إسماعيل هنية:

إذا تحقق الأمن للفلسطينيين فإن هذا يصب في مصلحة كافة شعوب منطقة الشرق الأوسط

تحقيق الأمن بالمنطقة لا يمكن أن يتحقق إذا استمر الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية

هناك ضغوطا خارجية تستهدف إعاقة الجهود المبذولة في إطار تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية

القضية الفلسطينية لها أبعاد كثيرة ولكن يبقى الاحتلال الإسرائيلي أهم معضلاتها خاصة في ظل الرفض والإصرار الإسرائيلي على تجاهل الحقيقة

الفلسطينيون لا يرغبون في مزيد من الدماء إنما يرغبون في تحقيق العدالة والحرية للشعب الفلسطيني الذي عانى من القمع لعقود طويلة من الزمن

أكد إسماعيل هنية، رئيس وزراء حكومة غزة في مقال له نشرته صحيفة الجارديان البريطانية – أن الفلسطينيين يتمسكون بحقوقهم في أرضهم، معتبراً أن هذا الأمر غير قابل للنقاش بأي حال من الأحوال. وأضاف أنه لا يمكن إخفاء الحقائق بشكل دائم، كما يعتقد البعض، خاصة أن الحقائق دائما ما تظهر بمرور الوقت. وأضاف هنية، أن القضية الفلسطينية لها أبعاد كثيرة، ولكن يبقى الاحتلال الإسرائيلي أهم معضلاتها، خاصة في ظل الرفض والإصرار الإسرائيلي على تجاهل الحقيقة، والتي تتمثل في تمسك الفلسطينيين بحقهم في أراضيهم، مؤكدا أن المحاولات الإسرائيلية، المدعومة سياسيا من جانب القوى الغربية، لإيجاد حلول تتنافى تماما مع تلك الحقيقة.

وأوضح أن الفلسطينيين لا يرغبون سوى في أن يعيشوا في وطنهم بسلام، متمتعين بحريتهم وكرامتهم في ظل نظام ديمقراطي، إلا أنهم يصرون في الوقت نفسه على السلام الذي يضمن لها استعادة كافة حقوقهم، مؤكدا أن تحقيق الأمن بالمنطقة لا يمكن أن يتحقق إذا استمر الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.

سلام فعلي
وطالب هنية المجتمع الدولي أن يقدم دعماً حقيقياً للسلام في المنطقة، مؤكداً أن كافة الفلسطينيين يمدون أيديهم لأولئك الذين يرغبون في تحقيق سلام فعلي بالمنطقة، وإنهاء الاحتلال، ومساعدة الفلسطينيين في تأسيس دولتهم المستقلة التي يعترف بها العالم. وأوضح هنية أنه يدرك تماماً أن تحقيق هذا الهدف يتطلب تحقيق الوحدة الفلسطينية، والتي يسعى الفلسطينيون في هذه الآونة لتحقيقها، إلا أنه أكد أن هناك ضغوطا خارجية تستهدف إعاقة الجهود المبذولة في إطار تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية. وانتقد هنية المجتمع الدولي، الذي رفض الاعتراف بنتيجة الانتخابات التشريعية التي أجريت في عام 2006، والتي فازت فيها حركة حماس، موضحاً أن السلوك الدولي تجاه تلك المسألة قد ساهم بشدة في تعميق الانقسام وإضعاف الجسد الفلسطيني.

تمثيل الشعب الفلسطيني
وأضاف المسؤول الفلسطيني أن الفلسطينيين يقفون الآن أمام العالم مطالبين بحقوقهم مرة أخرى، بعد أن تحملوا محاولات عديدة لمحوهم والقضاء عليهم تماما، مؤكداً الرغبة الفلسطينية للحديث أمام العالم بصوت واحد، يمكن من خلاله تمثيل الشعب الفلسطيني بأكمله دون انتقاص لحقوق أحد.

المصالحة الوطنية
وأعرب هنية عن رغبته في أن تعبر بلاده المرحلة الحالية، من خلال تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية، وتشكيل حكومة ائتلافية تمثل الشعب الفلسطيني، والتي يمكن أن تفتح الباب أمام انتخابات فلسطينية حرة ونزيهة، مطالباً العالم بضرورة احترام الديمقراطية الفلسطينية، وعدم تكرار أخطاء الماضي، من خلال الاعتراف بنتائج الانتخابات الفلسطينية القادمة، خاصة بعد قيام ثورات الربيع العربي التي سوف تؤدي إلى توحيد كافة دول الإقليم. واختتم هنية مقاله، مؤكداً أن الفلسطينيين لا يرغبون في مزيد من الدماء، إنما يرغبون في تحقيق العدالة والحرية للشعب الفلسطيني الذي عانى من القمع لعقود طويلة من الزمن، مؤكداً أنه إذا تحقق الأمن للفلسطينيين فإن هذا يصب في مصلحة كافة شعوب منطقة الشرق الأوسط.