الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 20 / أبريل 02:02

فرقة "سراج" الراماويَّة شمعة مضيئة في شرقنا المظلم - بقلم: جريس بولس

كل العرب
نُشر: 21/04/12 17:26,  حُتلن: 08:16

احتفلت جمعية "إخوتي أنتم"، التي انا عضو فيها، يوم السبت الموافق 17 آذار 2012 في قاعة الاوديتوريوم في أبوسنان بإحياء ذكرى ميلاد سيد درويش بمناسبة مرور مائة وعشرين عاماً على ميلاده.

وجمعية "إخوتي أنتم"، للتعريف فقط، نشطت خلال السنوات الفائته في العديد من المجالات أخصّ منها: الثقافيّة والتربويّة والاجتماعيّة والشعريّة والادبيّة وأصبح لها اسم كبير ومعروف في معظم قرانا العربية في الداخل الفلسطينيّ.

سيد درويش يعتبر مجدّد الموسيقى العربية وباعث النهضة الموسيقيّة في مصر والوطن العربيّ. ولد سيد درويش في الاسكندرية في 17.3.1892 وتوفي في تاريخ 10.9.1923، عن عمر ناهز ال 31 عاماً فقط.

صادف ان سمعه الفنّانان أمين وسليم عطالله فنصحاه بالسفر الى سوريا حيث تعلم أصول الغناء والموسيقى والعزف على العود، فتطوّرت مواهبه ولحَّن اول دور له "يا فؤادي ليه بتعشق".

عاد الى القاهرة عام 1917 حيث بدأ يلحن لفرق المسرح أمثال مسرح نجيب الريحاني وجورج ابيض، وظل كذلك حتى قامت ثورة 1919 فلحّن قصيدة "قوم يا مصري" عام 1919 خلال الثورة وذلك ضمن اوبريت "العِشرة الطيبة" وابريت "شهرزاد" و"البروكة".

لحّن سيد درويش عشرات الأدوار والموشحّات والروايّات المسرحيّة والاوبريتات، فكانت الحانه شعبيَّة بسيطة ووطنيّة يردّدها المئات في كل مكان وما زالت الحانه تتردّد على ألسنة الملايين من عشاقه ويظل النشيد الوطنيّ المصريّ الذي وضع كلماته ولحّنها يتردد على كل لسان وقد اخذ كلماته من خطاب للزعيم، خالد الذكر، سعد زغلول وهو: "بلادي بلادي لك حبّي وفؤادي".

وعلى أنغام هذا النشيد الوطنيّ البسيط والزخم والحماسيّ بدأت فرقة سراج الراماويَّة الأمسية فألهبت احاسيس الحضور وشنَّفَت آذانه وأذكتْ نار الثورة والأصالة وبثت الوطنية الصادقة في صفوف الحضور، فانتعش الجمهور وانتعشت أنا.

هذه كانت المرَّة الأولى التي كان لي الشرف ان استمع لهذه الفرقة الاصيلة ومن بعدها قررت ان اتابعها بل وابحث عن وسائل لدعمها مادّيَّاً ومعنويَّاً، لانه ينقصنا مثل هذا الفن الراقي الذي تقدّمه سراج في مجتمعنا المريض.

فرقة "سراج" تعمل في تناسق غريب كأنها خليّة نحل متكاملة يقودها المايسترو سامر بشارة في أداء حضاري راقٍ، ذكرني بدار الأوبرا في فينا، حيث حضرت هناك عرضاً غنائيّاً حضاريّاً في قاعة الأوبرا الشهيرة هناك، فالمطربون والمطربات كأنهم أسراب كنار والعازفون وضاربو الايقاع يُسكنون السعادة في القلوب والنفوس.

الشيء الملفت للانتباه في هذه الفرقة وما يميّزها، انها تقوم بأداء الغناء الراقي والملتزم والوطنيّ، الذي جيَّش عواطفي الوطنيّة وزادها لهيباً واشتعالاً، مثل اغاني سيد درويش "يا شادي الالحان"، "طلعت يا محلا نورها" "والحلوة دي" و"بلادي بلادي" وغيرها.

لهذا أهيب بجمهورنا الفلسطينيّ الأصيل وخاصة المتمكّن ماديّاً منه ان يقوم بدعم هذه الفرقة، فرقة سراج الراماويَّة، الوطنيّة بامتياز، دعماً ماديّاً ومعنويَّاً وأن يشارك في حفلاتها واحتفالاتها.

ولقد حضرتني بعض ابياتٍ من الشعر أقول فيها:

السّراج:
لوحة وطنيّة من الرامة
تتجلّى عزة وكرامة

السّراج:
لحنُ صمودْ ونغمُ خلودْ وعشقُ وجودْ
غناءٌ ملتزم جميلْ وطربٌ عربيٌّ أصيلْ

السّراج:
تحفة فنّية خالدة
شامخة كشموخ حَيْدرْ
وراسخة كرسوخ زيتون بالعزّ تدثر

تفوح من أغانيها والحانها وانغامها
رائحة مسكٍ وعنبرْ
رائحة ماضٍ بالكفاح معطّرْ
كلمات أغانيها تروي قصة وطنٍ وشعبْ
وما دار بينهما من عشقٍ وحبْ

السّراج:
نورُ هداية وصلاةُ زوايا
ومشوارٌ فنيّ رائد ليس له نهاية.

وأخيراً أتمنى لفرقة سراج الراماويَّة أن تبقى شمعة مضيئة في شرقنا المظلم في عهد الخريف العربيّ ويخطىء من يكنّيه بالربيع العربيّ والسلام.

كفرياسيف 

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة