والثلث الباقي سيشفون منه.

صورة توضيحية. تصوير: Thinkstock

وأوضح الدكتور خوليو فاينشطاين، مدير وحدة السكري في المركز الطبي فولفسون وسابقا رئيس الجمعية الإسرائيلية للسكري: "المشكلة أن المقصود هنا مرضًا غير مؤلم ولذا فإن الشخص يمكنه التعايش مع المرض على مدار سنوات بدون أن يشعر". وأضاف:" السكري يسبب الضرر أيضًا عندما لا نشعر بألم. الأشخاص الذين يعانون من السكري الخفي يتواجدون في خطر تطوير مضاعفات المرض كلها، بالرغم من أنهم حتى الآن لم يطوروا المرض ذاته. الحديث عن تضرر الكليتين، العيون، الأعصاب والإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية".

كيف يتم تشخيص السكري الخفي؟
"بواسطة فحص دم بسيط للكشف عن مستوى الغلوكوز بالدم. على الفحص أن يتم بعد صوم لمدة 8 ساعات. إن كان مستوى الغلوكوز أقل من 100 ملغم لديسيليتر فكل شيء على ما يرام، إن كان أعلى من 126 ملغم/ديسيليتر فانتم مصابون بالسكري، إن كانت القيمة بين 100 إلى 126ملغم/ديسيليتر فإن الشخص يعاني من السكري الخفي. يمكن في حالات معينة إجراء فحص الإشباع بالسكر أيضًا. أثناء الفحص سيُطلب من المريض شُرْب 75 غرام من الغلوكوز، ويتم فحص مستوى السكر في دمه بعد مرور نحو ساعتين. القيم بين 140 ملغم/ديسيليتر ل 199 ملغم/ديسيليتر تعتبر إشارة لوجود السكري الخفي. فحص إضافي هو فحص الهوموغلوبين المحتوي على السكر A1C. قيمة أعلى من 5.7% تعتبر علامة لوجود السكري الخفي".

من يتوجب عليه إجراء الفحص؟
" إذا كان على المواطن العادي فحص وجود السكري منذ جيل 40 فإن كل ما يعاني من واحد أو أكثر من عوامل الخطر يجب أن يُفحص منذ جيل 30 عامًا. في مجموعة الخطر يتواجد أشخاص لديهم قريب عائلة من الدرجة الأولى مريض بالسكري، يعانون من وزن زائد و/أو سمنة في البطن (عندما يكون محيط الخصر في منطقة السرة 88 سم وأكثر لدى النساء و 102 سم للرجال)، أو نساء تعاني من سكري الحمل أو نساء أنجبت طفلا يزن أكثر من 4 كغم". المشكلة الرئيسية كما ذكرنا تكمن في حقيقة أن السكري الخفي ليس له أعراض واضحة، وبالفعل فإن مواقع تشخيص السكري للجمهور العريض قد زودت بمعطى مثير.

السكري الخفي
وقال الدكتور فاينشطاين: "سألنا أكثر من 3000 شخص مرّوا في المواقع إن كانوا يعرفون أن لديهم سكري، 3000 منهم ردوا سلبا". وأضاف: "وجدنا أنه لدى 5% من بين ال 3000 شخص كان مستوى الغلوكوز أكثر من 200، أي أنهم يعانون من السكري إلا أنهم غير مدركين لذلك، ولدى 20% كان مستوى السكر بين 140 – 200، أي أنهم يعانون من السكري الخفي. بكلمات أخرى: 25% من الأشخاص ممن يعتقدون أنهم معافون من السكري فإنهم في الواقع مرضى".

تغيير نمط الحياة
تبدو الأرقام سيئة للغاية، إلا أن الخبر السار هو أنه بالإمكان منع المرض إن تم اكتشافه في مراحله الأولى عبر تغيير بسيط نسبيًا في نمط الحياة. وقد صرّح الدكتور فاينشطاين: "خطوتان بسيطتان- خفْض 5% - 10% من الوزن الحالي وممارسة الرياضة بإعتدال لغاية 150 دقيقة أسبوعيًا، حوالي 22 دقيقة يوميًا، يمكنها أن تعيد الوضع إلى سابق عهده تمامًا وكأنه لم يكن هناك مرض أبدًا".

المادة مقدمة من مجلة "مكابي تون" العلمية المتخصصة بشؤون الصحة والتي تشرف على إصدارها مكابي خدمات صحية.