الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 01:01

الحسابات الشخصية عقدة السياسة الاسرائيلية/ بقلم: محمد خليل مصلح

كل العرب
نُشر: 27/04/12 09:41,  حُتلن: 13:58

محمد خليل مصلح في مقاله:

الوضع الداخلي الإسرائيلي سيشهد تحالفات قادمة جديدة وإنقلاب على خطة نتنياهو

هل سيلجأ نتنياهو إلى الإنتخابات التشريعية  ولأول مرة لمواجهة سياسة الإبتزاز التي رافقت الائتلاف الحكومي؟

دبلوماسية إيران إستطاعت أن تحتوي التحريض الإسرائيلي والتقليل من خطر المشروع النووي الإيراني على العالم

يبدو أن الساحة الإسرائيلية تتفاعل هذه الأيام داخلياَ بصورة دراماتيكية وبسبب عوامل داخلية وخارجية أو تتجاوب كثيرا مع المتغيرات الإقليمية والدولية، لم تعد إسرائيل جزيرة محصنة من التأثيرات الخارجية وسياسات ومصالح الأصدقاء والحلفاء الأوربيين والولايات المتحدة خاصة، الدولة التي لا يحكمها إلا الإعتبارات والسياسات الداخلية للدولة، تجد نفسها اليوم مجبرة للتعايش مع البيئة الإستراتيجية الجديدة، حيث تشهد الساحة الداخلية لدولة الإحتلال حراكات سياسية وتبدلا في المواقف السياسية، تعكس إرهاصات لتكوين خارطة تحالفات جديدة في اسرائيل، أبرز تلك التحولات في المواقف والتي برزت خلال المواقف السياسية من بعض القضايا والإشكالات التي لها علاقة بالإستيطان والأمن وإستراتيجية رئيس الحكومة في معالجة تلك الإشكاليات التي تهدد بقاء الإئتلاف حتى موعد الإنتخابات القادمة، خاصة بعدما نفى نتنياهو نيته تقديم موعد الإنتخابات التشريعي لدولة الإحتلال.

وراثة نتنياهو المبكرة
على صعيد حزب الليكود برزت تصريحات موشي بوغي يعلون وزير الذي يبدو لي أن الإعتبارات والحسابات الشخصية والتي لها علاقة بمسألة وراثة نتنياهو المبكرة لحزب الليكود يعالون يحلم بوراثة نتنياهو لقيادة الحزب وحسب تقديراته وقراءته لتزايد وصاعد الخط اليمين في الدولة بأن عليه أن يذهب في الإتجاه الأكثر يمينية من نتنياهو بمعنى أن مكانه يجب أن يكون على يمين نتنياهو لذلك وجد ضالته في اللعب على وتر الإستيطان ووجدوا في نفس الوقت الشخص الذي يحب أن يصلب وزير الجيش إيهود بارك الذي لا ينتمي إلى مجتمع الليكود ولا إلى سياساته وحذر يعالون نتنياهو من مغبة السير وراء إيهود بارك بحل الإئتلاف الحاكم في إسرائيل "ألوزير موشيه يعالون حذر من مغبة حل الإئتلاف الحكومي إذا ما تم هدم أحد أحياء مستوطنة بيت إيل المعروف بإسم "غفعات هاؤلبانا"، وحمل يعالون على وزير الأمن إيهود براك من جديد لإمتناعه عن إقرار خطط البناء في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) قائلاً أن أجندته السياسية تختلف عن الأجندة الحكومية. ولفت الوزير يعالون إلى أن وزير الأمن كان قد قرر تكليف قوات خاصة من الشرطة بإخلاء المنزل المتنازع عليه في الخليل وفي حال استخدام القوات ذاتها في بيت ايل فلا يكون مناص من حل الحكومة".

الإستيطان والسياسات الإسرائيلية
نتنياهو يشعر في هذه الأيام بأن الحبل يشتد وإن عدد من قيادات الليكود واليمين تستغل الوضع القائم والضغوطات التي يتعرض إليها من الدول الغربية وفي مقدمتها بريطانيا التي جملت الإستيطان والسياسات الإسرائيلية فشل المفاوضات والإحتقان الإقليمي في الشرق الأوسط والإدارة الأمريكية فيما يتعلق بإستراتيجيه الخاصة بالملفين الإيراني والفلسطيني، صحيفة يديعوت أحرونوت "رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يبحث عن حل يمكنه من الخروج من الأزمة الائتلافية التي تلوح في أفق حكومته بعد أن هدد عدد من الوزراء في حكومته بتفكيك الحكومة في حال قامت الحكومة بهدم الحي الاستيطاني أولبانا في مستوطنة بيت أيل حتى نهاية الشهر الجاري وفقا لقرار محكمة العدل العليا " ؛ تعقيدات الوضع السياسي الداخلي والتهديد القائم بتفجير الائتلاف وإسقاطه، تعدت التعقيدات مسألة قرار إزالة مستوطنة ما، هناك يبدو مواقف داخلية تتعارض مع خطة نتنياهو السياسية ليبرمان يخالف نتنياهو الرأي سلم التهديدات التي تتعرض لها اسرائيل، وكشفت صحيفة معاريف أن وزير الخارجية إفيغدور ليبرمان حذر مؤخرا رئيس الوزراء من المشكلة الإستراتيجية التي قد تنشأ عقب الثورة المصرية مشيراً بوجه الخصوص إلى تصاعد حالة اليأس داخل المجتمع المصري.

الشأن المصري
وأضافت الصحيفة أن ليبرمان قال في إجتماعات مغلقة عقدت مؤخرا في وزارة الخارجية أن الشأن المصري مقلق أكثر من الملف النووي الإيراني علما بأن مصر هي أكبر دولة عربية ولها حدود ذات مئات الكيلومترات مع إسرائيل". وما زاد الطين بله أن بارك ورئيس أركانه بدأ يغرد خارج سرب نتنياهو ويغازلا الرئيس أوباما وموفاز صاحب خطة أن غزة أشد خطرا ًاليوم على الأمن الإسرائيلي "رئيس أركان جيش الإحتلال الإسرائيلي الجنرال بيني غانتس في سياق حديث خاص أدلى به لصحيفة يديعوت أحرونوت أن إيران لا تشكل في هذه المرحلة خطراً على وجود دولة إسرائيل"، ورداً على سؤال حول إحتمال نشوب حرب خلال العام الحالي قال الجنرال غانتس أن التقييمات الإستخباراتية تشير إلى إزدياد هذا الإحتمال في ظل الواقع الإستراتيجي الجديد وحالة عدم الإستقرار في المنطقة ولكنه لا توجد هناك مؤشرات واضحة تدل على قرب نشوب حرب".

الوضع الداخلي الإسرائيلي
يظهر أن الوضع الداخلي الإسرائيلي سيشهد تحالفات قادمة جديدة وإنقلاب على خطة نتنياهو الإذاعة العبرية الرسمية رئيس الإستخبارات العسكرية السابق، الجنرال عاموس يدلين، يعرب عن تقديراته بأن إيران لن تهاجم إسرائيل بسلاح ذري حتى لو إمتلكت قنبلة ذرية. وأضاف أن ميزانية الأمن الإسرائيلية الحالية ليست كافية لمواجهة التحديات، وأن على من يسعى لتقليص هذه الميزانية أن يعرف نتائج هذا التقليص". هذا الحديث مؤشر يكشف عن أمرين الأول أن دبلوماسية إيران إستطاعت أن تحتوي التحريض الإسرائيلي والتقليل من خطر المشروع النووي الإيراني على العالم، والأمر الآخر أن تربك الساحة الإسرائيلية وإستغلال ذلك في الساحة الأمريكية .

الغاز المصري
وقف ضخ الغاز المصري زادت التعقيدات في الوضع القائم مع مصر وعقدة جزيرة شبه سيناء والخطر الأمني التي أصبحت تشكله على دولة الاحتلال رئيس حزب كاديما المعارض شاؤول موفاز يصف القرار المصري بالتدهور غير المسبوق في العلاقات والخرق الصارخ لإتفاقية السلام، وخطوة من طرف واحد تستوجب رد امريكي فوري بصفتهم الضامنين لاتفاقيات كامب ديفيد " .
وعقب وزير المالية الإسرائيلي يوفال شتانيتس إلى الإعلان المصري قائلا إنه ينظر بقلق إلى هذا الإعلان الأحادي الجانب من الناحيتين السياسية والإقتصادية.. وأضاف أن القرار المصري يشكل سابقة خطيرة تلقي بظلالها على إتفاقات كامب ديفيد ويجب علينا الآن مضاعفة الجهود لتنسيق تدفق الغاز الإسرائيلي بغية ترسيخ إستقلالنا في مجال الطاقة وخفض أسعار الكهرباء في الإقتصاد الإسرائيلي ". هل سيلجأ نتنياهو إلى الإنتخابات التشريعية ولأول مرة لمواجهة سياسة الإبتزاز التي رافقت الائتلاف الحكومي وإن اصبحت تمثل كعب اخيل بالنسبة له، أو سيخضع للإبتزاز السياسي ويقدم التنازلات للمبتزين له ولمساعيه في إحتواء حالة الإحباط والتذمر الدولي من سياساته بضرب خطة المعارضة من جهة وجر السيد عباس إلى المفاوضات للتفرغ الى الملف الإيراني؟.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة