محمد بركة في أريحا بمناسبة ذكرى النكبة:

ننحني اجلالة امام النضال البطولي لأسرانا البواسل

بقاؤنا في الوطن لم يكن نابع من مكرمة الحركة الصهيونية ولا إسرائيل بل هذا ثمرة نضال مرير بدأ مع بدايات التهجير

الحركة الصهيونية واقطابها رأوا ببقائنا خطأ وسعوا طيلة الوقت بأدوات وأساليب تتغير وتتبدل من أجل اصلاح هذا "الخطأ"

أكد النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، أن بقاءنا في وطننا لم يكن مكرمة صهيونية بل هو ثمرة نضالنا المستمر منذ 64 عاما دون توقف، وجاء هذا في ندوة في مدينة اريحا في نهاية الاسبوع، عقدت في مقر المحافظة بمناسبة ذكرى النكبة، بحضور محافظ اريحا المهندس ماجد الفتياني وعدد من ممثلي الفعاليات الوطنية والشعبية.

من اليمين: محافظ أريحا والنائب محمد بركة

وقال محافظ أريحا المهندس الفتياني في كلمته الافتتاحية، إن مركز الاحصاء الفلسطيني قال إن عدد الفلسطينيين تضاعف في السنوات الـ 64 الماضي ثماني مرات، ولكننا إلى جانب ذلك، فإننا سجلنا على مر السنين محطات تثير بنا الفخر والاعتزاز، ولكن الإنجاز الأكبر أنا تمسكنا بحقنا بالوطن، بهذه الارض، وليس لنا اي خيار آخر، تحت الشمس، إلا أن نواصل النضال والكفاح من اجل الحرية والاستقلال.

تضامن مع الأسرى
وافتتح النائب بركة كلمته قائلا: "إننا ننحني اجلالا أمام هذا النضال البطولي الذي يخوضه في هذه الأيام، وفي الشهور الأخيرة، اسرانا البواسل في السجون الاسرائيلية ، في معركة الأمعاء الخاوية، التي فيها من تتعرض حياته للخطر المحدق، ولكن، كما قلت يومها للأسير البطل خضر عدنان، أنك تضرب عن الطعام حتى الحرية". ودعا بركة إلى تصعيد حملة التضامن مع الأسرى، والضغط على المجتمع الدولي، كي يتحرك بفعالية للضغط على اسرائيل، وعدم الإكتفاء ببيانات خجولة، من اجل رفع العتب، لترك الاحتلال وسلطاته يواصلون والبطش والتنكيل بالاسرى وشعبهم.

حفظ الذاكرة والهوية والإنتماء
وتكلم بركة عن خصوصية إحياء ذكرى النكبة قائلا: "أيضا بعد 64 عاما، لأن قضية فلسطين والحرية والاستقلال ما تزال عالقة، خاصة في هذه المرحلة التي يبدو فيها وكأن كل شيء جامد في مكانه إلا الاستيطان ومشاريع الاحتلال لسلب ما تبقى من أرض فلسطينية، في حين أن شعبنا يواصل الانشغال بنفسه، بالملف الأسود المخجل الذي اسمه انقسام، دون رؤية افق لحل هذه المصيبة التي تدمر شعبنا الفلسطيني من الداخل".
وعدّد بركة محطات مسيرة الجماهير الفلسطينية الباقية في وطنها منذ العام 1948، من خلال تنشأة الأجيال على حفظ الذاكرة والهوية والإنتماء، وتسطير بطولات البقاء على مر سنوات الخمسين والستين، وصولا في المحط الأهم، يوم الارض الخالد في العام 1976، الذي كان ثمرة نضال طويل سبقه، وشكّل في الوقت ذاته انطلاقة وتغيير الأجواء الثورية والنضالية ضد البطش الإسرائيلي وسياسة التمييز العنصري.

نكبة الشعب الفلسطيني
وشدد بركة قائلا: "إن بقاءنا في الوطن لم يكن نابع من مكرمة الحركة الصهيونية ولا إسرائيل، بل هذا ثمرة نضال مرير بدأ مع بدايات التهجير، حينما كانت مجموعات شبابية من عصبة التحرر الوطني، يلقون بأنفسهم أمام الشحنات، ويهرعون إلى ميناء حيفا لإقناع الناس بعدم الخروج من الوطن، في حين كان بعض يقنع الناس بالخروج لفترة قصيرة وما تزال مستمرة حتى اليوم".
وقال بركة: "إن الحركة الصهيونية واقطابها رأوا ببقائنا خطأ، وسعوا طيلة الوقت بأدوات وأساليب تتغير وتتبدل، من أجل اصلاح هذا "الخطأ" "، وأكد أن نكبة الشعب الفلسطيني لن تتكرر، رغم أن سياسة التهجير متواصلة، فقد قال دافيد بن غريون، إن الكبار سيموتون والصغار سينسون، ولكن حال اليوم يؤكد أن أوهام الصهيونية تساقطت وستستمر بالسقوط.
هذا وبعد الكلمة رد النائب بركة على اسئلة الحضور.