مصنع زادنا يقع على احدى تلال الفارعة وطوباس مساحته حوالي 20 دونما مستغل منها حتى حينه 5 دونمات وهي قابلة للتوسع والتمدد الذي ينتج ويعلب المخللات بانواعها واهمها الخيار والزيتون والفلفل ويوفر فرص عمل ل حوالي 300 عامل وموظف بين ثابتة وموسمية

متعة مشاهدة واحات فلسطين الخضراء .. كانت احدى ثمار جولة اعلامية سابقة على مشاريع زراعية وصناعية وسياحية طموحة فلسطينية للقطاع الخاص في الاغوار ومحافظة طوباس وبلدة الفارعة الممتدة بعنفوان على تلال وهضاب ، تتوسطها سهول خضراء جذابة عملت فيها يد المزارع الفلسطيني العبقرية فاخضوضرت وانتشت اوراقها الخضراء وكأنها قطعة منبسطة من مرج ابن عامر وسهوله الساحلية الخلابة..! فتجعل ايام الربيع اكثر بهاء واطول عمرا وربيعا دائما.



الارض هنا تتكلم عربي فلسطيني ..! والصناعة هي فلسطينية صميمة بامتياز ..! وبوضوح وثقة نستمع الى تشخيص ملخص لرؤية تنموية استراتيجية واهمية وجدوى كل مشروع من المشاريع التي كان لنا شرف الاطلالة السريعة عليها..!

مصنع زادنا
نبدأ من مصنع زادنا على احدى تلال الفارعة وطوباس مساحته حوالي 20 دونما مستغل منها حتى حينه 5 دونمات وهي قابلة للتوسع والتمدد ، الذي ينتج ويعلب المخللات بانواعها واهمها الخيار والزيتون والفلفل ويوفر فرص عمل ل حوالي 300 عامل وموظف بين ثابتة وموسمية ..! ونتذوق المنتوجات الغذائية الشهية..! فيملأنا الفخر اننا رغم كل اساليب الحصار والمعوقات الاسرائيلية اصبح لدينا نواة صناعية وزراعية حقيقية طموحة وواعدة.. خصوصا وان مزارعي المنطقة هم جزء اصيل من هذه المشاريع اذ يملكون نسبة 30% من الحصص الامر الذي يعتبر سابقة فريدة من نوعها في المشاريع الزراعية المقامة على الارض الفلسطينية واسلوب عمل يساهم في النمو والتطور لانه يلبي حاجة ومصالح جميع المشاركين في هذه العملية الانتاجية الضخمة. وتم اختيار منطقة طوباس للعديد من الميزات منها الموارد المائية والتربة الخصبة الملائمة وجودة المنتج والمناخ الجيد وكلفة العمالة المعقولة.

بر.. وحضارة
ونتجول في زوايا واجنحة المشروع الكبير .. فنشاهد أحدث الالات الانتاجية المستخدمة ونستمع الى شروحات من مهندسي المشروع حول طريقة الانتاج وكيفية تصريف او تخزين المنتوج وطرق حفظه وفق احدث المقاييس الصناعية العالمية .. وحاجة السوق من هذا الناتج القومي وامكانية نموه وازدهاره في قادم السنوات ..! وقريبا من المشروع نلمح بيت شعر على الطريقة البدوية لاحد المزارعين الحراس مزودأ بلاقط بث فضائي في اشارة الى نهضة زراعية صناعية تهدف الى ضرورة البقاء في حالة انفتاح على اخر التطورات والمكتشفات العلمية واستيعاب اساليب التكنولوجيا المتقدمة في الزراعة التي لا غنى عنها في تطوير وتنمية مجتمعنا الفلسطيني حتى يصل الى مرحلة من مراحل الاكتفاء الذاتي والاعتماد على النفس ..!

مشروع مميز
ونرتدي اللباس الواقي من الجراثيم والميكروبات في مشروع الاعشاب الطبية الذي يصّدر منه كميات محترمة - 350 - طنا الى السوق الخارجية بناء على طلبيات وتواصي من الدول الاوروبية والامريكية وغيرها نظرا لجدوى زراعته وانتاجه في التربة والمناخ الفلسطيني..! ويستقبلنا القائمون على المشروع بالترحاب فيما نشاهد العاملين والعاملات كخلية نحل يقومون بعملهم في فرز انواع الاعشاب من مختلف الاصناف والانواع التي تنبت او تزرع في التربة الفلسطينية مثل الميرامية والزعتر والريحان وغيرها الكثير، ويتم حفظها في اكياس معقمة وفي درجات حرارة معينة وتصّدر بالطائرات الى الخارج . ونجول على بعض البيوت البلاستيكية البيضاء الجميلة المنتصبة الفخمة مثل اهرامات بهيئتها المثلثة المستطيلة. وقبل أن نودع سهول وهضاب طوباس والفارعة نتناول غداء لذيذا من المسخن - الاكلة الفلسطينية المشهورة - في ديوان ال الخيزران من مزارعي المنطقة ، ثم ننطلق في جولة التفافية طويلة بعد عدم السماح لنا بالتوجه الى اريحا والاغوار عبر حاجز الحمراء المعروف بقساوة اجراءاته الشديدة..! فنصل الى تلة الفضاء الواسع شرق نابلس المشرفة على اريحا وجبال الاردن والبحر الميت.. حيث المناظر الطبيعية الفاتنة التي تشوه جماليتها المستوطنات المتوحشة المتناثرة على التلال البعيدة والقريبة..!

نخيل واعناب..
ونتلقى توضيحات مدعمة بالارقام والاحصائيات الدقيقة المثبتة عن واقع الصناعة والزراعة والسياحة الفلسطينية باغتباط .. ونصل الى حدائق فلسطين في منطقة العوجا والاغوار تشكل 28% من مساحة الضفة الغربية ويمكنها في حالة استغلالها زراعيا توفير عشرة الاف فرصة عمل دائمة وموسمية .. فنذهل من حسن الترتيب والادارة كما هو الحال في المشروعين السابقين.. ونتذوق التمر المجول بطعمه اللذيذ الذي تنتجه الحدائق بكميات وفيرة وتميز خاص..! ونستمع الى شرح مستفيض حول طبيعة المشروع الفريد من نوعه الذي تبلغ ذروة استهلاكة شهر رمضان من كل عام لما يوفره التمر من قيمة غذائية كبيرة وطاقة ممتازة للصائمين..! ونعلم ان حدائق فلسطين من خلال الجولة المعقمة التي قمنا بها على الاجهزة الحديثة تقوم ايضا بتغليف منتوجات البنادورة الكرزية والعنقودية والفلفل الحلو الذي تنتجه حدائق فلسطين ، كما نعرف ان طوباس والاغوار هي سلة غذاء فلسطين المستقبلية اذا ما احسن تنظيمها وادارتها واستغلالها رغم المنافسة الاسرائيلية الرهيبة في هذا المجال وما تتلقاه من دعم حكومي كبير في غياب الارادة السياسية لدى الجانب الفلسطيني !

التجربة والبرهان
ثم نتسلق جبل التجربة - قرنطل- حيث اعتكف السيد المسيح صائما اربعين يوما وليلة ، على عربات - التلفريك – القطار الهوائي - ونحط في المطعم المعلق على سفح الجبل المطل على اريحا والاردن في زهو وخيلاء..! لندرك عظمة هذا المشروع السياحي واهميته السياحية الفلسطينية الذي تديره شركات سنقرط العالمية ، فأريحا مع القدس وبيت لحم تشكل الثالوث الاقدس للسياحة الدينية في العالم ..! ونندهش من افكار خلاقة مثل مشروع اريحا عشرة الاف عام .. مدينة القمر التي – تتوأمت- مع باريس مدينة الانوار الساحرة..! الى مشروع جعل عام 2010 عاما للزراعة في فلسطين ! ونحمل معنا سلال القش المملوءة باشهى وافخر حلويات والشوكولاطات اللذيذة ..! وننتهي من جولة رائعة فتحت عيوننا على ان لنا هناك في سهول وهضاب بلادنا امل يزرع وينهض كل يوم.. يتنفس هواء صباح بلادنا الجميلة..! ويرسم تباشير ميلاد فجر وطن حر سعيد ..!