الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 02:01

إضراب يوم النكبة للجنة المتابعة! إضراب على التساهيل/ بقلم: عودة بشارات

كل العرب
نُشر: 25/05/12 09:55,  حُتلن: 19:20

عودة بشارات في مقاله:

الدولة تعمل لإضراب الهستدروت حساباً وتستثمر كل امكانياتها لإفشاله أما إضراب شعب بأكمله فلا يثير اهتمام أو حتى تذمر أحد

إعلان الاضراب بهذه الصورة عكس أحد أمرين أو كليهما: فإما هو الاستهتار بالجماهير العربية وإما أن هذه القيادة لا تحترم قراراتها وما يهمها من القرار هو إعلانه

بالنسبة لعاملي السلطات المحلية والمعلمين فهذا الاضراب ليس كالإضرابات النقابية الأخرى فهو إضراب مدفوع الأجر فيصبح الإضراب بمثابة يوم عطلة إضافي

حتى لو كانت الجماهير العربية في إسرائيل جيشا نظاميًا، لا تطوعيًا، لتم منحها مهلة أطول من الأيام الأربعة التي منحتها لجنة المتابعة لتنفيذ إضراب شامل، يوم 15 أيار. معظم هذه الأيام جاءت في عطلة نهاية الاسبوع. إعلان الاضراب بهذه الصورة عكس أحد أمرين أو كليهما: فإما هو الاستهتار بالجماهير العربية، فيتعاملون معها بواسطة الضغط على لوحة أزرار، يضغطون على زر الاضراب فتُضرب الجماهير، يعيدون الضغط فيتوقف الاضراب. وإما أن هذه القيادة لا تحترم قراراتها، وما يهمها من القرار هو إعلانه، وباقي التفاصيل ليست ذي صلة، فبالنسبة لهم لا علاقة بين إعلان الإضراب وتنفيذه. ومسألة تعطيل نشاط حوالي مليون ونصف عربي عن أعمالهم، لا تعنيهم من قريب أو بعيد. بينما، للمقارنة، عندما تعلن الهستدروت الاضراب تقيم غرفة طوارئ للرد على كل طارئ وعلى كل استفسار، وقبل اسابيع يتم الإعداد للاضراب، مع أن لهؤلاء العمال لجانهم وتنظيمهم. أما إضراب شعب بكامله فيتم "على التساهيل".


إضراب غير مؤثر
تعمل الدولة لإضراب الهستدروت حساباً وتستثمر كل امكانياتها لإفشاله، أما إضراب شعب بأكمله، فلا يثير اهتمام أو حتى تذمر أحد. لا يوجد مقاول يتصل بقيادة الإضراب، (أين مقرها!)، ليطلب إذنًا بالسماح له بالعمل لارتباطه باتفاق عمل، وسيخرب بيته إذا لم ينه العمل في الوقت المحدد. لا يتصل مدير مستشفى ليسأل مثلاً من هم العمال المسموح لهم بالعمل في الطوارئ. لا نجد ذلك المقاول اليهودي الذي يصرخ في وجه وزير البناء، "حلوا القضية مع العرب، سأعلن إفلاسي إن لم يحضر العمال". ولا نجد شركة الدواء تلك التي تتذمر من الاضراب لأنه أفسد سير إنتاجها، ولا نجد شركة الهايتك تلك التي تستصرخ ضمائر مهندسيها العرب للعودة للعمل لأنها مرتبطة بالتزامات مع خارج البلاد. اضراب فقد قيمته وتأثيره، وحتى الان لم تنتبه القيادة لذلك.

الإضراب هو عطلة
قال لي معلم وطني، بأنه رفض أن يقدم درسًا خصوصيًا في يوم الاضراب. وأضاف، مستنكرًا، هل استغل الاضراب من اجل ربح مضاعف: "المعاش طالع وكمان دخل من درس خصوصي". في يوم الاضراب يذهب العامل في القطاع الخاص إلى عمله والمحامي الى مكتبه والطبيب إلى عيادته، وهكذا تقع مسؤولية الاضراب على عاتق عاملي السلطات المحلية العربية والمعلمين وبعض التجار على الشارع الرئيسي.

يوم مدفوع الأجر
بالنسبة لعاملي السلطات المحلية والمعلمين، فهذا الاضراب ليس كالإضرابات النقابية الأخرى فهو إضراب مدفوع الأجر، فيصبح الإضراب بمثابة يوم عطلة إضافي. والسؤال الأخلاقي، قبل الاقتصادي، هو من سيعوض جمهور البلدات ضياع منتوج عمل هذا اليوم. فلو أضرب عمال في مكان عمل خاص لكان قد خصم من معاشهم أجرة يوم عمل، ولكن في المجالس المحلية، فأجرة العامل محسوبة، تقبض بدون ان تعمل. في هذا الاضراب يتم الحصول على مال دون وجه حق.

إنجاح أم فشل
مؤيدو الاضراب يقولون: نجح الاضراب. معارضو الاضراب يقولون: فشل الاضراب. والسؤال بعد هذا التاريخ الطويل: ألا توجد لدينا مقاييس للنجاح أو الفشل؟ أم كلها تقييمات انفعالية ناتجة عن موقف سياسي أو انتماء حزبي. والحقيقة أن تقييم نجاح الاضراب هو نموذج لعملنا، فهل هنالك تقييم لقيمة إنتاج المضربين، فيما لو التزم الجميع بقرار الإضراب. هل لدينا معهد أبحاث اقتصادي يقدم لمتخذي القرار بيانات بالقطاعات التي سيمسها الإضراب، أو بتلك القطاعات التي سيكون تعطيلها بمثابة تسجيل هدف ذاتي. هل يوجد معهد علمي ليبحث لنا الأمور التالية: 1- عدد الإضرابات التي تمت حتى الان. 2- تقييم نتائج كل إضراب على حدة. والوصول إلى استنتاجات عامة فيما بعد. 3- عدد الملتزمين الفعلي في كل إضراب، وبالتالي استنتاج عام بهذا الشأن. 4- دوافع الإضرابات: هل تتم بدافع حدث درامي مثل حدوث مجزرة أو إضراب لإحياء ذكرى. وفي هذا الصدد من الممكن بحث العلاقة بين الدافع للإضراب ونجاحه. 5- ما هو تأثير الإضرابات على سياسة السلطة. 6- ما هو تأثير الاضراب على الرأي العام اليهودي والرأي العام الدولي والعربي.
لا يمكن للهيئة القيادية أن تعمل دون هذه المعطيات. ومن المفروض ان تعمل هذه الهيئات جنبًا إلى جنب مع القيادات السياسية. الابحاث العلمية الموضوعية هي الأدوات لاتخاذ القرار السياسي وهي الركائز المتينة التي تمنع بعض القيادات من الانزلاق نحو مغامرات غير محسوبة.

الصمت
قال المحامي أيمن عودة، السكرتير العام للجبهة، إن قيادات الجماهير العربية تذكر بقيادات ألـ 48. للأسف هذا التقييم صحيح بالأساس من باب أنها قيادات إرتجالية. مع أنه يُشفع لقيادات الـ 48 الأصلية أنها لم تمتلك الخبرة المتوفرة لقيادتنا اليوم، التي مرت مع شعبها بفصول المأساة. ولكن الأمر المركزي هنا، وهو يمس أوساط واسعة مثقفة وواعية وتتعامل بأسلوب علمي في مختلف الأمور الحياتية انها لا تقول كلمتها تجاه قيادات لا تحترم جماهيرها. وعندما تجد هذه القيادات أنه لا يوجد من يواجهها بالحجة والنقاش والموقف العلمي الصارم، فهي تصول وتجول، وبعد ذلك نقول في سرنا أن الوضع سيء. 
 

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة