الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 18 / أبريل 06:01

فصل الصيف والغرق في البحار/ بقلم: خالد القريناوي

كل العرب
نُشر: 15/05/12 14:39,  حُتلن: 07:31

خالد القريناوي في مقاله:

الكثير من الناس يتهاون في الامر ويظن أن البحر هيّن ويظن أن البركة وأعماقها أمر عادي وطبيعي

اذا اردت أن تسبح فتعلم السباحة وإذا دخلت البحر أو البركة فليكن امام اعين المنقذ ولا تبحث عن شاطئ ليس فيه منقذا أو بعيدا عنه

ايها الآباء احرصوا أن لا يبتعد طفلكم عن مرمى أعينكم فلا تجعلوه يختفي عن أنظاركم أو يدخل البحر دون مراقبة فإن الامواج لا تستشير

كثير ما نسمع أو نقرأ عن حالات غرق لأطفال أو شباب في البحر أو بركات السباحة خاصة في فصل الصيف ، فصل السباحة والتنزهات ، وما أن يحل هذا الفصل بأشعة شمسه وسطع نهاره حتى تبدأ العائلات بصحبة الأطفال وكذلك الفئات والمجموعات من الشباب بالخروج للتنزه خاصة لشواطئ البحار، وهذا أمر جميل جدا ومستحب ، لكن ليس هذا مقصد موضوعي بل إن ما أهدف اليه وأقصده أهم من الذهاب للتنزه أو السباحة والمرح وإنما هو العودة الى البيت سالما، والمتتبع للأخبار يسمع ويقرأ على مدار موسم الصيف عن حالات غرق لأطفال وشباب في البحار ولهذا فإن الكثير من الناس يتهاون في الامر ويظن أن البحر هيّن ويظن أن البركة وأعماقها أمر عادي وطبيعي ينسى نفسه ليظهر للآخرين أنه يتقن السباحة ومهاراتها ، لا وألف لا فالعاقل من يتعلم من خطأ غيره ...
فعندما تذهب عائلة أو جماعة شباب ليفرحوا ويتمتعوا فعليهم أن يحققوا الفرحة ولا تتحقق إلا اذا عادوا بسلام.

رعب وخوف
وكثير من العائلات والجماعات والأصحاب ممن خرجوا للتنزه والمرح والاستجمام لكن سرعان ما أن انقلبت الفرحة إلا ضدها بفقد شخص منهم عندما حاولوا أن يفرحوا بدخولهم البحر بهدف الاستمتاع بالسباحة ، لكن الجميع عادوا إلا واحدا، أو انتظر الجميع ليخرج صاحبهم لكنهم فقدوا أثره حتى يبدأ الرعب والخوف والقلق يتغلب عليهم والنظرات تدور يمينا وشمالا عسى أن يخرج لكن دون جدوى ، الفرحة لم تتحقق ولم يشعروا بلذتها بل تعكرت فرحتهم وتحولت الى نكد وخيبة أمل وعزاء وبكاء ، كيف لا وقد نقص أحدهم.

السباحة بحذر
قد يظن القارئ انني لا اشجع السباحة بل العكس تماما انني اشجع كل من تعلم ويتقن السباحة ومهاراتها فليسبح لكن الامر الذي لا بد ان ننوه اليه هو أن اغلب حالات الغرق ان ام تكن جلّها هم ممن لا يتقنون السباحة ، فيا اخي : اذا اردت أن تسبح فتعلم السباحة وإذا دخلت البحر أو البركة فليكن امام اعين المنقذ ولا تبحث عن شاطئ ليس فيه منقذا أو بعيدا عنه ، كما لا تدخل شاطئ يُمنع فيه السباحة فلا تخالف التعليمات فسلطة البحار والشواطئ اعلم منك بهذا الامر . كذلك ايها الآباء احرصوا أن لا يبتعد طفلكم عن مرمى أعينكم فلا تجعلوه يختفي عن أنظاركم أو يدخل البحر دون مراقبة فإن الامواج لا تستشير.

الروح امانة
احرصوا أن تعلموا ابنكم السباحة كل عام حتى يتقنها، وبذلك تكون قد ضمنت أنه يعرف السباحة وهذا لا يكفي فالحرص كل الحرص من الاهتمام بتعليمات المنقذ أو التعليمات المكتوبة. وهنا لا بد من كلمة أيضا أن الكثير من الناس يتعلمون السباحة في الكبر وهذا افضل من عدم تعلمها ، لكن الكثير منهم ييأس من الوهلة الأولى عندما يجد نفسه لا يتقن الحركات والمهارات ، وهذا خطأ فلا بد من المداومة والاستمرارية حتى الاتقان ولا تستسلم ولا تجعل للمستحيل عندك حصة أبدا . ايها الاباء والأمهات والشباب والأطفال لا تضيعوا حياتكم بأيديكم أو حياة ابنائكم في لحظة ، ليس عيبا أن الانسان لا يعرف السباحة لكن العيب والخطأ أن يظهر أنه يعرف امام اصحابه ثم يغرق فيموت ، أنه طريق الهلاك للنفس والنفس والروح امانة وأنت مسئول عنها امام الله.

حالات غرق
أيضا هنالك ايضا حالات غرق كثيرة جدا لأشخاص يُجيدون السباحة ، حتى لا يظن الاخر انه في مأمن من غدر البحر والغرق ، لا بل ان هنالك اسبابا كثيرة قد تكون سببا لغرقك وضياع حياتك في لحظات ومن هنا لا بد لأي انسان عاقل أن يحافظ على حياته وأن يأخذ بالأسباب ويكون حذرا من غدر البحر وكذلك من أخطاء يده ليعود مسرورا كما ذهب.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة