الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 24 / أبريل 23:02

دوامة العنف في مجتمعنا العربي ما زالت منتشرة/ بقلم: الأستاذ ناصر أبو عرار

كل العرب
نُشر: 16/05/12 07:51,  حُتلن: 14:09

الأستاذ ناصر أبو عرار في مقاله:

المجتمع العربي يبدو عاجزا تماما من أيجاد مخرج لهذه الظاهرة الخطرة والمستقبل لا يحمل كثيرا من الأمل

من اخطر الآفات الاجتماعية التي تهز كيان مجتمعنا وتضعه على حافة الانهيار هي آفة العنف إذا ما استشرت بين أبنائه

ظاهرة العنف في مجتمعنا العربي أصبحت مقلقة إلى أبعد الحدود ونارها توشك أن تصل إلى كل بيت ويبدو أن المشكلة لا تكمن في تشخيص الحالة ووسائل علاجها

ﻟﻠﺒﻴﺌﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻌﻴﺵ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﺒﺎﺭﺯ ﻓﻲ ﺘﺸﻜﻴل ﺸﺨﺼﻴﺘﻪ ﺍﻟﺒﺩﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺇﺴﻬﺎﻤﺎ ﻓﻌﺎﻻ ﻓﻲ ﺘﺸﻜﻴل ﻋﻘﻠﻪ ﻭﺍﻟﺘﺄﺜﻴر ﻋﻠﻰ ﺴﻠﻭﻜﻪ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ


يعيش مجتمعنا العربي في مقطع زمني معقد، تتداخل فيه الأشياء ، تتصاعد خلال الآونة الأخيرة ظاهرة العنف في مجتمعنا العربي ، والتي للأسف الشديد لم تبلغ ذروتها بعد. وهنالك سؤال يبحث عن إجابة عاجلة ومقنعة وهو لماذا نشأت تلك الظاهرة وهل لها أن تختفي من مجتمعاتنا ويقتنع الفرد بأن المودة والرحمة هما طوق النجاة لأي خلافات؟.

حافة الانهيار
إن من اخطر الآفات الاجتماعية التي تهز كيان مجتمعنا وتضعه على حافة الانهيار هي آفة العنف إذا ما استشرت بين أبنائه. إن هذه الظاهرة، والتي أخذت تنتشر في الآونة الأخيرة بين أبناء المجتمع بكل مكوناته انتشار النار في الهشيم، سيكون خطرها اشد فتكا بأن تبرز بين أطفالنا وشبابنا الذين يشكلون الغالبية الكبيرة في المجتمع والذين سيكون بأيديهم تدبير شؤون البلد في المستقبل.

ظاهرة مقلقة
ظاهرة العنف في مجتمعنا العربي أصبحت مقلقة إلى أبعد الحدود ، ونارها توشك أن تصل إلى كل بيت ، يبدو أن المشكلة لا تكمن في تشخيص الحالة ووسائل علاجها، إنما نتيجة للظروف الصعبة التي نمر بها، وما يسببه من انعكاسان مباشرة سلبية على نفسية الإنسان، من هنا كان لا بد من أن نقف أمام هذه الظاهرة لإدراج أسبابها. قال تعالى { واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا إن عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا} سورة الاسراء .

حوادث عنف
كثيرا ما نسمع بشكل يومي عن حوادث عنف ، الجديد في هذا الأمر هو الزيادة الحادة في نسبة هذه الحوادث وكذلك الحدة في عنفها والتي قد تصل في أحيانا كثيرة إلى حد القتل ناهيك عن أعمال التهديد والتخريب والاعتداءات الجسدية. لهذه الظاهرة أبعاد خطيرة على مستقبل المجتمع العربي .انجازات كثيرة سيتم إحباطها على المستوى الاجتماعي والاقتصادي في هذا المجتمع والفساد سينتشر بصورة مرعبه. رجال دين ، جمعيات كثيرة ، مثقفون من على الصحف ، وسائل الإعلام وكذلك الشرطة تحاول محاربة هذه الظاهرة ولكن يبدو أن النجاح في ذلك هو قليل . المجتمع العربي يبدو عاجزا تماما من أيجاد مخرج لهذه الظاهرة الخطرة والمستقبل لا يحمل كثيرا من الأمل . ومن مظاهر العنف تلك التي تقع في التجمعات الشبابية لأسباب تعد تافهة وعادية تحدث نتيجة تسلط فئة على أخرى أو فرض رأي مخالف لتلك الفئة.

قلة الإدراك والوعي
ومن الأسباب الحقيقية لظاهرة العنف في المجتمعات قلة الإدراك والوعي بين مجموعة من الشباب التي اتخذت البطش والقوة عامل من العوامل المصاحبة للعنف بسبب الدور السلبي لتربية الأسرة أو التأثر بمحيط المجتمع الخارجي بسبب ما تبثه المحطات الفضائية من شوائب دخيلة، وكذلك تأثير أصدقاء السوء وقلة الوازع الديني وهي أمور ترتب عليها الاتجاه للعنف بين الشباب في المجتمع.
ﻟﻠﺒﻴﺌﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻌﻴﺵ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﺒﺎﺭﺯ ﻓﻲ ﺘﺸﻜﻴل ﺸﺨﺼـﻴﺘﻪ ﺍﻟﺒﺩﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﻭﺇﺴﻬﺎﻤﺎ ﻓﻌﺎﻻ ﻓﻲ ﺘﺸﻜﻴل ﻋﻘﻠﻪ، ﻭﺍﻟﺘﺄﺜﻴر ﻋﻠﻰ ﺴﻠﻭﻜﻪ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ، ﻭﺘﺘﻤﺜل ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻌﻴﺵ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ بأن لها دور وطابع أساسي ﻜﺎﻷﺴﺭﺓ، ﻭﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻷﺼﺩﻗﺎﺀ، ﻭﺍﻟﻤﺩﺭﺴﺔ، ﻭﻭﺴﺎﺌل ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻟﻤﻘﺭﻭﺀﺓ ﻭﺍﻟﻤﺴـﻤﻭﻋﺔ ﻭﺍﻟﻤﺭﺌﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ، ﻭﺩﻭﺍﺌﺭ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﻭﻤﺤﻴﻁ ﺍﻟﻌﻤل ﻭﻨﺤﻭﻫﺎ. ﻭﻗﺩ ﺸﻬﺩﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺨﻼل ﺍﻟﻌﻘﻭﺩ ﺍﻟﻘﻠﻴﻠـﺔ ﺍﻟﻤﺎﻀـﻴﺔ ﺘﻐﻴﻴـﺭﺍﺕ ﻜﺒﻴـﺭﺓ ﻭﺘﻁﻭﺭﺍﺕ ﺨﻁﻴﺭﺓ ﻭﺴﺭﻴﻌﺔ ﺃﺩﺕ ﺇﻟﻰ ﺨﻠﺨﻠﺔ ﺍﻟﻨﻤﻭﺫﺝ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴـﺩﻱ ﻟﻌﻤﻠﻴـﺔ ﺍﻟﺘﻁﺒﻴـﻊ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﻌﻭﺍﻤل ﺍﻟﻤﺅﺜﺭﺓ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﺸﺌﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﻴـر ﺍﻻﺠﺘﻤـﺎﻋﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﺘﻜﺯ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺒﺭﺍﻤﺞ ﺍﻟﺘﻁﻭﻴﺭ ﻭﺍﻟﺘﺤﺩﻴﺙ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة