الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 19:01

التجمّع والمسألة السوريّة/ بقلم: جريس بولس

كل العرب
نُشر: 28/04/12 14:18,  حُتلن: 21:21

المحامي جريس بولس في مقاله:

إنني في حال إنسجام كامل مع قوميتي العربيّة ومسيحيّتي وثقافتي الإسلاميّة وفكري التقدميّ

أعجبت بعزمي بشارة وبشخصه وبذكائه وبعقله الفذّ ومنذ ذلك اليوم وأنا ألازمه فكراً وروحاً وبتّ قريباً منه

أختلف مع الدكتور عزمي اختلافاً كبيراً في المسأله السوريّه وحسب رأيي أنه أخطأ في رأيه خطأ فادحاً وهذه قضية مركزيّة تهمّنا وتهمّ حزبنا والحركة الوطنيّة

سوريا قلعة المقاومة والممانعة وحاضنة للمقاومات الفلسطينيّة واللبنانيّة والعراقيّة وتقف شوكة في حلق المشروع الامريكيّ الصهيونيّ الغربيّ الذي يهيمن على المنطقه

الدكتور عزمي ليس له علاقه تنظيميّة في الحزب ولكن موقفه يعبر عن موقف مفكّر حُرّ يقول ما يراه مناسباً وما ينسجم مع موقفه المبدئي من أهمية وحيوية العلاقة بين القوميّ والديموقراطيّ

يختلج في داخلي تناقض وهو أن الجبهة دخلت في مشروع "الأسرلة المشؤوم" وأنا ضدّه لذا كنت أطمح دائماً لبناء حزب في الوسط بين الجبهة وحركة أبناء البلد يكون تيّاراً وطنيّاً وديموقراطيّاً وقوميّاً عروبيّاً

ولدت في 14.2.1969 لأسرة كريمة في كفرياسيف تعشق لغة الضاد والقوميّة العربيّة، تزخر كل الأركان في بيوتها بالكتب التاريخيّة والعربيّة والوطنيّة وغيرها، منها نهلتُ حبّ الوطن "فلسطين" وحب العروبة ولغة الضاد والقوميّة العربيّة والتراث الاسلاميّ وخاصه حُب الإمام النبيل والصحابيّ الجليل وفارس الهيجاء وعالم الفصاحة وأكرم الشرفاء، من له في الفصاحة اليد الطولى، وفي العلوم الكلمة الأولى، من اغترف من مشكاه النبوّة، ورأى أمامه نور الحق فازداد قوّة، علي بن أبي طالب، لهذا عرّفت وأعرّف نفسي بأني تقدميّ في فكري- يساريّ الثقافة، والتراث الاسلامي جزء من بنيتي الفكريّة، كما أن القوميّة العربيّة مكوّن أصيل من مكوناتي. هكذا أنا، انني في حال إنسجام كامل مع قوميتي العربيّة ومسيحيّتي وثقافتي الإسلاميّة وفكري التقدميّ.

قلعة وطنيّة
لقد درست في بلدتي، التي أعشقها كفرياسيف، التي هي قلعة وطنيّة وللدنيا نوّارة وتتلمذتُ في مدارسها الابتدائيّة والثانويّة وهي أيضاً أرضعتني حب الوطن والوطنيّة ولها الفضل في صقل شخصيّتي، وفي ريعان الشباب أسّست حركة الشباب من أجل كفرياسيف التي انضمًّ اليها كثير من الشباب المثقف والغيور على مصلحة البلدة وقمنا سويّة بالأعمال التبرعيّة وعقد الندوات والحلقات الثقافيّة والأدبيّة وغيرها. وفي جيل 15 سنة انضممْتُ لصفوف الجبهة وكنتُ فعّالاً في شتى الميادين السياسيّة والإجتماعيّة والثقافيّة والأدبيّة وغيرها.

الحركة الطلابيّة
وبعد إنهائي الصف الثاني عشر قبلتُ للدراسة في كليّة الحقوق في الجامعة العبريّة في القدس، وهناك كنت عضواً فعّالاً وفاعلاً بين صفوف الحركة الطلابيّة وعضواً في لجنة الطلبة، وتجربتي في القدس وفي الجامعة كان لها اثر كبير في ازدياد صقل شخصيتي ونموّها وبلورتها من الناحية الوطنيّة والسياسيّة وخصوصاً حين كنا نتصدّى هناك لقطعان اليمين الفاشيّ، وقد قمت مع الدكتور يوسف جبارين بإصدار سلسلة من النشرات تخص الطلاب العرب تحت عنوان "زهرة المدائن".

الحلبة السياسيّة
كنت حينها في صفوف الجبهة وكنا نتصارع مع حركة أبناء البلد على الحلبة السياسيّة للطلاب العرب في القدس، والحقيقة أن عواطفي كانت مع حركة "ابناء البلد" في طرحها، وأنا أبجّل القائد الفلسطينيّ الرمز المرحوم الدكتور جورج حبش "حكيم الثورة"، ولكني كنت أراها غير واقعية في الداخل الفلسطينيّ لذا كنت في صفوف الجبهة، ولكن كان دائماً يختلج في داخلي تناقض وهو أن الجبهة دخلت في مشروع "الأسرلة المشؤوم" وأنا ضدّه، لذا كنت أطمح دائماً لبناء حزب في الوسط بين الجبهة وحركة أبناء البلد، يكون تيّاراً وطنيّاً وديموقراطيّاً وقوميّاً عروبيّاً، يتماشى مع القانون في الدولة العبريّة ولكن يخدم المواطنين الفلسطينيين ويصب في المشروع القوميّ العام في الوطن العربيّ. وفعلاً قدت مجموعة من الجبهويّين في الجامعة ومعي الأخت هيفاء قعدان من باقة الغربية "التيار القوميّ في الجبهة" وخضنا حرباً ضروساً ضد الحزب الشيوعي وأعضائه.

الانتفاضة الاولى
وما أن دخلت الجامعة العبريّة عام 1987 حتى انطلقت الانتفاضة الاولى المباركة، التي كان لها هي الاخرى التأثير الكبير على صقل هُويتي وفكري وفي نفس السنة تعرّفتُ على الدكتور عزمي بشارة الذي كان يعمل آنذاك محاضراً في جامعة "بير زيت" ويسكن في "بيت حنينا"، فأعجبت به وبشخصه وبذكائه وبعقله الفذّ ومنذ ذلك اليوم وأنا ألازمه فكراً وروحاً وبتّ قريباً منه، أزوره دائماً في بيته وأنهل من علمه، وفي فترة الانتفاضة الأولى كانت تعلن الاضرابات وفي أيام السبت، حين كانت دكاكين الفلسطينيين مغلقة بسبب الاضراب ودكاكين اليهود مغلقه بسبب السبت، كان عزمي بشارة هو الذي يزوّدني بالخبز والطعام وقت القطيعة فعرفته أيضاً إنساناً طيباً.

تقارب أفكار
في فترة الانتخابات للجنة الطلاب العرب كنا نستعين بعزمي كي يقنع الطلاب للتصويت للجبهه وكانت له قوة إقناع غريبة للطلاب، وحينها رأيت أن أفكارنا متقاربة حتى انتهى الامر بترك صفوف الجبهة وبدأنا نعمل على إقامة تيار قوميّ وديموقراطيّ. وقبل تأسيس حزب التجمع الوطنيّ الديموقراطيّ فعلاً، اجتمع 101 شخصاً في أحد فنادق الناصرة ومنهم عزمي بشارة وجمال زحالقة وأنا والذين كانوا النواة الاولى لتأسيس حزب التجمع الوطنيّ الديموقراطيّ. بعدها تأسس التجمع الذي كنت ولي الشرف في هذا أن أكون من مؤسّسيه الأوائل.
وبعد ذلك تم البدء ببناء الحزب ومؤسساته ومنها الفروع وأول فرع للتجمّع في كفرياسيف قد أقيم في مكتبي وعلى هذا يشهد الدكتور باسل غطاس الذي حضر ذلك الاجتماع بدل عزمي بشارة، وبعد أن أقمت فرع التجمع الاول في مكتبي بادرتُ مع أشخاص لإقامة حركة محليّة كقوة وطنية محليّة لضرب الطائفيّة والعائليّة تكون قريبة من التجمع. منذ تأسيس التجمع وأنا ناشط به أخدم الحركة الوطنيّة التي أنا ابن من أبنائها.

جندي في صفوف التجمع
انخرطت طبعاً في عملي وأسّست مكتباً ناجحاً وله اسم ممتاز وعملت جنديّاً في صفوف التجمع والحركة الوطنيّة غير باحث عن مركز أو وظيفة وفقط من منطلق إيماني بدربي الوطنيّة وبالمبدأ بأن "المركز" هو تكليف وليس تشريفاً. وعملت مع أخي وأبي وصديقي وحبيبي المرحوم فريد سعيد، طيّب الله ثراه سكرتير فرع كفرياسيف السابق، يداً بيد سويّة لإنجاح فرع كفرياسيف، واستطعنا سوية ومع آخرين أمثال الاخوة: محاسن قيس وجريس سَكَس وعز الدين بدران بناء فرع ناجح يضم كباراً وأشبالاً وشباباً وأقمنا العشرات من النشاطات الحزبيّة والثقافيّة والأدبيّة والاجتماعيّة فبدأ نجمنا باللمعان خصوصاً حزبيّاً. وعشيّة المؤتمر قبل الأخير، طلب مني الدكتور عزمي بشارة والسادة: واصل طه وعوض عبد الفتاح وجمال زحالقة وآخرون أن أترشح للجنه المركزية للحزب، تفاجأت وتردّدت كثيراً لأني لم أكن اريد منصباً ولا مركزاً والأهم لأني مشغول حتى أم رأسي في عملي وفي مهنتي، وبعد إصرارهم ومن منطلق المسؤولية ومصلحة الحزب، وافقت وانتخبت عضواً للجنة المركزية وقد حصلت على عدد أصوات عال لم أكن أتوقعه، وحينها نشطت أكثر محليّاً وقطريّاً وحزبيّاً وتنظيميّاً وعملت على رفع راية الحزب والحركة الوطنيّة.

أحد التلاميذ
أحبّ الدكتور عزمي بشاره حُبّاً جمّاً ولا أحد يستطيع أن يُلغي دوره وبصماته وفكره في الداخل الفلسطيني وفي الخارج ولكن هذا الامر لا يمنعني من مناقشته ومقارعته بالحُجّة أو الإختلاف معه في موقفه، وأنا أحد تلاميذه، ومن المعجبين به، فاختلاف الرأي لا يفسد للودّ قضية ومصلحة الحزب والحركة الوطنية فوق كل مصلحة، كما أنه لا يوجد أحد مقدس. فأنا أختلف مع الدكتور عزمي اختلافاً كبيراً في المسأله السوريّه وحسب رأيي أنه أخطأ في رأيه خطأ فادحاً، وهذه قضية مركزيّة تهمّنا وتهمّ حزبنا والحركة الوطنيّة ولا سيما أن سوريا قلعة المقاومة والممانعة وحاضنة للمقاومات الفلسطينيّة واللبنانيّة والعراقيّة وتقف شوكة في حلق المشروع الامريكيّ الصهيونيّ الغربيّ الذي يهيمن على المنطقه كما أشرت في مقالات سابقة.

موقف عزمي!
لذا أثمّن عالياً قرار اللجنه المركزية للحزب الذي اتخذ يوم السبت 12.2.12 بخصوص المسألة السوريّة وموقف عزمي منها وهو أن الدكتور عزمي ليس له علاقه تنظيميّة في الحزب، ولكن موقفه يعبر عن موقف مفكّر حُرّ يقول ما يراه مناسباً وما ينسجم مع موقفه المبدئي من أهمية وحيوية العلاقة بين القوميّ والديموقراطيّ. وهو نفسه لم يطلب من الحزب أن يكون موقف الحزب مطابقاً لموقفه. ومن هنا فإني أوجه ندائي الى قيادة الحزب وكوادره: عليكم أن تحافظوا على الحزب، آخر معقل للحركه الوطنيّة، وهُويته "القوميّة العروبيّة" التي تميّزه عن "الاحزاب الديموقراطيّة" الاخرى الموجودة على الساحة الفلسطينيّة في الداخل ومصلحة الحزب والحركة الوطنيّة فوق كل مصلحة وفوق كل واحد منّا.
لهذا أدعو الى عقد مؤتمر للحزب فوراً لمعالجة جميع القضايا العالقة والسّاخنة، السياسيّة منها والتنظيميّة، وعلى رأسها المسألة السوريّة ومدى تأثيرها على الحزب وقاعدته الحزبيّه وأخذ قرارات حكيمه تصبّ في مصلحة الحزب فقط، وبالتالي في مصلحة الحركه الوطنيّة. اللهمّ أشهد اني قد بلّغت.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة